| ناصر بدر العيدان | خاصمت المستشارة الالمانية ميركل الشركات الألمانية، التي ملأت الدنيا هندسة وإبداعاً، خاصمتها من أجل المرأة! حيث قالت لرؤسائها بالفم المليان «عليكم ان تشركوا المرأة في مجالس الإدارة طوعاً، قبل أن أفرض ذلك عليكم بقانون!» قد يظن البعض انها تنتقم من الشركات كونها امرأة، وهذا شأن المرأة! الانتقام واثبات الذات، لكنها في الحقيقة، تقف عند «أرقام»! فألمانيا تقع تحت خط متوسط الاتحاد الأوروبي في وجود المرأة في القرار التجاري، حيث ان الأوروبيات يشكلن 16 في المئة من مجالس إدارات الشركات الأوروبية. دعك من هذه الأرقام، ودعك من الاقتصاد وهمومه، وحق المرأة وإلى آخره.. هل انتبهت إلى أن المستشارة الألمانية عندها «رؤية»؟ وقد نبهت لها شركاتها بشكل واضح قبل أن تطبقها؟ فهل مر عليكم تصريح من رئيس الوزراء.. فيه رؤية؟ فيه نبض يؤمن المستقبل؟ هل جاءك وزير وقال انا لديّ حلم؟ هل يعرف الوزراء ماذا ينتظرهم غداً، وماهي التحديات بعد غد، وما غرسهم اليوم ليحصدوه السنة المقبلة؟ هل هناك وزير يفكر هكذا؟ اعجبتني جولة سمو رئيس الوزراء في سوق المباركية ليتلمس حال الشارع، لكن عندما كان يتجول الشيخ محمد آل مكتوم في المباركية كذلك، كان قد ألف كتاباً اسمه «رؤيتي»! لذا أتشوّق لمعرفة رؤية سمو رئيس الوزراء. نحن اليوم بحاجة إلى رؤية واضحة، مشعل يقود الى تحقيق أهداف عملية «فنيّة» داخل البلد، فتصريحات سمو رئيس الوزراء نادرة، وإذا صرح فهو يتطرق عادة للخلافات السياسية وهذا لا يبني على قدر ما يلملم ويقرب وجهات النظر. أنا لا أفهم سبب انشغال رأس الحكومة بالقضايا السياسية وتجمعات الشارع المخالفة والرد على الاتهامات! ليضعنا سموه في الصورة ويحدد لنا ماهي اهتماماته التنموية، ويؤكد اصراره العملي ودعمه للجهود التنموية التي «تدندن» عليها الدولة، بلا صدى. Nasser.com.kw