دمشق - وكالات - اقتحمت قوات النظام السوري بلدة البيضا القريبة من مدينة بانياس الساحلية، بعد ان قصفتها بشدة بالمدفعية. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان العملية ادت الى مقتل 50 شخصا، بينما اكد الناطق باسم الجيش الحر لؤي المقداد انها اسفرت عن 300 قتيل، وذلك فيما احيا الاف السوريين جمعة اطلقوا عليها اسم «بخطوطكم الحمراء يقتل السوريون» في اشارة الى الخط الاحمر الذي وضعه الرئيس الاميركي باراك اوباما في حال تم استخدام الاسلحة الكيماوية. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن: «بحسب مصادر متطابقة، قتل 50 شخصا على الاقل في إعدامات ميدانية وقصف على قرية البيضا» قرب بانياس في محافظة طرطوس بشمال غرب سورية. واوضح ان «بعض الشهداء اعدموا ميدانيا باطلاق الرصاص او باستخدام السلاح الابيض، او حتى حرقا». ودان الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية في بيان «وقوع احداث ترقى الى جريمة ابادة جماعية» في القرية، مشيرا الى ان «قوات الاسد مسؤولة بشكل مباشر» عما جرى. واعتبر ان «هذه الجريمة» تستدعي «تدخلا عاجلا من مجلس الامن»، مطالبا «الجامعة العربية والامم المتحدة بالتحرك السريع لانقاذ المدنيين في بانياس وغيرها من محافظات سورية». واشار عبد الرحمن الى فقدان الاتصال «بالعشرات من سكان البيضا، ولا يعرف ما اذا كانوا اعتقلوا او قتلوا او فروا»، موضحا ان العديد منهم «لجأوا الى الاحياء السنية في جنوب بانياس لانه لا يمكنهم اللجوء الى المناطق العلوية». وصباح الجمعة، افاد المرصد ان القوات النظامية «تنفذ حملة مداهمات واعتقالات» في هذه الاحياء، مبديا خشيته من ان «تنفذ القوات النظامية مجزرة طائفية» فيها. وقال الناطق باسم الجيش الحر لؤي المقداد ان الهجوم على البيضا ادى الى مقتل 300 شخص. وقال عبد الرحمن ان «النظام لن يسمح بوجود مقاتلين معارضين في هذه المنطقة»، التي تشكل جزءا من المناطق العلوية على الساحل السوري. وادت المعارك الى مقتل سبعة جنود نظاميين على الاقل واصابة نحو عشرين آخرين بجروح، بحسب المرصد. من جهتها، قالت وكالة الانباء الرسمية السورية «سانا» ان القوات النظامية «نفذت عملية ضد اوكار للارهابيين في قرية البيضا التابعة لمدينة بانياس في محافظة طرطوس»، وانها قضت على عدد من «الارهابيين» في قريتي المرقب والبيضا وحي رأس النبع في مدينة بانياس. وفي دمشق، قصفت القوات النظامية حي جوبر في جنوبالمدينة، فيما سقط عدد من القتلى والجرحى في قصف استهدف بلدات عدة في ريف دمشق. وذكرت لجان التنسيق المحلية أن خمسة قتلى وعددا من الجرحى سقطوا جراء قصف على بلدة رنكوس، بينما قتل عدد غير محدد من الاشخاص في اشرفية العباسية بعد قصفها براجمات الصواريخ. وسقط قتيل وعدد من الجرحى بقصف على بلدة خان الشيخ وقتيلان وعدد من الجرحى جراء القصف براجمات الصواريخ من مطار المزة العسكري على بلدة المليحة. وتعرضت بلدة معضمية الشام لقصف مدفعي وصاروخي من مقر الفرقة الرابعة في جبال المعضمية، ما سبب المزيد من الدمار والخراب في الأحياء السكنية وسط حصار خانق تعيشه المدينة منذ 7 أشهر. وفي محافظة حمص، قتل شخصان جراء القصف بالطيران الحربي على مدينة القصير. الى ذلك، تسببت قذيفتان اطلقهما مقاتلون معارضون فجر امس باندلاع حريق في احد خزانات الوقود في مطار دمشق واصابة طائرة على ارضه. وافادت وكالة الانباء الرسمية السورية «سانا»: «نشب حريق في أحد خزانات الكيروسين في مطار دمشق الدولي جراء قذيفتين أطلقهما ارهابيون على المطار فجر اليوم (امس) قبل ان تتمكن فرق الاطفاء من السيطرة على الحريق بشكل كامل»، مشيرة الى ان القذيفة الثانية «اصابت احدى الطائرات التجارية المركونة في ارض المطار». المعارك الطاحنة أرخت بثقلها على القاع وعرسال الجيش السوري و«حزب الله» يقضمان قرى بريف القصير لإحكام فكيْ الكماشة على المدينة بيروت - «الراي»: أرخت المعارك «الطاحنة» التي تدور في ريف القصير المحاذية للحدود اللبنانية شرقاً بظلال ثقيلة على المناطق البقاعية المتاخمة لسورية والتي يعيش بعضها، وتحديداً القاع ومشاريع القاع وعرسال (المؤيدة للثورة)، حال قلق من امكان تمدُّد رقعة النار اليها. ففي ظل التقارير عن تقدُّم لجيش النظام السوري مدعوماً من «حزب الله» في ريف القصير وإعلان لجان التنسيق السورية التابعة للمعارضة أن الحزب كان يحاول اقتحام بلدة جوسية وان مقاتليه وصلوا إلى منطقة ريف حمص عبر قرى في محيط القصير، برزت المعلومات عن ان الجيش السوري نجح في السيطرة على 3 قرى حدودية مع لبنان وأسر عدداً من المعارضين، في حين تحدثت مصادر ميدانية عن معارك وقعت ليل الخميس في منطقة القاع بين الجيش النظامي السوري والمعارضين المسلحين. وعلمت «الراي» ان سيناريو عسكرياً يجري العمل وفقه على الحدود مع لبنان ويقوم على محاولة الجيش السوري النظامي السيطرة على الخط الذي يربط مشاريع القاع بمنطقة عرسال لقطع التواصل بين الاخيرة وجردها وبين ريف القصير الشرقي بعدما تمت السطيرة على ريف القصير الجنوبي. وبحسب هذه المعلومات، فان النجاح في تحقيق هذه الخطة يتيح للجيش السوري وضع «فكي كماشة» من الجنوب والشرق والشمال على مدينة القصير تمهيداً لإسقاطها. وكان ليل الخميس - الجمعة شهد ومع احتدام المواجهات في منطقة جوسية، على الأراضي السورية نقل ما لا يقل عن عشرة جرحى إلى مستشفيات في البقاع اللبناني عبر سيارات إسعاف تابعة للصليب الأحمر.