تسعى كلية الأغذية والزراعة في جامعة الإمارات إلى الصدارة في توفير المعلومة التغذوية والمهارات اللازمة لتطبيق الأنظمة الغذائية السليمة، كجزء من برامجها التثقيفية المجتمعية التي تنظمها سنوياً . وفي هذا الإطار نظمت الكلية "مهرجان التوعية الغذائية" الذي يهدف إلى التوعية بأهمية الغذاء الصحي والنشاط البدني لتفادي الإصابة ببعض الأمراض المنتشرة في المجتمع، ومن أهمها السمنة، واستقبلت الكلية خبراء التغذية للمشاركة في تقديم ورش عمل ومحاضرات توعوية للطلاب والحضور . يشير د . غالب الحضرمي، عميد الكلية، إلى أهمية تضافر الجهود لمواجهة مشكلة البدانة خصوصاً عند الأطفال، ويقول: السبب الرئيس لظاهرة السمنة هو السلوك النمطي غير الصحي في علاقتنا بغذائنا، وأعتقد أن هذا المهرجان سيسهم بقدر كبير في نشر المعلومة التغذوية، ما يساعد على تعديل عاداتنا الغذائية، ووضع وتنفيذ استراتيجيات عامة للتغذية والصحة، وتوظيف الاختيار المنهجي المناسب لتغيير النمط الغذائي لكل شرائح المجتمع . ويضيف: هذه الفعالية وغيرها من أنشطة الكلية تساعدنا في مد جسور التعاون مع المؤسسات الحكومية وشركات القطاع الخاص العاملة في مجال الأغذية والزراعة، والمؤسسات التي تعنى بتثقيف وتوعية المجتمع، وهذا جزء من أهداف الكلية التي تبذل جهداً كبيراً في سبيل تحقيقها، من أجل الوصول إلى مجتمع مثقف تغذوياً، وذلك لن يتحقق إلا من خلال تفعيل دور الكلية في توعية أفراد المجتمع بكل ما يتعلق بسلامة غذائه، وتأهيل كوادر قادرة على حمل هذه الرسالة . وتقول د . عائشة الظاهري، أستاذ مساعد في الكلية: هدفنا من المهرجان التوعية بأهمية الغذاء الصحي والنشاط البدني لتفادي الإصابة ببعض الأمراض المنتشرة في مجتمعنا، ومن أهمها السمنة والسكري والضغط . وفي هذا الإطار، سلطنا الضوء على كيفية الوقاية من السمنة من خلال فقراتنا المتنوعة التي تضمنت مسابقة المشي داخل الحرم الجامعي، وكان صداها إيجابياً على جميع المشاركين فيها، أيضاً استضفنا عدداً من الخبراء في مجال التغذية من داخل وخارج الدولة للمشاركة في تقديم ورش عمل ومحاضرات توعوية وتثقيفية للطلاب والجمهور، وكان لطالباتنا دور كبير في تقديم الاستشارات التغذوية للجمهور، وعرض نتائج أبحاثهن في هذا المجال، وتشجيع الاهتمام بتخصص الأغذية والزراعة، وربط الاتجاهات الحديثة في هذا المجال واحتياجات الدولة منها . وتتحدث الطالبة عهود الشامسي عن فعاليات المهرجان، قائلة: ضم العديد من الفقرات المفيدة والممتعة، منها ورشة عمل عن "استراتيجيات الصحة" قدمها مستشفى النور في العين، وعرض الطهي بمشاركة الشيف أسامة مع مجموعة من طالبات قسم الأغذية والصحة، ونظمنا مسابقات وفعاليات ترفيهية وتوعية، إضافة إلى الفعاليات الرياضية التي تضمنت مسابقة المشي وعرض التايكواندو والهوكي . الطالبة نورة عبدالله تقول: أحببت أن أكون من الطالبات اللاتي استقبلن زوار المهرجان، وتجولن معهم في أجنحة معرضه، لتعريفهم برسالتنا وإنجازاتنا، أيضاً تحدثت معهم عن حاجة المجتمع لعلم الأغذية . تولت الطالبة شيخة المحرزي مهمة تعريف زوار المهرجان بالأسباب الرئيسة لظاهرة السمنة، وتقول: السلوك النمطي غير الصحي والناجم عن النظام الغذائي غير المتوازن، خاصة بين الأطفال، إضافة إلى نمط الحياة الساكنة وغير المتناسقة من حيث المعرفة والاتجاهات والسلوك، يعد من أهم أسباب انتشار ظاهرة السمنة في مجتمعاتنا، ولذلك تقع علينا كأفراد مسؤولية الحافظ على صحتنا من خلال التعرف إلى العادات الغذائية الصحيحة، واكتسابها والالتزام بها . وتؤكد الطالبة حصة تميم أهمية هذه الأنشطة بالنسبة إلى الطلاب، قائلة: ليس الجمهور وحده المستفيد من هذه الفعاليات، نحن أيضاً كطلاب مستفيدون، لأنها تمنحنا فرصة اختبار قدراتنا ومعلوماتنا التغذوية، والتعريف بأهمية تخصصنا للمجتمع . وتقول الطالبة موزة الكعبي التي شاركت في تجميع المعلومات المتعلقة بظاهرة السمنة والبدانة وصياغتها بصورة واضحة لتكون مفهومة لكل من يقرأها من زوار المهرجان: كنت حريصة على تقديم شرح واف عن دور الأسرة والمدرسة لمنع انتشار مرض السمنة، وذلك من خلال التغذية السليمة لكل المراحل السنية . وعن مدى تفاعل الجمهور مع فعاليات المهرجان، تقول الطالبة لطيفة الظاهري: تحدثت مع الجمهور عن أهمية الارتقاء بثقافتنا الغذائية وضرورة الحفاظ على صحتنا من خلال تغيير نمطنا الغذائي، وكان متفاعلاً معي، وتلقيت عدداً كبيراً من الأسئلة والاستفسارات عن مكونات الغذاء المتوازن، وحاولت أنا وزميلاتي توصيل كل ما لدينا من معلومات إلى أكبر عدد من الحضور ليستفيد الجميع .