يُعد حسين سرحان من جيل الشعراء الكبار أمثال محمد حسن عواد والبواردي وحسن القرشي والغزاوي. أديب وشاعر، لماح وناقد، حياته كشعره، ونثره مولع بالقراءة، بدوي سلك أسلوب الأقدمين في شعره، وكانت ديباجته الصافية وليدة الثقافة والآداب العربية، تأثر السرحان بأسلوب الأقدمين في إبداعه، فقد تأثّر ب»ابن خفاجة الأندلسي» في وصف الجدول (أجنحة بلا ريش)، وتأثر بالمدرسة المهجرية ل»أبي ماضي» في قصيدته: (أنا لو شئت لما رميت الهموم). أما اللغة عند حسين سرحان فهي فخمة جزلة يتبع فيها الأقدمين في شعرهم كقصيدته في شعر الطائف: الطائف الميمون لا ينتابه ذو طيه فيضيق عنه مجاله قد أينعت في فيئه أثماره وتحققت للمجتني آماله وقد تألق السرحان بالموسيقى الداخلية، والصور عنده جاءت من البيئة القديمة متأثرًا بالمحافظين الأقدمين مع المزج بالحديث من الألفاظ كالذرة والصاروخ، لكنها لم تتغطَ على التواصيف القديمة. وفي بناء القصيدة لم يبتعد حسين سرحان عن نهج الأقدمين المبهر كما في مطلع قصيدته: ألا أربع لست منك ولست مني فلا تجلب عليّ ولا تلمني ولا نجده في البناء يكرر القوافي، وهذا نتاج ثقافة لغوية واسعة، وفي وحدة البناء نجده يعتمد على وحدة البيت، فهو شاعر لمحة عابرة كما في قصيدة (هجرة الشعر).. و(طلل في جوف قلب). ونستطيع القول إن شاعرنا فقد التسلسل ووقع في أحضان القصائد القديمة عن طريق اللمحة العابرة، وذلك بسبب رسوخ القالب الشعري في ذهنه، فتجده في قصيدته الميمية التي تبدو كأنها من شعر عنترة: اقتاد من روح واشرب من دمي إن كنت عالمة وان لم تعلمي حتى إذا حم الردى لاقيته عردًا كمثل الطائر المترنم ولم يخرج حسين سرحان عن الأغراض الشعرية القديمة وكذا أغلب شعراء عصره. تميز شعره بسلامة الأفكار واستقامتها وهو من أبرز الظواهر الشعرية في دواوينه. والتأمل مفقود في شعره لكنه لا يتنافى مع وجود شعر الحكمة عنده، فهي كسائر شعره لمحات وخطرات، والتأمل لا يُشكِّل إلا جزء يسير، والتجديد في شعر حسين سرحان رافد يلوح ويختفي، وليس مذهبا عاما، وكما ذكرنا سلفًا أنه صاحب لمحات، ومجمل القول أن شاعرنا ذا لغة شعرية أصيلة واضحة استمدها من تلك البيئة البدوية والثقافة العربية، فهي ملتصقة به في حياته وأدبه. منصور إبراهيم الحارثي