م. طلال القشقري هزّ مشاعري مشهدُ التاجر السعودي الذي جعل أمّه تفتتح مشروعه التجاري الخاص، وتقصّ أمام الملأ شريط حفل الافتتاح!. هذا من برّ الوالدين، لكن بطريقة حديثة تنتمي للقرن الحادي والعشرين، في وقتٍ كثُر فيه العقوق من الأبناء والبنات، فجزى الله التاجرَ خير الجزاء!. عمومًا، هذه مُقدّمة أدخل بها لصُلْب الموضوع، ألا وهو تقليد قصّ الشريط في حفلات افتتاح المشروعات، ممّا لا أؤمن على الإطلاق، حتى لو كان رمزيًّا، ولو كان هناك رمز يستحقّ التقليد فهو العكس من وجهة نظري، أي ربط الشريط، فالربط في المشروعات كناية عن بنائها بقوّة وإحكام، بينما القصّ كناية عن تمزيقها وانهيارها، ونجاح المشروعات يكمن في جودتها، وطول عمرها، وفائدتها، لا عكس هذه الأمور!. كما أنّ تقليد قصّ الشريط -في الأصل- كان مُتَّبعًا في حفلات زواج المسيحيين في أوروبا خلال العصور الوسطى، إذ كانت العروس تقصَ شريطا ممدودًا في طريقها هي وعريسها إلى الكنيسة، لكنّ الكنيسة ألغته بعد انتهاء كثيرٍ من الزيجات إلى الطلاق، وكأني بالكنيسة قد خافت على زيجات المنتسبين إليها، فكيف لا نخاف نحن على مشروعاتنا وفيها خير وحياة؟. وإني إذ أشكر التاجر على برّه بأمّه، وأذكّره أنّ البرّ ديْنٌ صالحٌ سيردّه له أبناؤه عند كبره، لأدعو في نفس الوقت لنبْذ تقليد قصّ الشريط عند افتتاح المشروعات، فالأهم هو أن تُنفّذ بإتقان، ويُشار إليها بالبنان، لا كبعض مشروعاتنا، من برّه.. هالله هالله.. ومن جوّه.. يعلم الله!. @T_algashgari [email protected] للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (47) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain المزيد من الصور :