وصلت دبي إلى نهائيات إكسبو 2020 بشكل غير عادي، وكانت المفضلة لدى أغلبية البلدان في الدورة الأخيرة من التصويت. وتقدم المدينة الخليجية نمطاً جديداً من العمارة التي تجسدت في ناطحات السحاب المصممة بشكل رائع والمنتشرة في كل مكان. وعلى الرغم من الكثافة السكانية القليلة إلا أن دبي تحتضن ثالث ميناء وثاني مطار في العالم، وتمتلك دبي القدرات اللوجستية الضرورية لاستقبال 25 مليون زائر خلال ستة أشهر، بحلول 2020. يذكر أن أول معرض أقيم في لندن عام 1851، وهو حدث بالغ الأهمية إذ يسهم في تطوير المستويات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية للمدينة التي يقام فيها. ويتوقع أن تطور دبي مرافقها وأن تبتكر المزيد من المعالم في السنوات المقبلة. ومن خلال شعارها «تواصل العقول.. وصنع المستقبل»، تريد المدينة الطموحة أن تقدم صورة مختلفة عن العالم العربي بأنه متسامح ومنفتح وبإمكانه ان يزيح التردد المرتبط بحالة عدم الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط. ومنذ انطلاق الاتحاد في 1971 حققت الإمارة التي لا تمتلك موارد طبيعية كبيرة، تطوراً ضخماً وإنجازات استثنائية. وارتفع عدد السكان من 15 ألف نسمة في 1950 إلى أكثر من مليوني شخص حالياً. وتخصصت دبي في التجارة والخدمات وأصبحت همزة وصل بالنسبة لحركة الطيران العالمي، بنحو 58 مليون مسافر في 2012. من جانب آخر، تريد الإمارة أن تطبق نموذجاً اقتصادياً لمرحلة ما بعد النفط. ومن أجل ذلك، استثمرت بقوة في المجال السياحي، وكان برج خليفة من بين أهم الإنجازات التي حققتها أخيراً، إضافة إلى مدرج التزحلق على الثلج وجزيرة النخلة. كما أضحت الإمارة مركزاً للمال والأعمال، وأتاحت للجميع العمل في مناطق حرة تحتضن مجالات عدة منها الانترنت والإعلام والتبادلات المالية. وجعل طابعها الليبرالي في مجتمع محافظ، الكثير من الشركات الأجنبية تستثمر هناك. وتؤكد دبي التي تستقبل 10 ملايين زائر حالياً أن باستطاعتها استضافة أكثر من الضعف بحلول موعد المعرض الدولي في 2020. وساعدها موقعها الجغرافي، فهي تقع بين آسيا وأوروبا، لتطلق المزيد من المشروعات العملاقة، مثل مطار آل مكتوم الذي سيصبح أكبر مطار في العالم يستقبل 160 مليون شخص سنوياً. وشبكة النقل في دبي من الأكثر تطوراً في المنطقة، وذلك بفضل المترو الذي أطلق قبل سنوات وهو الأول من نوعه في الخليج. «آندرو سكوت»: استضافة اكسبو له أهمية كبيرة يرى نائب عميد مدرسة لندن للأعمال آندرو سكوت، ان استضافة دبي لمعرض اكسبو أمر مهم بالنسبة لكونها مدينة تركز على روابطها العالمية. وعلى الرغم من أن تبعات المعارض قد تكون مرهقة للدول التي تقيمها، إلا أن سكوت يرى أن الأمر سيكون مختلفاً بالنسبة لدبي لأن هذه الأخيرة «تريد جاهدة أن تكون حلقة وصل عالمية وإقليمية، ولذلك فاستضافة معرض بهذا الحجم سيكون له أهمية كبيرة»، ويقول الخبير إن الإمارة وضعت نفسها في موقع مثالي للقيام بالأعمال التجارية الدولية، و«تصبح القيمة والفوائد الرمزية للمدينة في استضافة المعرض أكبر، فهذه هي المرة الأولى التي يقام فيها هذا الحدث الكبير في الشرق الأوسط وإفريقيا». وخلافاً لمدن أقامت المعرض في الماضي، فإن دبي لن تكون بحاجة لاستثمارات كبيرة في مشروعات جديدة، حسب سكوت، الذي يرى أن إكسبو 2020 يدل على دور دبي كلاعب أساسي في الرّوابط الاقتصادية العالمية الحالية. ووفرة البنية التحتية حالياً تشجع دبي على استخدام ما هو موجود. مانييه متحمس بشدة يعتبر السيد باسكال مانييه الذي يمثل فرنسا ودول البنلوكس في هيئة السياحة بدبي، من أكثر المتحمسين والمشجعين لمدينة دبي في المنافسة الأخيرة، ويقول المكلف بالتسويق السياحي والتجاري، «ولدت في مدينة لوريان، وكنت دائماً متعلقاً بالبحر وبحاجة لهذا المرفأ»، في إشارة إلى مدينة دبي. وبعد أن أكمل دراسته في باريس وتخصص في التسويق التجاري، انتقل مانييه إلى هونغ كونغ في 1995، ولم يكن قد عرف دبي بعد، «في ذلك الوقت لم تكن الإمارة الصغيرة معروفة. وكنت أستعين بخريطة لمعرفة موقعها بالضبط».