الامم المتحدة تواصل الصمت ولن يصدر عنها ما يوحي انها منظمة تعنى بشؤون الدول والشعوب الاخرى التي تعاني وفق ماورد في ميثاق تاسيسها بعد الحرب العالمية الثانية بقدر خدمتها لمصالح الدول الكبرى وخاصة القوة المهيمنة عليها وتحديدا الولاياتالمتحدةالامريكية التي صادرت قرارات هذه المنظمة وتتحكم في احايين كثيرة في مسيرتها لخدمة المصالح الامريكية في العالم وعلى حساب الشعوب الاخرى. ولن تفعل هذه المنظمة شيئا طيلة الفترة الماضية رغم اكثر من 200 رسالة بعثت بها سورية كما قال مندوبها في المنظمة الدولية لاتخاذ قرار او حتى اتخاذ موقف يمنع الدول الضالعة في الجريمة ضد سورية وهي عضو في المنظمة الدولية من مواصلة تقديم السلاح وتهريبه دعما للارهابيين الذين يرتكبون ابشع الجرائم ضد الابرياء السوريين ويعبثون في البلاد وللعام الثالث على التوالي دون وازع من ضمير . الاممالمتحدة كما تدعي دوما انها تبحث عن ادلة على تورط الدول الاخرى في دعم الارهاب ولااظن ان مثل هذه الادلة بغائبة وهناك افضل دليل على مساندة السعودية وعلنا وعلى رؤوس الاشهاد للجماعات الارهابية المسلحة سواء في سورية او حتى العراق ياتي ذلك على لسان اكثر من مسؤول في العائلة الحاكمة في نجد والحجاز مثلما كان يتردد ايضا في عواصم مثل الدوحة وانقرة . اما يكفي كل ذلك كدليل على تدخل السعودية وغيرها من الدول الاخرى في شؤون دول مستقلة وهو ما يتنافى مع القوانين التي تاسسست من اجلها هذه المنظمة؟ انظروا مثلا " اسرائيل" مدللة الغرب" زعلانه" و" تدلل" على اتفاق جنيف الاخير بين الدول الست وايرن حول نشاطات طهران النووية والسعودية هي الاخرى" زعلانه" ليلتق الطرفان الاسرائيلي والسعودي " يهود فلسطينالمحتلة ويهود خيبر" على هدف واحد ونقطة واحدة. الشيئ المؤسف ان دول مثل الولاياتالمتحدة وبريطانيا وحتى فرنسا اصبحت قبلتها" تل ابيب" لاقناعها بان الاتفاق الاخير في جنيف اخذ بالاعتبار ضمان امن اسرائيل. وبصرف النظر عن مصداقية او عدم مصداقية مثل تلك الاقاويل لكن المحزن ان هذه الدول الكبرى وخاصة فرنسا تطوعت وبشكل مثير للاشمئزاز بالحديث عن اتفاق يضمن " وجود اسرائيل" وهو بند لاصلة له اساسا بالصهيونية بقدر علاقته بالدول المعنية بادارة المباحثات في الاتحاد الاوربي وايران . ان كبار المسؤولين الامريكيين لن يبخلوا في تصريحاتهم عن ضمان وجود اسرائيل بكل عنجهياتها واعتدائاتها على الدول المجاورة وقدراتها التسليحية والعسكرية التي تفوق بل وتتجاوز قدرات جميع دول المنطقة فضلا عن قدراتها " النووية" التي لم يتحدث عنها احد ولن يمسها سوء لتبق متفوقة بكل المقاييس الى جانب الدعم العسكري الغربي لها والزيارات المكوكية الى تل تل ابيب من قبل وزير الخارجية الامريكي ونظرائه الغربيين لتطييب خاطر" مدللتهم " في المنطقة. اين الاممالمتحدة والوكالة الدولية للطاقة الذرية ومفتشيها " الاشاوس" من مفاعلات اسرائيل النووية ونشاطاتها في هذا المجال وهي التي ترفض حتى هذه اللحظة التوقيع على معاهدة حظر انتشار الاسلحة النووية بعد ان دابت هذه المنظمة الدولية طيلة السنوات الماضية على مناكفة ايران في هذا المجال ؟؟ حلال على اسرائيل كل ذلك لكنه حرام وليس مسموحا به حتى لو كان الهدف منه هو للاغراض السلمية لان اسرائيل ترفض اي تطور علمي سلمي تشهده بعض الدول ولن تسمح به بل انها تسعى الى اعادة تلك الدول الى عصر الديناصورات حتى تبقى متفوقة في كافة المجالاات بين دول وشعوب يلفها الجهل وتعيش في عصر الظلام . *كاظم نوري الربيعي