لم تعرف المرأة السعودية صعوبة في أي تخصص تخوض غماره، حيث ترى أنها شريكة الرجل في بناء المجتمع والمحافظة عليه وعلى تحمل مسؤولية جيل، ولهذا رأت الدكتورة فاطمة كعكي ان تخصصها في علاج الادمان كان ضرورة لعلاج الفتيات اللاتي انجرفن في بحر الضياع. وحول هذا الموضوع تحدثنا د.فاطمة عن سبب اختيارها لهذا التخصص، لتصبح الطبيبة الوحيدة المتخصصة في علاج الإدمان في المملكة ومنطقة الخليج ورئيسة القسم النسائي في مستشفى الأمل بجدة. وعن سبب اختيارها لهذا التخصص تقول: توفيت مريضة كانت تعاني من الادمان منذ أكثر من 15 عاما، وحينها لم يكن هناك مركز متخصص لعلاج الفتيات فقررت أن أتخصص في ذلك المجال، من باب إحساسي بالمسؤولية تجاه الفتيات اللاتي ينجرفن ورغبتي في مساعدتهن. وتؤكد أن هناك من الصعوبات التي واجهتها في علاج المدمنات من الفتيات بسبب عزوف المرضى عن طلب العلاج بسبب نقص التوعية الصحية عن المخدرات وعدم تعاون الأسر مع المدمن لهذا لا بد من إدراج التوعية في المناهج الدراسية. وتضيف: لا بد من زيادة الخطوط المجانية عبر متخصصين للرد على استفسارات الناس عن المخدرات، لأننا نجد عددا من الأسر تجهل خطورة بعض الأنواع المخدرة وظهور عدد منها خاصة بين طلبة وطالبات المدارس والجامعات، وربما يعود ذلك إلى نقص في برامج التوعية. فنحن بحاجة إلى زيادة عدد المراكز العلاجية للإدمان، بما يتماشى مع التطور العلاجي العالمي وخاصة الدوائي، رغم أن الدولة لم تقصر في إرسال الأطباء للخارج للتخصص في علاج الإدمان ولكن أطمح بأن يزيد العدد في المستقبل. وتضيف: ليس كل من يتناول عقارا مهدئا أو منوما فهو مدمن، فهناك حالات تدخل في الإدمان حيث نستطيع القول على الشخص بأنه مدمن عندما يتعاطى المخدرات بشكل قهري يعجز معه عن الانقطاع او التعديل في فعل التعاطي، كما يظهر ميلا نحو زيادة الجرعة المتعاطاة كما يعاني من مجموعة من الأعراض النفسية أو النفس-عضوية عند الامتناع عن التعاطي أو عند تقليل الجرعة المتعاطاة. وحسب التقسيمة الأمريكية التشخيصية الرابعة لعام 2004 أدرج الإدمان على انه مرض وليس اضطرابا، كما انه يؤدي إلى أمراض نفسية أو انه نتيجة أمراض نفسية. وعن أعراض الإدمان من مخدر لآخر وطرق العلاج واختلافها تفيد د.فاطمة ان طرق العلاج تختلف من مخدر إلى آخر، فمثلا علاج الأعراض الانسحابية للهروين والكحول تحتاج إلى التنويم في المستشفى وربما الى عناية خاصة، لهذا نجد ان مدة العلاج سنتين وربما تحتاج إلى اكثر على حسب الشخص والمادة المتعاطاة والتدعيم الأسري وعدد الانتكاسات. وعن إمكانية انتقال المخدر من الأم للجنين تقول: نعم ينتقل عن طريق الحبل السري لذلك مدمنة الهروين تحتاج إلى علاج خاص من اجل الجنين. وتضيف دكتورة كعكي ان الافراط في شرب الشاي والقهوة يعد نوعا من انواع الادمان ان زاد عن أكثر من اربع فناجين يوميا، ليتحول إلى حالة من الإدمان والتعود عليها. ونلاحظ ذلك أكثر في شهر رمضان للأشخاص الذين يدمنون شرب الشاي والقهوة. وتنتقل دكتورة كعكي بالحديث إلى ادمان الفتيات ومدى الاختلاف بالعلاج فتقول: علاج المدمنة يختلف عن المدمن في عدة نواحي: إن المدمنة تحتاج إلي وجود أسرتها أو موافقة اسرتها على العلاج بسبب الخوف من وصمة العار التي ترافق الإدمان والخوف من الرفض الأسري والاجتماعي ونظرة العديد من الأسر بأن الإدمان يعتبر وصمة عار فكثير من الأهل يتخوفون من دخول بناتهم إلى المستشفى اعتقادا منهم بأنهن لسن في أيد أمينة، ولكن أحب أن أطمن الآباء بأن مستشفى الأمل حريص كل الحرص علي السرية التامة بالإضافة إلى إن القسم النسائي يتكون من فريق نسائي من الأمن والطبيبات والأخصائيات النفسيات والاجتماعيات. وعن إقبال الفتيات على الإدمان واختلافهن عن الأنواع التي يدمن عليها الشاب تقول: يختلف حسب الفئة العمرية ففي فترة المراهقة من 15-18 الذكور أكثر من الفتيات أما من 20-25 الفتيات أكثر من الذكور، وتضيف هناك أنواع من المخدرات تقبل عليها الفتيات مثل الحبوب المنشطة خاصة فترة الاختبارات (كالترمادول وحبوب الفراولة وسجائر الحشيش). وعن السبب في ارتفاع نسبة الادمان بين الشباب ارجعت ذلك إلى أصدقاء السوء وحب الاستطلاع وحب التجريب والتقليد كذلك المشكلات الاسرية سواء الانفصال بين الوالدين او اهمال الولدين بسبب السفر او التدليل الزائد او القسوة أو الفقر وضعف الوازع الديني والبعد عن الله عز وجل، مما جعل نسبة الادمان ترتفع لتصل النسبة للمدمنات في مستشفى الأمل بجدة تقربيا إلى 26% خلال السنة. وعن آليات العلاج التي يجب أن يقدمها المحيط الأسري في حالة اكتشاف ان احد أفرادها أصبح مدمنا تقول: يجب إقناع المدمن باستشارة الطبيب واتباع العلاج والالتزام بالخطة العلاجية وترك الأصدقاء السوء الذين دفعوه للتعاطي وزيادة الوازع الديني.