يتصف كل عصر بأمور تميزه عن غيره، ويتم تقييم تلك المميزات بقدر ما تتضمنه من فوائد، وما تبعده من اضرار، وبمدى انسجام تغيراته مع مبادئ الصحة العامة، ومن متغيرات عصرنا هذا انتشار المطاعم بشكل واسع وعلى الأخص مطاعم الوجبات السريعة. حيث لا يكاد يخلو طريق منها لأنها؛ تحضر وتقدم بصورة سريعة ومظهر جذاب ، ولكن المشكلة تكمن في كمية الزيوت والشحوم والدهون والنشويات والأملاح التي تحتويها ، والجدير بالذكر ان الدراسات أثبتت خطورتها حيث أن إدمان الوجبات السريعة يضاعف من فرص الإصابة بخرف الشيخوخة وتسميم خلايا المخ والروابط العصبية وليس البدانة فقط. ومن أسباب هذا الانتشار، تغير أساليب الحياة وساعات العمل والراحة، فبينما كان الناس يعودون إلى بيوتهم قبل العشاء وتجتمع الأسرة كلها على وجبة واحدة يسمرون بعدها قليلاً ثم يذهب كل منهم إلى فراشه، صار الناس يتأخرون كثيرا بالنوم ويبدأون سهراتهم بعد صلاة العشاء، وانشغل الوالدان ، وخرجت النساء للعمل، وضعفت العلاقات الاسرية ، وأعطي الشباب وخاصة المراهقين مزيداً من الحرية في التنقل والتجوال، وتوفرت القوة الشرائية لهم بشكل لم يسبق له مثيل، وكثر عدد الوافدين للعمل دون اصطحاب عوائلهم ، هذه الامور كلها إضافة إلى الدعايات والحملات الترويجية في وسائل الاعلان المختلفة ، أدت إلى انتشار عادة الأكل في المطاعم وخاصة تلك التي تقدم الوجبات السريعة ومما ساعد ايضاً على سرعة انتشار مطاعم الوجبات السريعة مناسبة أسعارها للجميع ، وإنتشار إعلاناتها على كافة وسائل الإعلام المرئية والمسموعة ، كذلك إزدحام جداول الأعمال اليوميه ساعد كثيرا في الإقبال الواسع عليها. وللقضاء على هذه الظاهرة لابد من رفع الوعي العام بأضرار هذه الوجبات وتأثيرها سلباً على الصحة العامة ، كذلك عمل حملات تثقيفية صحية تحث على إستبدال هذه الوجبات الضارة بأخرى صحية ، كما أن إنتشار مطاعم تقدم الطعام الصحي فكرة جيدة تساهم في التقليل من انتشار الوجبات السريعة. لا يمكن لنا ان نستغني أو نبتعد او نحرم انفسنا من بعض الوجبات السريعة ولكن يمكن التخفيف منها ، وذلك عن طريق بعض النقاط التي من المفترض ان نضعها امام اعيننا : اولاً: محاولة أكل هذه الوجبات في المناسبات فقط. ثانياً: ليكن المشروب عصيرا طبيعيا مع هذه الوجبات بدلا من المشروبات الغازية. ثالثاً: تذكير النفس بانها ضارة. عبدالرحمن سعيد فازع - جدة