اتجه أعضاء في المجلس الوطني الاتحادي، أخيراً، إلى التواصل المباشر مع المواطنين من خلال وسائط التواصل الاجتماعي على الإنترنت، مثل «تويتر» و «فيس بوك»، في خطوة وصفها بعضهم بأنها تشكل أداة جديدة من أدوات الممارسة الديمقراطية، ووسيلة جيدة لتزويد الأعضاء بالأفكار والآراء من الميدان، فضلاً عن تمكينهم من استطلاع الرأي العام، بطرق غير تقليدية. وقالوا ل«الإمارات اليوم» إنهم «طرحوا العديد من الموضوعات عبر حساباتهم الشخصية على وسائط التواصل الاجتماعي، على غرار إشكالية التوطين، ومشكلات المعلمين، والخدمات الطبية، وتأهيل الكوادر المواطنة في قطاعات مختلفة، فيما تلقوا مشاركات واسعة من قبل المواطنين والمهتمين، ما ساعد على بلورة أفكار ومقترحات حول تلك القضايا، تم رفعها إلى الحكومة أو السلطات المختصة». وتفصيلاً، أفادت رئيس لجنة التعليم والإعلام في المجلس، الدكتورة منى البحر، بأن «التقدم التكنولوجي والتقني في الدولة، خصوصاً وسائط التواصل الاجتماعي، مثل (فيس بوك) و(تويتر)، سهل على الأعضاء إمكانية استطلاع الرأي العام، إذ كان الأعضاء يواجهون صعوبة في ذلك سابقاً تتمثل في تجميع الناس واختيار مكان التجمع، بينما الآن سهلت وسائط التواصل الاجتماعي المهمة، وأصبح بإمكان المواطن الجالس في بيته أن يشارك ويستقصي آراء العديد من المواطنين حول القضايا التي سيناقشها». تواصل تواصل الأعضاء مع المواطنين عبر «تويتر»، خلال الجلسات، لا يشغل الأعضاء عن أداء مهامهم. مشاركات أعضاء المجلس يجمعون المعلومات بمجرد مناقشة مشروع قانون أو توصية، وغالباً ما تكون المشاركات مفيدة جداً. وأضافت أنها «استخدمت (تويتر) في أكثر من مناسبة، منها استطلاع آراء الجمهور في قانون وديمة (قانون حماية الطفل)، ومشكلات الكهرباء والمياه، والتعليم، فيما نستقبل تصورات المواطنين ومقترحاتهم في موضوعات عدة، فكثيراً ما أحصل على ملاحظات مواطنين وأنقلها إلى الجلسة، وهي وسائل تضمن التواصل الفعال واليومي كذلك». استفسارات المواطنين واعتبر رئيس لجنة التوطين في المجلس الوطني الاتحادي، حمد الرحومي، أن «وسائط التواصل الاجتماعي تعد حالياً بمثابة أداة لقياس ورصد رأي الناس، سواء كانوا من المواطنين أو غير المواطنين، للحصول على المعلومات والآراء، ونقل وجهات النظر والاستماع إلى المواطنين على أصعدة مختلفة وفي قضايا مختلفة»، وأضاف أنه «يستخدم (تويتر) كثيراً في التواصل مع المواطنين، لتوضيح حالات معينة، أو للإجابة عن تساؤلات واستفسارات حول المجلس الوطني، كوننا دخلنا العصر الرقمي، وينبغي علينا أن نواكب ذلك، وأن نستخدم هذه الوسائل المباشرة للتواصل الفعال مع الناس، وخير دليل على ذلك مبادرة العصف الذهني، التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، التي لاقت تفاعلاً لافتاً من قبل الجمهور». توصيات وقرارات وحسب عضو المجلس الوطني الاتحادي، فيصل الطنيجي، فإن «بعض القرارات والتوصيات وحتى الأسئلة البرلمانية يتم الإعلان عنها عبر (تويتر) قبل صدورها رسمياً، كما نجمع معلومات من الناس بمجرد إبلاغهم أننا نناقش مشروع قانون أو توصية معينة، وغالباً ما تكون المشاركات مفيدة جداً، وتصل إلينا أثناء انعقاد الجلسة، وهو ما يعكس تفاعل الناس وثقتهم بأعضاء المجلس». لكن الطنيجي اعتبر في الوقت نفسه أن «التواصل مع المواطنين عبر (تويتر) خلال انعقاد جلسات المجلس ولجانه، لا يشغل الأعضاء عن أداء مهامهم الرئيسة، خصوصاً أن النشر عبر (تويتر) لا يتجاوز 140 حرفاً، في استطلاع سريع للرأي، يكون الهدف منه غالباً الوصول إلى نبض الشارع حول المسألة». قضايا صعبة من جهة أخرى، قال عضو المجلس الوطني الاتحادي، أحمد رحمة الشامسي، إن «الاعتماد على وسائط التواصل الاجتماعي بأنواعها، يعد وسيلة تواصل إيجابية تخدم الجمهور، كما يستفيد منها أعضاء المجلس أنفسهم، خصوصاً في القضايا التي يصعب الوصول إلى آراء الناس بصورة مباشرة، أو عن طريق الطرق التقليدية السابقة»، وأوضح أنه «سبق أن طرحنا بعض الموضوعات عبر شبكات التواصل الاجتماعي، مثل ملف التوطين بقطاع الصحة، وتأهيل الأطباء المواطنين، وهو ما لاقى تدفقاً لافتاً للأفكار والمقترحات والملاحظات التي استخدمنا بعضها فعلياً ضمن تقرير وتوصيات اللجان، فنحن دائماً ما نأخذ في الاعتبار الاقتراحات التي ترد إلينا من المواطنين عبر تلك الوسائط».