غابتْ قوافي الشِّعْرِ عن أُفُقي وبنَى الظلامُ بخافقي حُجُبَا ذاك الشّعاعُ خَبَا ولست أَرَى وَمْضَ الحنين على الشِّفاه حَبَا وتغرّب الإحْساسُ وانْطفأتْ شُعَلٌ أضاءَتْ في المَدَى حُقُبَا ورأيتَني والهمُّ يَعْصِرُني والحُزْن صيَّرَ خاطري شُعَبَا الحبُّ كان يُنيرُ قافلتي فانْسَلَّ من أعْطِانِه هَرَبَا وبقيتُ في خَلْفٍ لهم شَغَبٌ يتحلّقون على «الأَنَا» سَغَبَا لا حِسُ لا شِعْرٌ ولا غَزَلٌ والشّوق أَطْفأَ نورَهُ وخَبَا هذا الظّلام يلُفُّني كفَناً والقلب من أَشْجانِهِ تَعِبَا كمْ سرْتُ في صحراءَ قاحلةٍ القَطْرُ فيها قد نَبَا وأَبَى يا صُبْحُ قَوِّضْ للمسا سُدُفاً وأزِحْ ستائرهُ وما حجَبَا وأجْعَلْ شُعاعَ الشمّس يَغْمُرُني وارْوِ الفُؤادَ بصيِّبٍ عَذُبَا القلبُ في شوقٍ لعاطفةٍ تَسْتَلُّ من نبضاتِهِ العَطَبَا والنّفْسُ في تَوْقٍ لمُلْهمةٍ توحي لها الإْلهامَ والطَّربَا يا ربِّ رُدَّ لخافقي أملاً وامْدُدْ عليه من الرِّجا سبَبَا.