على هامش مهرجان القاهرة السينمائى الدولى، عقد بالمسرح الصغير ندوة حول السينما الجزائرية ودورها في مقاومة الاحتلال الأجنبي، في البداية تم عرض فيلم "سينمائيو الحرية " للمخرج الجزائرى "سعيد مهداوى" ثم تحدث سفير الجزائربالقاهرة والذى توجه بالشكر للقائمين على إدارة المهرجان وإلى دارالأوبرالمصرية، التى تعمل على تدعيم العلاقات العربية فى السينما ومنها السينما الجزائرية، مشيرا على ضرورة يجب أن تبقى تلك اللحظة فى ذاكرتنا الجماعية " . ثم تحدث المؤرخ السينمائي أحمد بجاوي قائلاً: "إن السينمائيين والصحفيين يتعرضون لهجمة شرسة فبعد أن تعرض الزميل أحمد جمعه للاعتداء وهو الآن فى العناية المركزة، تم اعتقال الزميلة الصحفية "مروة الطوخى" لمدة 4 ساعات ودعا الجميع للوقوف دقيقة احتجاج – و ليس حداد - على حال الصحافة المصرية ". اعتمدت الندوة علي ثلاث محاور الأول " مستقبل السينما الجزائرية والثانى " حول السينما الجزائرية والثورة .. التأثير والتأثر " والثالث " نظرة تاريخية على سينما الجزائر طوال ال 50 عامًا ". و قال " بجاوى " إن السينمائيين الجزائريين الذين تشكل وعيهم بإنتفاضة 1988أو " العشرية السوداء " والتى سببت المجازر والحرب على الإرهاب فى نفس الفترة التى تواجد فيها العنف فى مصر، وهو جيل مختلف عن السينمائيين الجزائريين السابقين. وأضاف قائلا : مع بداية عام 2000 ظهرت إبداعات هذا الجيل ووجدنا نوعا من التغيير فى السينما الجزائرية وهناك ملامح تربط هؤلاء المخرجين أبرزها فكرة الحرية السياسية والإستقلال الإنتاجى فى طرح أفلامهم مع الاستفادة من التقدم التكنولوجى والكاميرات الرقمية .. وهذا الإستقلال به حرية فى الطرح ومن هؤلاء المخرجين " يحيي مزاحم " الذى أخرج فيلم " دارالعجزة " والذى يحكى عن الجزائر التى ستتحول بعد فترة لدار رعاية المسنين لأن كل الشباب هاجروا وتركوا البلاد فلن يتبقى فى البلاد سوى شاب واحد ويترجاه الكل لأن يبقى، وتنشأ مشاهد ساخرة لطيفة جدًا . وأضاف :مع ضعف الدعم الحكومى للسينما، إنطلق شباب المخرجين نحو آفاق أخرى مثل التمويل الخارجى، وبالتالى تحققت دورة ربح مختلفة للفيلم الجزائرى المستقل، وبدأ منتجوه يعتمدون على الجوائز المالية فى المهرجانات حتى ينتجوا أفلام أخرى ولحسن الحظ ان هناك 70 % من تلك الأفلام حصلت على أهم الجوائز فى المهرجانات العربية الدولية مما دعم إنتاج أفلام أخرى . واشار " بجاوى " إلي المرأة التى ظلمت فى تاريخ السينما الجزائرية ، أصبحت الآن هى الفاعل لرئيسى فى صناعة السينما وفى كتابة السيناريوهات حيث نجد تجربة ل " ياسمين الشويخ " فكل أفلامها تلعب النساء فيها اداورالبطولة وللرجال الأداور ثانوية, مثل فيلم " الباب " التى طرحت فيه "ياسمين " قضية قهر المرأة من خلال 3 نساء من 3 أجيال مختلفة ..الأم فتاتان يعيشن فى بيت مغلق وليس لديهن أى علاقة مع العالم الخارجى سوى شعاع ضوء صغير فى مطبخ البيت الذى تعفن جدًا ونجد أن الأم استسملت للواقع ولكن البنت الصغيرة تنظرمن خلال الثقب الصغير لتعرف العالم الخارجى و تحاول أن تتمرد وحينما تحاول فتح الباب تفاجأ بشخص معه آلة حادة ويقول لها" ممنوع الخروج ".