ندوة تحليلية بمكتب وكالة أنباء فارس في كابول - القسم الثاني التخطيط للعمليات الإرهابية هدفه حماية عرش آل سعود من الحركات المتطرفة الخبراء الأفغان يؤكدون أن الرياض تدير غرفة عمليات لإدارة نشاطات المتطرفين الجهاديين في سائر البلدان وذلك لأجل إبعادهم عن الأراضي السعودية وإنقاذ أسرة آل سعود من المخاطر المترتبة على حضورهم. كابول (فارس) أقام مكتب وكالة أنباء فارس ندوة في العاصمة الأفغانية كابول بحضور خبراء في المسائل السياسية الأفغانية بمن فيهم رحمت الله بيجن بور وبشير أحمد بيجن ومحمد أمين عالمي حيث تم فيها تداول الأوضاع السياسية في منطقة الشرق الاوسط ودور نظام آل سعود في تأجيج الأزمات التي تعاني منها المنطقة كما تم فيها دراسة أسباب العنف وتنامي الإرهاب وفقدان الأمن. مندوب فارس: قبل مدة حدث انفجار في منطقة فولغوغراد الروسية وأثبتت التحقيقات أن السعودية ضالعة فيها، والمسؤولون السعوديون بدورهم صرحوا بأنهم سوف يطلقون العنان للتطرف في منطقة القوقاز ما لم تتخل موسكو عن دعمها للحكومة السورية. إذن ما هي أهداف السعودية من التدخل في بعض البلدان وإشعال نار الفتنة فيها كما يجري اليوم في العراق وسوريا ومصر وغيرها؟ بيجن بور: لو أمعنا النظر في الأحداث التي عصفت بالمنطقة نلاحظ أنه بعد انهيار الاتحاد السوفييتي اتجهت روسيا نحو الغرب وبالتالي فإن الأحداث في هذا البلد لم تعد تحظى بأهمية كبيرة، ومنذ ذلك الوقت حلت الولاياتالمتحدة محل الاتحاد السوفييتي ووسعت نطاق نفوذها الاستخباري في البلدان العربية والإسلامية، فقامت مع بعض البلدان الغربية بدعم الحركات المتطرفة بما فيها حركة طالبان والقاعدة وروجت للمذهب الوهابي المتحجر ترويجاً واسعاً، أي أنها في الحقيقة قامت بتطبيق المشاريع التي كان يطمح لها آل سعود. ومن الجدير بالذكر هناك 3 بلدان في الشرق الأوسط تحظى بأهمية بالنسبة إلى واشنطن، وهي السعودية وتركيا وإيران اضافة الى الكيان الاسرائيلي لذا وجدت نفسها مضطرة لتطبيق استراتيجية جديدة والاعتماد على وسائل تحقق لها ذلك فقامت بممارسة ألاعيب عقائدية - دينية وابتدأت بالتصدي للإسلام الحقيقي. فعندما قام الرئيس الأمريكي باراك أوباما بزيارة مصر أكد في كلمة له على ضرورة تعاون العالم الإسلامي مع سياسات بلده وأشار إلى وجود مشاكل في بعض المجتمعات الإسلامية تلقي بظلالها على الولاياتالمتحدة. ولا يخفى على أحد أن السعودية صاحبة الدور الأساسي في مشروع القاعدة وطالبان وتدعم هاتين الحركتين المتطرفتين دعماً لا محدوداً لزعزعة أمن المنطقة برمتها، والغرب متعاون معها لأنه يبذل جهوداً في ترويج النعرات الطائفية في البلدان الإسلامية. أي أن آل سعود يحققون أحلام أعداء الإسلام وينوبون عنهم في تدمير ديننا اعتماداً على الفكر الوهابي المتحجر وللأسف فإن هذه الأسرة تحكم أكثر البقاع قدسية لدى المسلمين لذلك استغلت هذا الأمر للتغلغل في البلدان الإسلامية وخداع أبنائها تحت ذرائع مختلفة، والحركات التحررية بدورها ليست قادرة على تحقيق أهدافها لذا فهي لا تجد بداً من اللجوء إلى من يساعدها في ذلك سواء بشكل علني أو سري وآل سعود بدورهم يتصيدون في الماء العكر لترويج الإرهاب والوهابية في هذه البلدان. وآخر أزمة دبلوماسية أججتها السعودية هو ما حدث في روسيا من تفجيرات وإثر ذلك أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن هناك لعبة عجيبة هدفها بلدنا ولا يمكننا تحملها وكذلك هدد المسؤولون الروس واشنطن من أنهم يمتلكون مفاتيح حل من شأنها إشعال حرب باردة أخرى إذا ما استمرت هذه اللعبة. مندوب فارس: أفغانستان قدمت دعوة للسعودية للمشاركة في عملية السلام، وأكد المجلس الأعلا للسلام أنه يريد تأسيس مكتب وممثلية له في السعودية، ويبدو أن وزير الخارجية السعودي قد زار باكستان لهذا الغرض. هل تعتقدون أن السعودية التي لها يد في جميع الأزمات التي تعصف بمنطقة الشرق الأوسط تريد حلاً حقيقياً وسلاماً لأفغانستان؟ وهل ستقنع باكستان للتعاون في إرساء السلام بأفغانستان؟ أحمد بيجن: للجواب عن هذا السؤال علينا الرجوع إلى العقود الأربعة الماضية من تأريخ أفغانستان، فهذا البلد كان ساحة مناسبة للنزاعات المسلحة فضلاً عن موقعه الاستراتيجي من الناحية الجغرافية ولا سيما في الحرب الباردة. أما أهمية أفغانستان بالنسبة إلى أسرة آل سعود فيمكن بيانها من عدة جهات،فتصدير المقاتلين العرب إلى أفغانستان يلعب دورا أساسيا في استقرار نظام آل سعود واستتباب الأمن في قصورهم، لذا استغلوا هذه الفرصة وأداروا الازمة عن بعد وجندوا الوهابيين سواء في أفغانستان أم في سائر البلدان لكي يأمنوا من شرهم لأنهم يعلمون أن هؤلاء لا إنسانية ولا منطق ولا عقل سليم لهم. لذا باعتقادي أن السعودية ليست جادة في إرساء السلام في بلدنا لأن ذلك لا يخدم مصالحها ولا حتى مصالح البيت الأبيض في المنطقة وكذا هو الحال بالنسبة إلى باكستان. مندوب فارس: أكدت بعض وسائل الإعلام على أن زيارة وزير الخارجية السعودي إلى باكستان لا تخدم مساعي السلام في أفغانستان وأشارت إلى أن الهدف الحقيقي هو عكس ذلك، يعني تقوية شوكة طالبان في هذا البلد، فما هو رأيكم؟ أمين عالمي: نظراً لكون آل سعود لا يدعمون طالبان والقاعدة فحسب بل يقدمون الدعم للإرهاب بشتى أشكاله في المنطقة بأسرها لذا يمكن القول بأن السعودية للأسف الشديد هي مسقط رأس الإرهاب الذي يعصف بالبلدان الإسلامية وكذلك فإن باكستان اليوم تقدم دعماً لا محدوداً لطالبان والقاعدة بهدف تحقيق مخططات آل سعود لكون الحكومة الباكستانية تتغذى من فتات مائدة آل سعود. إن السعودية لها سلطة القاعدة وطالبان أكثر مما يتصور البعض حيث تدعمهما مالياً وإيديولوجياً وتغذيهما بالفكر الوهابي المتحجر لذلك فهي قادرة على ضخ الإرهابيين في أفغانستان أكثر من غيرها لكنها لا تفعل ذلك بل إنها تقدم الأموال الطائلة لباكستان لتدريبهم ورص صفوفهم ضد المسلمين وزعزعة أمن البلدان الإسلامية. مندوب فارس: من المقرر أن ينعقد اجتماع ثلاثي في أنقرة يجمع باكستانوأفغانستان وتركيا. فما هي ردة فعل آل سعود على هذا الاجتماع؟ أمين عالمي: لقد ارتكبت أفغانستان خطأ استراتيجياً فادحاً عندما طلبت العون من آل سعود الذين هم أساس الأزمة الافغانية، وأما بالنسبة إلى هذا الاجتماع فإنه بالتأكيد يقلق الرياض ولربما تكون ردة الفعل أقوى مما مضى لدرجة إصدار تصريحات خاوية ولكن الضحية بالتالي هي أفغانستان لأن آل سعود سوف يصعدون من العمليات الإرهابية في هذا البلد. / 2811/ وكالة انباء فارس