أبوظبي - أحمد ممدوح: أنهت محكمة جنح أبوظبي الجدل الذي دار في الأوساط الرياضية خلال الشهور الماضية حول قضية مدرب النادي الأهلي الحالي أولاريو كوزمين مع ناديه السابق، العين بعدما أصدرت في جلستها صباح أمس الاثنين حكماً بحبسه لمدة 3 أشهر مع وقف تنفيذ الحكم لمدة 3 سنوات وذلك عن تهمة السب والقذف خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد في شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وبراءته من تهمة استخدام الوسائل التكنولوجية الحديثة في السب والقذف، وفي الشق المدني قضت بإلزامه بدفع 21 ألف درهم كتعويض مؤقت لنادي العين، وإلزامه بالرسوم والمصاريف ومقابل أتعاب المحاما وتغيب "كوزمين"، الذي يحق له الاستئناف على الحكم، ومحاموه ومترجموه عن حضور جلسة النطق بالحكم أمس واكتفى أحد محاميه بإرسال مندوب لتدوين الحكم، وذلك بعد أن تم رفض الطلبات التي تقدم بها دفاع مدرب النادي الأهلي الحالي، في الجلسة السابقة التي تمثلت في التواصل مع قناة أبوظبي الرياضية للحصول على الأسطوانة المدمجة التي تتضمن كامل المؤتمر الصحفي للاطلاع عليه . وأرجعت المحكمة في حيثيات حكمها تبرئتها للمدرب الروماني من التهمة الثانية المتمثلة في استخدام وسائل الاتصال والتقنيات الحديثة في سب وقذف ناديه السابق، بأنه لم يثبت أنه قام بنفسه بهذا الفعل أو كتابة ما من شأنه أن يسيء لنادي العين على صفحات التواصل الاجتماعية الخاصة به، بل قام متابعون للشأن الرياضي على شبكات التواصل الاجتماعي بتبادل مقاطع الفيديو للمؤتمر الصحفي محل القضية . وكانت المحكمة قد استمعت في جلستها السابقة لنظر القضية كل من مرافعة الدفاع والإدعاء، حيث حضر كوزمين مبكراً قبل انعقاد الجلسة بنصف ساعة بصحبة مترجمه ومحامييه، اللذين دفعا بعدم جواز معاقبة المتهم مرتين على التهمة نفسها، خاصة أن موكلهما تم تغريمه 100 ألف درهم على هذه التصريحات، وهو الآن يتم محاكمته على الواقعة نفسها التي تم تنفيذ عقوبتها . وكان دفاع المدرب الروماني كوزمين قد بُني على أن الادعاء استند في إتهاماته إلى أجزاء مقتطعة من المؤتمر الصحفي وتركوا أجزاء أخرى مهمة، طالباً التواصل مع قناة أبوظبي الرياضية للحصول على الأسطوانة المدمجة التي تتضمن كامل المؤتمر الصحفي للاطلاع عليه . كما كان محامي دفاع قد دفع في تلك الجلسة بعدم اختصاص المحكمة التي نظرت القضية، وذلك لاختصاص اللجان القضائية المختصة باتحاد الكرة بمثل هذه القضايا على حد وصفه، مؤكداً أن موكله لم يعترف أمام النيابة بالتهمة المنسوبة إليه، وطالب ببراءته من التهم المسندة إليه . وعلى الجانب الآخر استند المدعي بالحق المدني خلال مرافعته إلى أن التصريحات التي قالها كوزمين خلال المؤتمر الصحفي خطرة ومن شأنها الإخلال بالأمن العام، فقد قام بالاعتداء قولاً على نادي العين أمام جميع وسائل الإعلام المحلية والعالمية وعلى مرأى ومسمع من الجميع الذين استغربوا قيامه بهذا الفعل . وأضاف في مرافعته السابقة أن الألفاظ التي رمى بها "كوزمين" النادي لم توجه إلى المباني أو المنشآت التابعة له، وإنما وجهها إلى الأشخاص المسؤولين والمعنيين بإدارة نادي العين الذي يعد مؤسسة رياضية كبيرة حققت العديد من الإنجازات التي يشهد بها الجميع وحصد العديد من الجوائز . وقال الدفاع إن الأسطوانة المدمجة التي تم تقديمها لإثبات الإتهام على كوزمين تتضمن المشهد الخاص بالاعتداء بالقول على نادي العين وهو الأمر محل الإهتمام، وليس بقية تصريحاته في المؤتمر الصحفي . وكانت النيابة العامة في أبوظبي قد أحالت إلى القضاء في وقت سابق البلاغ المقدم من نادي العين، والذي يتهم كوزمين، بإصدار تصريحات هجومية ضد ناديه السابق خلال أحد المؤتمرات الصحفية التي عقدها للتعليق على القرار الصادر عن لجنة أوضاع وانتقالات اللاعبين والقاضي بتغريمه مبلغ 450 ألف يورو لإخلاله ببنود تعاقده مع ناديه السابق العين . يذكر أن وقف تنفيذ الحكم لمدة ثلاث سنوات يعني قانوناً عدم تنفيذ المتهم لعقوبة الحبس لمدة ثلاث سنوات، وفي حال أدين المتهم بتهمة أخرى خلال هذه السنوات فإنه سيكون عليه تنفيذ عقوبة الحبس الحالية مع العقوبة التي يتم القضاء فيها في الجريمة التالية . كما أن التعويض المؤقت هو ما تحكم به المحاكم الجزائية في حال تقدم المجني عليه بالادعاء بالحق المدني، ولا يكون المبلغ المقضي به هو مبلغ التعويض المدني النهائي، ولكنه يعطي المجني عليه فرصة رفع دعوى أمام المحاكم المدنية التي لا يكون عليها في حال وجود حكم بالتعويض المؤقت أن تنظر باستحقاق التعويض لسبق الفصل فيه، ولكن تنحصر في هذه الحالة مهمة المحكمة المدنية بتقدير قيمة التعويض . الخليج الامارتية