جاءت زيارة وزير الدفاع المصري عبدالفتاح السيسي بصحبة وزير الخارجية نبيل فهمي إلى روسيا لتفتح من جديد ملف العلاقات المصرية الروسية والذي تتعامل فيه مصر من منطلق التنويع فى العلاقات الدولية وعدم الإعتماد على دولة واحدة خاصة فى مصدر التسليح وهي الولاياتالمتحدة الاميركية القاهرة (فارس) ولكن العلاقات بين مصر وروسيا لن تعود إلي مسارها الطبيعي بسهولة حيث ان هناك قلق روسي من مصر خاصة وان تاريخ العلاقات بين البلدين شهد تخلي مصر عن روسيا كثيرا كان أخرها واقعة طرد الخبراء الروس من مصر أبان حكم الرئيس الراحل أنور السادات وتخلي مصر تماما عن علاقاتها مع روسيا وتوجهها بعلاقات وطيدة مع الولاياتالمتحدة الأميركية منذ حرب أكتوبر 73 وحتى قيام ثورة يناير 2011 مرورا بأحداث متتالية وحتى 30 يونيو . وفى هذا الإطار يقول نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية الدكتور عماد جاد في تصريح لمراسل وكالة أنباء فارس بالقاهرة أن تنويع العلاقات المصرية ومصادر السلاح أمر مهم للغاية ولكننا لا نريد أن نبني علاقات مع دولة على حساب دولة أخري والقلق الأميركي وحالة الترقب التى تعيشها الولاياتالمتحدة أمر طبيعي خاصة وان العلاقات المصرية مع روسيا سوف تؤثر بالطبع على مصالح أميركا فى المنطقة ولا سيما فى دول الخليج (الفارسي). ولفت جاد أن روسيا تعرف حجم مصر جيدا وهي ترغب فى بناء علاقات قوية معها لان ذلك سيفتح اسواقا تجارية كبيرة لروسيا فى دول الخليج (الفارسي) وهو ما يجعل الولاياتالمتحدة تخشى من ذلك خاصة وأن دول الخليج (الفارسي) تمتلك أموالا طائلة ومن الممكن أن تمول صفقات سلاح لحساب مصر من روسيا لان النظام الروسي فى صفقات السلاح إختلف تماما عن السابق فى عصر السادات كانت مصر تأخذ سلاحا من روسيا مقابل صفقات أخرى غذائية ولكن هذا النظام لم يعد موجودا فى الوقت الحالي فالعلاقة ستكون تبادلا تجاريا مشتركا وعلاقات دبلوماسية قوية . ومن جانبه قال السفير محمد العرابي وزير الخارجية الأسبق ورئيس حزب المؤتمر فى تصريحات لمراسل وكالة أنباء فارس بالقاهرة أن الجانب الروسي جاد للغاية فى علاقته مع مصر ولكنه قلق بعض الشئ من تخلي مصر عنه فى حال عودة العلاقات مع الجانب الأميركي إلى طبيعتها وهذا ما حاولت مصر خلال الفترة الماضية التأكيد عليه أن العلاقات مع روسيا ليست نكاية فى الأميركان ولكن هي محاولة مصرية لإعادة رسم خريطة العلاقات الخارجية المصرية بعد أن كانت تسير نحو الغرب واميركا فقط بدأت تتجه نحو الشرق وروسيا والصين . وقال العرابي مصر الان تسير فى الطريق الصحيح فى علاقتها الخارجية ونحن طلبنا تنويع العلاقات ابان حكم الرئيس المخلوع حسني مبارك ولكن لم تكن هناك إستجابة وبعد قيام الشعب بثورتين يجب أن تكون هناك حالة من التغيير وإعادة وضع طريق صحيح للعلاقات مع روسيا خاصة وانها لم تتخل عن مصر نهائيا وتعرف جيدا أهمية موقع مصر فى المنطقة . وحول التصريحات الاميركية حول العلاقات المصرية مع روسيا قال العرابي من الطبيعي أن يكون هناك قلق وارتباك أميركي وإن كانت التصريحات الرسمية التى تخرج من الولاياتالمتحدة تحاول التقليل من شأن الحدث ولكن الحقيقة أن الولاياتالمتحدة عاجزة عن ابداء الرأي فى هذا الموضوع بصراحة ووضوح خاصة بعد فشل جميع مؤامراتها بالمنطقة وخاصة مصر وسوريا . وجاءت زيارة السيسي وفهمي إلى موسكو فى توقيت غاية فى الاهمية وقد تكون هي الزيارة الاولى لوزير الدفاع المصري لدولة خارجية منذ عزل محمد مرسي فى الثالث من يوليو الماضي وهي ما جعلت هناك أحاديث كثيرة حول وجود صفقات سلاح ممولة من السعودية بقيمة تجاوزت الأربعة مليارات ولكن لم يتم حتي الان الإعلان رسميا عن صفقات السلاح قد لا يتم الإعلان عنها إلا بعد حسم السيسي قرار ترشحه لإنتخابات الرئاسة . وفى متابعة للزيارة وصل إلى مصر قائد القوات الجوية الروسية لبحث بعض الأشياء الخاصة بالقوات الجوية ما بين تدريبات مشتركة ومناورات بين روسيا ومصر والحديث حول طائرات حديثة سوف ترسلها روسيا فى الصفقة المزمع عقدها بين الطرفين بتمويل سعودي. / 2811/ وكالة انباء فارس