جدد مراجعون لمراكز الرعاية الصحية، التابعة لهيئة الصحة في دبي، شكواهم من تأخر مواعيد زيارة أطباء الأسنان، مؤكدين أن بعض المواعيد تصل إلى فترات زمنية تزيد على تسعة أشهر. وقالوا إن مثل هذا التأخير «المبالغ فيه» في المواعيد، يفقد قيمة التأمين الصحي (عناية) فائدته، ويدفع بعض المرضى إلى التوجه إلى عيادات الأسنان الخاصة، التي تكبدهم مبالغ مالية كبيرة ضخمة. وانتقد مرضى آخرون نقص تخصصات مهمة في طب الأسنان، في بعض عيادات الهيئة، ما يدفع البعض إلى التنقل بين عيادة وأخرى، لاستكمال العلاج اللازم. في المقابل، ردت هيئة الصحة في دبي بأنها قررت التوسع في مراكز وأقسام متخصصة بطب وجراحة الأسنان في المستشفيات التابعة لها، التي يبلغ عددها أربعة مستشفيات، إضافة إلى مراكزها الصحية التي يبلغ عددها 14 مركزاً. تقنيات حديثة قال مدير عام هيئة الصحة في دبي، المهندس عيسى الميدور، إن الهيئة وضعت خطة لتزويد العيادات الجديدة بالأجهزة والتقنيات الحديثة، لتقديم أفضل خدمات علاجية، مشيراً إلى أن التوسع في تلك العيادات سيسهم في استيعاب عدد أكبر من المرضى، ما يقلل فترة الانتظار، ويسهم في الحد من أزمة تأخر المواعيد. وقال مدير عام الهيئة، المهندس عيسى الميدور، إنه «سيتم افتتاح أربعة مراكز لطب الأسنان، خلال السنوات الثلاث المقبلة، لتلبية الطلب المتزايد على خدمات طب الأسنان». وفي التفاصيل، قال أحمد يوسف، وهو مقيم في دبي، إنه توجه إلى مركز البدع الصحي التابع لهيئة الصحة في دبي، لإجراء علاج لأسنانه، لكنه فوجئ بموظفة الاستقبال تبلغه بأن أقرب موعد لاستقباله سيكون بعد خمسة أشهر. وأضاف «حاولت مرارا مع موظفة التسجيل لتقريب موعد الكشف، خصوصاً أنني أعاني كسراً في إحدى الأسنان، ما تسبب في التهابات في اللثة وآلام شديدة، لكن الموظفة أخبرتني بأنها لا تستطيع حجز موعد قريب، وجميع المرضى يعانون مشكلات وآلاماً في الفم». وتابع «أمام آلام الأسنان الشديدة، اضطررت إلى الذهاب إلى طبيب في عيادة خاصة، وطلبت علاجاً مؤقتاً حتى أتمكن من تحمل الألم، إلى حين حلول موعدي في عيادة البدع». وأضاف «لابد أن تنهي هيئة الصحة في دبي أزمة تأخر المواعيد، لأنه من غير المنطقي، ومن غير المقبول أن تطلب الهيئة من مريض أن ينتظر أشهراً عدة لتقدم إليه العلاج»، متسائلاً: كيف يتحمل ألم أسنانه خمسة أشهر؟ وروت شيماء محمد أنها ذهبت للعلاج في عيادة تتبع هيئة الصحة، بعد إصابتها بآلام شديدة في الأسنان، فقيل لها إن حالتها طارئة، لكن لا يمكن قبولها إلا في الفترة من الساعة الثانية إلى الساعة الرابعة عصراً، وهو الوقت المخصص لحالات الطوارئ. وأضافت «توجهت في الموعد، وأجرى الطبيب علاجا مؤقتا لتسكين الألم، وأخبرني بأن حالتي تحتاج إلى جلسات عدة، وطلب مني الحصول على مواعيد من موظفة الاستقبال»، متابعة «ذهبت إلى الموظفة التي أعطتني موعداً بعد أربعة أشهر، ما يعني أنني سأظل متحملة آلام الأسنان طوال هذه الفترة». أما المريض أحمد علي، فيشكو نقص بعض التخصصات في مراكز تتبع هيئة الصحة، وقال إنه ذهب إلى عيادة الأسنان في مركز الصفا الصحي، وأجرى له الطبيب أشعة على الأسنان، وأخبره بأنه يحتاج إلى خلع جذور السن. وأضاف «طلبت من الطبيب إجراء هذا الخلع، لينهي الالتهابات الشديدة التي أعانيها في اللثة، لكنه أخبرني بأن هذا الأمر يحتاج إلى تخصص وأجهزة معينة، ليست متوافرة في عيادة الصفا». وأكمل «تم تحويلي إلى عيادة البدع، حتى أحصل على موعد، وبالفعل سلمت خطاب التحويل، وأخبرني الموظف بضرورة الانتظار حتى تصلني رسالة من الهيئة على الهاتف المحمول، ومضى أكثر من شهرين ولم أتلق هذه الرسالة». وقال علي إن كثيراً من زملائه وأصدقائه يشكون أنهم حينما يتوجهون إلى عيادات الأسنان في هيئة الصحة، يتم حجز مواعيد لهم بعد فترات تصل إلى ستة أشهر، وأحيانا تسعة أشهر، مضيفا «للمريض حق الحصول على الخدمة الصحية في الوقت المناسب». وتابع «كثيرون يجبرون على الذهاب إلى عيادات خاصة، ويدفعون فيها آلاف الدراهم، ما يعني أنهم لا يستفيدون من التأمين الصحي (عناية)». في المقابل، أكد مدير عام هيئة الصحة في دبي، المهندس عيسى الميدور، أن هناك وقتاً مخصصاً لاستقبال حالات الطوارئ، التي لا يمكنها الانتظار. وأشار إلى أنه سيتم افتتاح أربعة مراكز جديدة لطب الأسنان، خلال السنوات الثلاث المقبلة، لتلبية الطلب المتزايد على خدمات طب الأسنان، وفق استراتيجية الهيئة التي تعتمد على التوسع في مراكز وأقسام متخصصة في طب وجراحة الأسنان في المستشفيات التابعة لها، والمراكز الصحية، بهدف استيعاب الطلب المتنامي على خدمات الأسنان. الامارات اليوم