لا يكاد يخلو حفل يشهد الاحتفاء بحدث مرتبط بعالم المال والأعمال في دبي، من حضور وجوه ناعمة، وإطلالات فنانين، لا ترتبط بشكل مباشر بهذا المجال، بقدر ما تعد وجوهاً معروفة، تضفي على الحدث مزيداً من الاهتمام الإعلامي، وتجعله مرشحاً لأن يصبح أكثر تداولاً، وفي مقدمتها بصفة خاصة، مشاهير الفن والإعلام. ظاهرة صحية وصف مدير مكتب مجلة «لها» بالإمارات، الإعلامي سامح عبدالحميد ظاهرة الحضور الطاغي للوجوه الفنية في فعاليات مرتبطة بشكل مباشر بالشأن الاقتصادي، بالظاهرة الصحية، معتبراً أنها تغدو أكثر بروزاً في فترات «تعافي الاقتصاد». ورأى أن الفعاليات الاقتصادية تستثمر الحضور الفني لتحقيق أكبر قدر من الرواج للحدث، نظراً لجاذبية الإطلالات الفنية لوسائل الإعلام. ولم يعد ارتباط المشاهير بالاقتصاد مقتصراً على الدعاية المباشرة من خلال مادة إعلانية، يتم الاتفاق بشكل مسبق فيها على الحقوق، من خلال عقود واضحة، بل باتت يدخل فيها الكثير من الحسابات الأخرى. ويضمن هذا النهج الجديد للمشروعات وصول تفاصيلها إلى أكبر قدر ممكن لعملائها المفترضين، كما أنه يبقى أكثر شيوعاً في فترات الرواج والازدهار الاقتصادي، إذ تلاشى هذا الأمر تماماً خلال فترة الأزمة الاقتصادية العالمية، قبل أن يعود ويزدهر مجدداً مع استعداد دبي لاستضافة إكسبو 2020. ورصدت «الإمارات اليوم» حضوراً لافتاً لعدد من الفنانات والمذيعات في احتفال دعت إليه «مجموعة الاستثمار لما وراء البحار» IGO، قامت خلاله بطرح أحدث مشروعاتها «ذا بولو تاون هاوسيز»، في فندق أرماني ببرج خليفة في دبي، فيما أسند تقديمه لمقدمة برنامج «صباح الخير يا عرب» على قناة «إم بي سي الفضائية»، مهيرة عبدالعزيز. ولم تكن عبدالعزيز الوحيدة من بين مذيعات «إم بي سي»، إذ اصطحبتها، ولكن ضمن المدعوات زميلتها في تقديم البرنامج نفسه، السعودية لجين عمران، بالإضافة إلى زملائهما أيضاً المذيعين محمد أبوعبيد ومريم سعيد وعلا فارس، والممثلة السورية نسرين طافش، والممثل السوري ماهر صليبة وآخرين. ويتجاوز حضور الفنانات والجميلات الأحداث التي تتخذ طابعاً رسمياً، إلى سواها، كنوع من أنواع المجاملة أحياناً لأشخاص يربطهن بهم صداقة، بعيداً عن مجالهن، لدرجة أن مناسبة افتتاح عيادة أسنان أو مركز تجميل، أو حتى صالون نسائي، يصبح أكثر تداولاً بسبب الحضور الفني والإعلامي. وبعيداً عن قطاع العقارات يبقى مركز راشد لرعاية المعاقين واحداً من أكثر المؤسسات التي تستثمر إطلالات الفنانين من أجل الترويج لرسالة المركز الذي يعتمد إلى حد كبير على مبالغ التبرعات، من أجل تقديم خدمات علاجية وتأهيلية لذوي الإعاقة من المنتمين للمركز. من جانبها، شددت مديرة مركز راشد لرعاية المعاقين، مريم راشد، على ضرورة التفرقة بين مشاركة الفنان في مجال إنساني، كشأن زيارته للمركز، ووجوده في محافل أخرى تتعلق بأنشطة اقتصادية، مؤكدة أن مشاركة الفنان في هذا المجال مع التقدير الكامل له، ولكل الفنانين الذين يقتطعون من أوقاتهم من أجل المساهمة في التوعية بأهداف المركز، وإدخال البسمة على هذه الشريحة المهمة من المجتمع، تبقى بمثابة مشاركة واجبة في مختلف المجتمعات المتقدمة، وعلامة من علامات النضج والوعي المجتمعي. المذيعة مهيرة عبدالعزيز، ترى أهمية تواصل الإعلامي عموماً والمذيع بصفة خاصة مع المجتمع، بتنوع أنشطته، وشرائحه، مضيفة أن «الرواج الاقتصادي والطفرة العمرانية المتنامية التي تشهدها دبي، جعلا الكثير من المناسبات الاجتماعية فيها مرتبطة بهذا الأمر، وهذا لا يعني أن يتجاهل الفنان سائر الفعاليات الأخرى، لأن الاحتكاك والوجود الحقيقي بعيداً عن الكاميرا، هو ما يسهم في انضاج تجربته وخبراته أمامها». الفكرة نفسها أكدتها المذيعة السعودية لجين عمران التي أضافت، أن «الوجود بعيداً عن كاميرا البرامج التلفزيونية والاحتكاك بالمجتمع، ضروري، ويكسب المذيعة خبرات مهمة، ولا يجعلها كمن تعيش في برج عاجي، ومهما كانت خبرات الإعلامي التلفزيوني، فإنه لا يمكن ألا يكون بمعزل عما يدور حوله من فعاليات أو أحداث». من جهته، اعتبر مدير مكتب مجلة «لها» في الإمارات، الإعلامي سامح عبدالحميد، أن «ارتباط الفن بعالم المال والأعمال، يزدهر كلما ازدهر الأخير، ويخفت في فترات الانكماش الاقتصادي»، معتبراً أن «الظاهرة تشكل عرضاً صحياً في المقام الأول للاقتصاد، وهو ما يتضح جلياً في أن هذا الارتباط كاد أن يتلاشى بالفعل فترة الأزمة الاقتصادية العالمية التي تأثر بها قطاع العقارات في دبي، قبل أن يتعافى، والآن تعود الظاهرة ذاتها، في ظل تسارع وتيرة النمو الاقتصادي في الإمارة». الامارات اليوم