جرحى الثورة اليمنية 11 فبراير لا يزالون يعانون المرارة والعذاب المستمر سوءا أولئك الذين تم ترحيلهم إلى الخارج أو اولئك الذين ما يزالون في الداخل ومنهم من يتردد على أبوب الوزرات ومسؤولي الدولة أو اولئك الذين ما يزالون في البيوت ولم يجدوا من يوصلهم إلى ذوي الاختصاص أو يتوسط لهم في بلد قامت فيه ثورة ضد الوساطة والمحسوبية والإهمال وللامبالاة ثورة ضد امتهان كرامة المواطن واهدار ثرواته واللعب بها وتوزيعها هدايا ووصلات وتحكيم أو هكذا يقال هذه الثورة سقط فيها الشهداء والجرحى وقدموا اغلى ما يملكون أرواحهم ودماؤهم علهم يتخلصون من ذلك العهد وتلك السلبيات والممارسات التي حولت اليمن إلى اقطاعية خاصة وعلهم ينتقلون أو تنتقل اسرهم إلى عهد جديد لكنهم وحتى اللحظة لم يجدوا من ذلك شيئا ومنطق الأشياء يقول أن الواقع نفس الواقع والسلبيات والممارسات نفس الممارسات. يعتقد أن ابناء الشهداء واسرهم وجرحى الثورة يحضون باهتمام كبير من قبل الجهات الحكومية وخاصة النصف الذي يمثل الثورة أو يتعاطف معها لكنها ستكون الصدمة إن قيل أن ذلك الاعتقاد خاطئ فأبناء واسر الشهداء وجرحى الثورة لم يحضون بأي اهتمام يذكر بل هم اشد الناس معاناة ويعاملون كما يعامل اليتيم الذي فقد أبوه في حادث مروري أو انزلاق صخري أو توفاه الله بأي مرض كان. الجمعيات الخيرية هي الكافل الوحيد لهؤلاء مثلهم مثل الفقراء والمحتجين والمعوزين وكأن اباؤهم ليسوا شهداء وكأنهم لم تسفك دماؤهم في ثورة انطلقت ضد الظلم والإقصاء والتهميش والفساد ومصادرة الثروة وكأنه لم يصل نصف حكومة الوفاق إلى كراسيهم بسبب تضحيات هؤلاء الشهداء والجرحى حتى يتركوا وشأنهم ليتم كفالتهم من الجمعيات الخيرية ومد يد العون لهم من المحسنين وفاعلي الخير بل وتصادر احلامهم وتطلعاتهم بالعيش الكريم ليعشوا أسوأ ما عاش أباءهم الشهداء حتى أن بعضهم عجز عن تسديد مديونية علاجه للمستشفيات كما هو حال الجريح اكرم عبد الحكيم النور نجل الشهيد الصحفي عبد الحيكم النور الذي استشهد اثناء قصف حي الروضة بتأريخ 5 / 10 / 2011م. أصغر جريح بدون علاج اكرم عبد الحكيم النور البالغ من العمر 13 عاما احد جرحى الثورة ونجل الشهيد الصحفي عبد الحكيم النور والذي اصيب بتأريخ 5 / 10 / 2011م اثناء قصف قوات النظام السابق حينها على حي الروضة بمختلف انواع الأسلحة بما فيها قذائف مدافع الهاون والذي استشهد فيها والده وعدد من ابناء حي الروضة وجرح آخرون. واكرم كان يدرس في الصف السابع وعندما اصيب كان عمره لا يتجاوز عمره الحادية عشرة وهو في الصف الخامس وما يزال متأثر بجروحه حتى اللحظة ويتحرك بعكاز وبصعوبة بالغة. وتقول والدة اكرم أنه اصيب بشظية قذيفة مدفعية في العمود الفقري جوار الفقرة السادسة وقطعت اعصاب الحركة وتسببت ارتجاج في النخاع وتشوه في الحبل الشوكي وتضيف والدة اكرم أن الأطباء بعد ان شخصوا حالته قرروا له جلسات علاج طبيعي في كل اسبوع جلستين ونهاية كل شهر مقرر له علاج يومي خاص بتوصيل الأعصاب والتشنجات وتقول ام اكرم انها اضطرت لتوقيف بعض الجلسات بسبب عدم قدرتها المالية على الدفع وخاصة أن الجلسات في الثلاثة الأشهر الأخيرة على حسابها الخاص. وتشير أم اكرم إلى أن الاطباء أفادوا لها أن أكرم يحتاج إلى جلسات علاج طبيعي وكل مستلزماتها لما يقارب عشر سنوات على اقل تقدير في حال لم يتم تسفيره إلى الخارج لتلقي العلاج لكنها وبقلب محروق على فلذة كبدها وعيونها تنهمر بالدموع تتلكم بحسرة أنها لم تستطع تسفيره إلى الخارج وأن لا قدرة لها على ذلك وليس لديها الوساطة حتى تستطيع تسفير ولدها. حالة متعبة ودولة غائبة حالة الجريح اكرم عبد الحكيم النور وأسرته ومثله قد يكون كل الجرحى واسر الشهداء كون هذا جمع بين الأمرين متعبة جدا فبدلا من ان تتكفل الدولة بدعمهم وتعليمهم قامت إحدى الجمعيات الخيرية بالتكفل بتعليمهم في إحدى المدارس الأهلية فيما قامت إحدى المدارس الأهلية بالتكفل بأحد إخوانه كونه ابن شهيد فيما الدولة لا تتوقف وهي تصرف مئات الملايين عن قطاع الطرق ومخربي انابيب النفط وابراج الكهرباء وتقوم بتحكيم المليشيات المسلحة التي تعبث بالأرض الفساد وتمارس كل أنواع القتل وأضاعت الطريق في الوصول إلى هؤلاء الجرحى واسر الشهداء ولم تصل إليهم بتلك السرعة التي تصل بها إلى اللصوص وقطاع الطريق ومخربي المصالح العامة لاسترضائهم. مأرب برس