برعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي،رعاه الله، افتتحت امس في دبي اعمال الدورة الرابعة لملتقى الاستثمار السنوي الذي تنظمه وزارة الاقتصاد بمشاركة وفود تمثل 110 دول. والقى معالي المهندس سلطان بن سعيد المنصوري وزير الاقتصاد كلمة في حفل افتتاح الملتقى الاستثماري السنوي اكد فيها ان دولة الإمارات وعلى أعلى المستويات تعلق أهمية كبيرة على هذا الاجتماع الذي يعقد للسنة الرابعة على التوالي. واكد المنصوري ان اقتصاد الإمارات يواصل النمو بفضل الاستثمارات في القطاعات غير النفطية والطفرة في التجارة والخدمات والازدهار في قطاع السياحة وهو ما يعزز مكانة الدولة كمركز إقليمي للسياحة والنقل والتجارة. وقال ان اقتصاد الدولة سيحافظ على قوته، حيث رفع صندوق النقد الدولي مؤخراً توقعاته للنمو الاقتصادي الإماراتي من 3.9% إلى 4.5%، كما أن مجموعة هيرميس المالية زادت توقعاتها للنمو الاقتصادي الإماراتي من 4.7% إلى 5.4% إثر فوز دبي باستضافة اكسبو 2020. كما ارتفعت معدلات التدفقات الاستثمارية الأجنبية المباشرة للدولة لتصل الى أكثر من 92 مليار دولار. وتوقع أن تصل إلى 12 مليار دولار في 2014 بنمو 10٪ وذلك بفضل مناخ الاستثمار الجيد السائد في الإمارات مشيرا الى ان هذا الزخم سيتواصل في جذب المزيد من الاستثمارات الاجنبية نتيجة لسياسة الانفتاح التي تتبعها وأدائها الحكومي المتميز. شراكات استثمارية وقال المنصوري ان الملتقى في دورة هذا العام سيركز على الشراكة الاستثمارية لتحقيق النمو المستدام والشامل في الأسواق الناشئة والنامية لبناء عالم أفضل من خلال تحسين الوضع المعيشي لشعوب العالم وذلك عبر تعزيز التفاعل والتفاهم وتطوير الشراكات في قطاع الاستثمار والتجارة مشيرا الى ان حضور 110 وفود رسمية لهذا الحدث يؤكد اهميته المتزايدة على مستوى العالم. متغيرات واضاف وزير الاقتصاد ان ملتقى الاستثمار السنوي ينعقد في ظل متغيرات كبيرة وأمل متجدد وأجواء من التفاؤل في القطاع الاقتصادي العالمي، فالآن نلاحظ أن الاقتصاد العالمي يعود لزخمه مواصلاً النمو وذلك بعد أربع سنوات لأصعب أزمة مالية واقتصادية تهز العالم خصوصا ان النمو الاقتصادي العالمي وفق بعض التقديرات سيصل لحوالي 3.7% في العام الجاري يرتفع الى 3.9% خلال 2015. كما أن منطقة اليورو بدأت تخرج من مرحلة الركود وتنتقل للانتعاش ويلاحظ ذلك عودة النشاط التجاري العالمي للارتفاع. واوضح أن الأسواق الناشئة تقود اليوم قاطرة النمو على مستوى العالم بفضل معدلات النمو الكبيرة فيها وهي أفضل مما كانت عليه في السنوات الماضية حيث تستحوذ على نصيب الأسد في استقطاب التدفقات الاستثمارية المباشرة عالميا كما أن لهذه الدول الريادة في ضخ الاستثمارات للخارج ويحدث هذا للسنة الثانية على التوالي وستواصل هذه الأسواق لعب ذات الدور في العام الجاري بالرغم من حالة عدم الاستقرار السياسي في بعض المناطق والاضطرابات في الأسواق المالية. ونلاحظ أن هناك 8 أسواق ناشئة بما فيها الصين ضمن أكبر 10 دول مستقبلة للاستثمارات الأجنبية المباشرة. واكد المنصوري ان الترويج وتسهيل الاستثمار هو نشاط حيوي تتبناه معظم الدول وبإجماع دولي كبير على فوائد الاستثمار في تحفيز النمو الاقتصادي في الدول الناشئة والمتطورة وهو النهج الذي اتبعته دولة الإمارات بكل نجاح مشيدا بالحضور الكبير لوكالات ومؤسسات الترويج الاستثمارية في ملتقى الاستثمار السنوي لهذا العام. فعاليات جديدة واشار الى ان ملتقى هذا العام، يقدم مجموعة من المزايا والفعاليات الجديدة وإحدى تلك الإضافات تتمثل في تقرير ملتقى الاستثمار السنوي الذي تم اطلاقه امس للمرة الاولى ويشمل معلومات مجمعة عن الاستثمار الأجنبي المباشر والمشاريع الاستثمارية وعمليات الاندماج والاستحواذ من هيئات دولية ذات سمعة متميزة مثل مؤتمر الأممالمتحدة للتجارة والتنمية "الاونكتاد" و"اف دي آي انتلجنس" المتخصصة بالاستثمار الأجنبي المباشر وشركة الأبحاث "ميرجر ماركت" وقد تم جمع هذه البيانات ودراستها لتوفير صورة شاملة لأبرز التطورات في التوجهات الاستثمارية في العالم النامي. وقال ان معرض ملتقى الاستثمار السنوي والذي يضم أكثر من 320 عارضاً من 48 دولة يوفر منصة لعرض المعلومات حول الفرص الاستثمارية والظروف الاقتصادية لهذه الدول. كما سيشهد الملتقى عروضاً تقديمية من 15 دولة في المنطقة المخصصة ضمن صالات العرض اضافة الى العديد من الاجتماعات البينية بين الشركات وكذلك بين الشركات والحكومات والتي يتم الاشراف عليها من قبل اللجنة المنظمة للملتقى فضلا عن حفل توزيع جوائز الاستثمار للجهات المتميزة في الترويج الاستثماري يعتبر محطة مهمة في ملتقى الاستثمار السنوي للعام 2014. الأسواق الناشئة ومن جهته قدم نائب رئيس الوزراء الماليزي تان سري محيي الدين محمد ياسين الشكر لدولة الامارات على الجهود الكبيرة التي تبذلها ضمن الحملة العالمية للبحث عن الطائرة الماليزية التي اختفت قبل شهر. وقال محيي الدين ان الامارات تعد انموذجا في النجاح والتنويع الاقتصادي بفضل قيادتها الرشيدة التي حرصت على تحقيق كل اسباب الازدهار والرفاه لشعبها. واضاف ان الاقتصاد العالمي شهد خلال العام الماضي عودة جيدة للانتعاش بقيادة الاسواق الناشئة وخاصة في آسيا جذبت استثمارات مباشرة بقيمة زادت عن 406 مليارات دولار من اجمالي 576 مليار دولار على مستوى العالم. واشار الى ان من بين اشارات الانتعاش نمو الصادرات الصينية الى دول الاتحاد الاوروبية والولايات المتحدة بواقع 12.7% مع عودة النمو الى هذه الاقتصاديات اضافة الى عودة اليابان ايضا الى معدلات النمو الجيدة داعيا الدول النامية الى المزيد من الجهود وتعزيز معايير الجودة لجذب المزيد من الاستثمارات الاجنبية. وقال ان ماليزيا وباعتبارها من دول آسيا لم تشذ عن النهج الآسيوي في النمو الاقتصادي الذي بلغ 4.7% خلال العام الماضي يرتفع الى 5% في العام المقبل حيث تواصل الدولة جذب المزيد من الاستثمارات الاجنبية والتوسع في الانفاق العام اضافة الى نمو الاستهلاك المحلي. واضاف ان ماليزيا احتلت مراكز جيدة في العديد من المؤشرات العالمية ومنها ثقة الاعمال والتنافسية والتنمية المستدامة ووضع السياسات التي تضمن تحقيق هذه الاهداف. ومن جهتها قالت ارانتشا سانشيز من مركز التجارة العالمي ان العالم يشهد اليوم الانتقال من عالم الاستثمار الى الاستثمار المستدام ومن عالم التنمية لعالم التنمية المستدامة داعية جميع دول العالم الى وضع قضايا الامن والاستقرار في صلب موضوع الاستثمار الاجنبي واستخدام التشريعات من اجل توفير الامن للاستثمار وحمايته. قانون الاستثمار اكد وزير الاقتصاد في تصريحات صحفية على هامش الملتقى ان قانون الاستثمار الذي تعكف عليه وزارة الاقتصاد سيصدر قبل نهاية العام الجاري. وقال المنصوري ان القانون طرأت عليه العديد من التعديلات الهادفة الى تعزيز مكانة الدولة ومرونتها في جذب الاستثمارات الاجنبية في مختلف المجالات. الاستقرار السياسي والاقتصادي يجذب الاستثمارات في الجلسة الوزارية التي شارك فيها وزير الاقتصاد سلطان سعيد المنصوري ونائب وزير الاستثمار السوادني ويوغور بوريسوف رئيس جمهورية ساخا الروسية وخالد العبودي الرئيس التنفيذي لمركز تنمية التعاون الاقتصادي والبرفسور لويس ويليس الاستاذ في مدرسة جامعة هارفارد للاعمال وارانتشا سانشيز المدير التنفيذي لمركز التجارة الدولية في جنيف اكد المتحدثون ان الاستثمار الاجنبي المباشر يلعب دورا حيويا في دعم. وتعزيز النمو الاقتصادي للدول وتنافسيتها على مستوى العالم خصوصا ان هناك اكثر من 10 آلاف مؤسسة وشركة على المستوى المحلي والعالمي تسعى لجذب الاستثمارات الاجنبية المباشرة لما لها من دور فاعل في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية للدول. واكد وزير الاقتصاد في بداية الجلسة اهمية الاستقرار السياسي والاقتصادي للدولة كعامل حيوي في جذب الاستثمارات والامر الثاني يتمثل في اللوائح التي تحكم الاستثمار ومدى احترام الاتفاقيات الاستثمارية التي تعقد بين الدول وخاصة فيما يتعلق بالقضايا التي تظهر على السطح. واشار المنصوري ان عملية او آلية تحويل الاموال تعد ايضا من العوامل الرئيسية في عملية جذب الاستثمار المباشر ومدى ملاءمة التشريعات والانظمة التي تحكم هذه العملية. ومن جهته اشار رئيس جمهورية ساخا يوغور بوريسوف الى التجربة الاقتصادية الروسية حيث تتكامل انظمة الاستثمار الاجنبي الاتحادية مع نظام الجمهوريات في الدولة ومنها ساخا موضحا انه ورغم التباين في الاطر التنظيمية بين جمهوريات روسيا الاتحادية الا ان هناك اطارا تنظيميا موحدا لتلك الدول. وقال ان جمهورية ساخا مثلا لديها العديد من المقومات الاقتصادية مثل البنية التحتية التي تسهم في جذب الاستثمارات الاجنبية مؤكدا اهمية الاطر التنظيمية والتشريعية التي تكفل جذب هذه الاستثمارات. ومن جهته اكد نائب وزير الاستثمار السوداني على عامل الاستقرار السياسي والاقتصادي لأي دولة راغبة في جذب الاستثمارات الاجنبية وهي عوامل قد لا تتوفر في كثير من دول العالم الثالث ومن هنا فان هذه الدول مطالبة بالبحث عن المزيد من العوامل لجذب هذه الاستثمارات فضلا عن توفير البنية التشريعية والقانونية الملائمة والحوافز الاخرى. وقال خالد العبودي الرئيس التنفيذي لمركز التعاون الاسلامي لتنمية القطاع الخاص انه لا بد من وجود لوائح تحمي حقوق المستثمرين وبعض الدول لديها مثل هذه اللوائح ولكن هناك غياب لفرص الاستثمار بالنظر الى غياب التشريعات الملائمة حيث يقضي بعض المستثمرين سنوات امام القضاء لتحصيل الحقوق. 18 مليون معاملة متوقعة عبر بوابة دبي التجارية نهاية العام كشف الرئيس التنفيذي لبوابة دبي التجارية، محمود البستكي ان عدد الشركات المسجلة في بوابة دبي التجارية تجاوز 90 الف شركة مع نهاية الربع الاول من العام الجاري. وتوقع ان يصل عدد المعاملات التجارية الى 18 مليون معاملة مع نهاية العام بنمو يزيد عن 10% مقارنة مع 16.9 مليون معاملة في العام الماضي. وقال البستكي ان هناك اقبالا كبيرا من الشركات الاجنبية للتسجيل في دبي التجارية وخاصة بعد فوز الإمارات باستضافة معرض اكسبو 2020 وسعي هذه الشركات لتأسيس اعمال لها في الدولة والمنطقة عموما. واضاف ان بوابة دبي التجارية على شبكة الإنترنت تشكل نافذة موحدة تتكامل فيها الخدمات الإلكترونية للجهات المعنية لتشكل تدفقاً سلساً للمعاملات تم تصميمه وفقاً لمتطلبات العملاء وبأسلوب يهدف إلى نيل رضاهم مشيرا الى نمو الخدمات الإلكترونية لهذه البوابة والتي تشمل حالياً خدماتٍ موجهةً للتجار وخطوط الشحن ووكلائها. ووكلاء التخليص وشحن البضائع، وشركات النقل البري، ومؤسسات المنطقة الحرة، بما في ذلك خدمات النقل البحري وخدمات التسفين ونقل وتخزين البضائع، وخدمات التخليص الجمركي والنقل البري، بالإضافة إلى خدمات الفوترة والدفع الإلكتروني ومختلف خدمات المناطق الحرة. ومن خلال اعتمادها استراتيجيةً تضع العميل في مركز اهتماماتها في جميع أعمالها، فإن دبي التجارية تسعى بدأبٍ إلى التميز في جميع خدماتها، وهو ما ستلمسه بوضوحٍ كلما استخدمت أياً من خدمات البوابة الإلكترونية. وبالتناغم مع النمو المطّرد لإمارة دبي، فإن دبي التجارية ستستمر دوماً في سعيها الحثيث لتحقيق رؤيتها المعلنة. البيان الاماراتية
