كتب - حسين أبوندا : تحاصر عوامل التلوث سكان الكرعانة بسبب مصب الصرف الصحي الذي يواجة المنطقة، فضلاً عن العديد من الكسّارات الواقعة على طريق أبو سمرة الدولي. فمصب الصرف ينشر الروائح الكريهة وأصبح مصدرًا للحشرات والأمراض المُعدية، فيما تخلّف الكسّارات كميات كبيرة من الرمال المتطايرة في الهواء مُهدّدة صحة السكان بأمراض الصدر وصعوبة التنفس. ويؤكد السكان ل الراية تصاعد مخلفات صهاريج الصرف، والتي تلقي كميات كبيرة يوميًا من حمولتها في المصب، فضلاً عن عرقلتها لحركة السير على طريق أبوسمرة الدولي. وأشاروا إلى مشكلة أخرى تواجههم تتعلق بإنشاء عدد من الكسّارات على طريق أبوسمرة الدولي مقابل المنطقة الأمر الذي يسبّب تطاير الرمال الناتجة من الكسّارات إلى المنطقة والتسبّب في انخفاض مستوى الرؤية أمام قائدي السيارات فضلاً عن التلوث البيئي وما يتبعه من أمراض ومخاطر صحيّة على السكان خاصة مرضى الربو. وطالبوا بنقل الكسّارات بعيدًا عن المناطق السكنية وردم مصب الصرف لحماية السكان. كما طالبوا بإنشاء روضة للأطفال ليتسنى لأطفالهم الانضمام إليها قبل سن الدراسة لتعلم القراءة والكتابة لاسيما أن أطفال المنطقة يدخلون المدرسة في عمر ال6 سنوات وهم لا يعرفون مبادئ القراءة والكتابة الأمر الذي يتسبّب في تأخر استيعابهم وهم في الصفوف الابتدائية الأولى. في البداية يؤكد صالح حمد المري أن الكرعانة تُعد واحدة من المناطق القديمة الواقعة على طريق أبوسمرة الدولي، وقد أولت الجهات المعنية اهتمامًا بالغًا فيما يخص أحياء المباني القديمة والقصر القديم الذي يعتبر واحدًا من المعالم المهمة في المنطقة، وعمل الجهة المنفذة للمشروع جارٍ على قدم وساق ونتمنى الانتهاء منه في أسرع وقت ممكن لتكون المنطقة واحدة من أهم المناطق في قطر بعد افتتاح معالمها القديمة. وأشار إلى أن سكان المنطقة لهم مطالب عديدة، إلا أن أهمها يتمثل في تخليصهم من معاناتهم مع مصب الكرعانة الذي يتم فيه التخلّص من كميات كبيرة من مياه المجاري، ما يؤدى إلى وصول الروائح الكريهة إلى المنطقة بالإضافة إلى انتشار الحشرات والباعوض بصورة أرهقت السكان ولم يستطيعوا إيجاد حلول مناسبة لها. وقال: مشروع أسواق الفرجان الذي تم تنفيذه في عدد من المناطق السكنية يحتاج إلى تطبيقه في المناطق الخارجية مثل الكرعانة فالسكان بحاجة إلى مثل هذا المرفق المهم الذي يضمن حصولهم على احتياجاتهم من المواد التموينية والحصول على خدمات أخرى توفرها هذه الأسواق. وأضاف: هناك مطلب آخر نتمنى من الجهة المعنية تنفيذه ويتمثل في إنشاء رياض أطفال حتى يستطيع الأطفال تعلم مبادئ القراءة والكتابة قبل الدخول إلى الصف الأول الابتدائي، فمعظم الأطفال في الصفوف الابتدائية يكون مستواهم ضعيفًا في البداية بسبب عدم تلقيهم التعليم التمهيدي في مرحلة رياض الأطفال. مشاكل الكسّارات وأشار خلف علي العنزي إلى مشكلة إنشاء كسّارات على بعد 3 كيلومترات من المنطقة، الأمر الذي يخلق ضررًا كبيرًا للعائلات وكل من يعيش في المنطقة لافتاً إلى أن المعاناة تبدأ في الأيام التي تكون فيها الرياح جنوبية، ما يؤدي إلى انتقال الأتربة الناتجة من عمل الكسّارات إلى المنطقة والتسبّب في حدوث أضرار صحيّة للسكان. وشدّد على ضرورة إبعاد هذه الكسّارات عن الشوارع الرئيسية والمناطق السكنية وإنشائها في المناطق الصحراوية على مسافة 15 كيلومترًا على الطريق حتى لا يتعرّض السكان ورواد الطرق إلى مضايقات بسبب هذه الكسّارات. المياه والصرف وقال رشدان العذبة إن عددًا من الجهات الخدمية تقوم حاليًا بتطوير المنطقة من خلال توفير مرافق مهمة لخدمة السكان، فهناك مشروع تقوم هيئة أشغال العامة "أشغال" بتنفيذه وهو عبارة عن مركز طبي متطور يوفر كافة الخدمات العلاجية لسكان الكرعانة وباقي المناطق المجاورة ومن المتوقع الانتهاء منه خلال الأشهر القادمة، وهذا الأمر جعلنا نثق بأن هناك جهات تلبي مطالبنا المتعلقة بتطوير المنطقة. وطالب بسرعة تمديد شبكة مياه الشرب بالمنطقة، وإنهاء معاناة السكان في الاعتماد على صهاريج المياه، فضلاً عن ضرورة الإسراع بتنفيذ مشروع شبكة الصرف الصحي مشيرًا إلى أن المنطقة بحاجة كذلك إلى إنشاء "مصلى عيد" ليتمكنوا من أداء الصلاة في الأعياد بدلاً من اضطرارهم لأدائها داخل المسجد الكبير بالمنطقة. ملاعب وأوضح إبراهيم خلف العنزي أن السكان يفتقدون للعديد من الخدمات وبالتحديد الأماكن الترفيهية مثل الحدائق العامة وملاعب الفرجان فهذه الخدمات غير متوفرة بالمنطقة ويضطر السكان إلى قطع مسافات طويلة لقصد الحدائق والمتنزهات، كما أن أطفال المنطقة لا يجدون أي وسيلة للاستمتاع وممارسة هواياتهم وخصوصًا الرياضات المختلفة الأمر الذي يقتل مواهبهم منذ الصغر، خاصة أن أقرب الأندية يبعد عن الكرعانة مسافة لا تقل عن 80 كيلو مترًا ولا نستطيع الذهاب بالأطفال وإعادتهم كل يوم من وإلى المنطقة. وطالب الجهات المعنية بصيانة الطريق المؤدي إلى مدارس البنين والبنات والمركز الصحي بالمنطقة حتى لا يتعرّض السكان لأعطال في سياراتهم بسبب الحُفر المنتشرة على طول الطريق بصورة تسبّب الأذى للسيارات وتعمل على تضييق مساحته. جريدة الراية القطرية