كشف الشيخ صباح خالد الحمد الصباح النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير خارجية الكويت أمس عن وجود تحركات بقيادة أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح لتقريب وجهات النظر بين مصر وقطر والانطلاق من أرضية مشتركة لتجاوز الخلافات بين البلدين، وقال ردا على سؤال حول الاختلاف الخليجي في وجهات النظر «إن الاختلافات أمر طبيعي، لكن مسيرة مجلس التعاون الخليجي قادرة على أن تستوعب ما يعتريها من شوائب وتجاوز جميع العثرات»، لافتا خلال جلسة حوارية للملتقى الإعلامي العربي في دورته ال11 إلى «أن اتفاق الرياض كان واضحا بشأن استكمال كل الخطوات للمضي في المسيرة الخليجية، ومستنداً إلى النظام الأساسي لمجلس التعاون». وأكد الشيخ صباح الخالد حرص بلاده على لم الشمل بين الأشقاء وتعزيز مسيرة العمل الخليجي والعربي المشترك. مشيرا إلى أن جهود أمير الكويت في رأب الصدع قابلها رغبة صادقة من قادة دول مجلس التعاون في تجاوز جميع العثرات التي تعترض المسيرة الخليجية، وقال «إن الاختلافات في وجهات النظر أمر طبيعي ولكن كيفية التعامل معها ومعالجتها هو الأمر الذي يعد غاية في الأهمية، ومسيرة مجلس التعاون على مدى 33 سنة قادرة على أن تستوعب ما يعتريها من شوائب». وأضاف ردا على سؤال حول عدم وضوح البيان الذي صدر عن اجتماع الرياض الوزاري لدول مجلس التعاون الخليجي خلال أبريل «إن الاجتماع صدر عنه بيان واضح عن عمل وزراء الخارجية ومتابعة أعمالهم واستمرار اجتماعاتهم لاستكمال كل الخطوات التي نستطيع من خلالها المضي في مسيرتنا الخليجية»، وتابع قائلا «إن اتفاق الرياض كان واضحا من البيان الذي صدر من الأشقاء في السعودية والإمارات والبحرين ومن الدول الست في اجتماع وزراء الخارجية»، مبينا أن الاتفاق مستند إلى النظام الأساسي لمجلس التعاون الخليجي الذي تعمل من خلاله دول المجلس». وعبر الشيخ صباح الخالد عن انزعاجه من الخلافات المصرية - القطرية، مؤكدا وجود تحركات بقيادة أمير الكويت لتقريب وجهات النظر والانطلاق من أرضية مشتركة لتجاوز الخلافات. وأشار في هذا الصدد إلى كلمة أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في القمة العربية الشهر الماضي التي تطرقت في فقرة منها لأهمية دور مصر والعلاقة الأخوية معها وأهمية المستقبل الذي تمثله خارطة الطريق في مصر. كما لفت إلى ما ذكره وزير الخارجية القطري الشيخ خالد بن محمد العطية في الكويت مؤخرا بشأن دعم قطر لخيارات وتوجهات الشعب المصري»، معربا عن الأمل في تعزيز هذه الأمور الإيجابية بين البلدين لتقريب وجهات النظر واستكمال هذه المساعي لما فيه خير ومصلحة البلدين الشقيقين. وقال وزير خارجية الكويت «إن أمن واستقرار مصر يمثل حجر الأساس والذي متى ما تحقق سينعكس على بقية دول المنطقة»، مؤكدا حرص بلاده على استعادة مصر دورها القيادي والريادي ودعم اختيارات الشعب المصري في دستوره وبرلمانه ورئيسه. وأضاف «إن مفهوم الأمن القومي الخليجي يرتكز على وجود مفهوم الأمن العربي، لذلك نحن نقول إن مصر هي حجر الزاوية في أمن واستقرار المنطقة ليس فقط الخليج بل منطقتنا بأكملها باعتبارنا جزءا من الأمن القومي العربي الذي تصدع بسبب الأحداث العسيرة التي مررنا بها خلال ثلاث سنوات ونصف الماضية التي أضعفت من وضعنا ولكن باستعادة مصر لدورها الريادي سيكون هناك دور لمنطقتنا لما تتمتع به من إمكانيات وموقع». واعتبر الشيخ صباح الخالد أن الشعوب بدأت ترسم مستقبلها وتحدد مسارها في تحقيق آمالها وتطلعاتها، وهي من قادت التحولات التي شهدتها الدول العربية. وقال «لم يعد هناك أي حزب حاكم يحتكر السلطة بطريقة أو بأخرى ولا دكتاتور يدير دولته بطريقة بعيدة عن مشاركة شعبه في أي قرار من القرارات التي تمس حياة الشعوب». واستعرض عددا من الأمور الإيجابية التي تحققت في المنطقة العربية منذ بداية العام الحالي منها الحوار الوطني في اليمن بمشاركة جميع الأطراف والارتقاء إلى خطوة الانتخابات البرلمانية والرئاسية. وأشار إلى إجراء مصر الاستفتاء على الدستور في يناير، وتوصل تونس إلى دستور متفق عليه إضافة إلى الانتخابات العراقية، وكذلك المصالحة الفلسطينية. وقال الشيخ صباح الخالد «إن الدمار الذي لحق بسوريا لن يقف عند حد سوريا بل سيمتد وسيكون له أثر وإفرازات وتداعيات على كل دول المنطقة»، وأضاف «ليس بودنا أن نرى انتخابات رئاسية سورية خلال يونيو المقبل، وترشح بشار الأسد سيقوض العمل السياسي والاتفاق في مؤتمر جنيف 1 الذي يرتكز على وجود سلطة تنفيذية انتقالية كاملة لحكم سوريا». وأكد أهمية أن تحظى القضية الفلسطينية باهتمام المجتمع الدولي بعد مرور67 سنة عليها، لافتا إلى متابعته موقف الإدارة الأميركية والزيارات المتعددة لوزير خارجيتها جون كيري ولقاءاته مع الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، وأضاف «عندما تكون هناك مصالحة وجبهة متحدة وموحدة لاستكمال مسيرة المفاوضات ونجاحها يحقق للشعب الفلسطيني كما تحقق للشعوب العربية رسم مستقبله وتحقيق آماله وتطلعاته». وأعرب عن الأمل أن تتواصل المسيرة الديمقراطية في العراق وأن تشارك جميع أطياف الشعب العراقي في الانتخابات التشريعية المقررة اليوم وتحقق مزيدا من الفرص للشعب لاختيار ممثليه ورسم مستقبله. وأوضح أن المهلة الممنوحة من الغرب إلى إيران للانتقال من الاتفاق المؤقت إلى الاتفاق الدائم ستنتهي في يوليو المقبل، معربا عن الأمل أن يتوصل المجتمع الدولي إلى اتفاق دائم لاسيما مع تعدد التوترات في المنطقة منذ عقود من الزمن وآن ألأوان للمنطقة للاستقرار». وأضاف «أن إيران دولة مهمة وكبيرة في المنطقة ولها مصالح، ونحن نعترف بهذه المصالح وهذا الدور ولكن نحن دول أيضا لنا مصالح في هذه المنطقة»، مشددا على ضرورة أن تحترم إيران هذه المصالح وأن يكون هناك تفاهم «. (الكويت - وام) الاتحاد الاماراتية