إعداد: محمد وقيف الذكرى الثانية لتحولات «الربيع العربي»، والاستفتاء على مشروع الدستور المصري، وسلسلة الهجمات الدموية التي استهدفت عدداً من المدن والبلدات العراقية بداية الأسبوع... موضوعات من بين أخرى نعرض لها بإيجاز، ضمن قراءة في الصحافة الدولية. -------- مصير سوريا "مصير سوريا معلق في الميزان" تحت هذا العنوان نشرت صحيفة "سيدني مورنينج هيرالد" الأسترالية افتتاحية خصصتها للتعليق على الذكرى الثانية لانتفاضات ما بات يسمى "الربيع العربي" التي انطلقت من تونس في الثامن عشر من ديسمبر قبل عامين؛ ذكرى تحل في وقت أخذت فيه بلدان الربيع، وإن بخطى متعثرة، تبني مرحلة ما بعد النظم السابقة، وسط كثير من الصعاب والتحديات التي تواجه الأنظمة الخارجة لتوها من الثورة، بينما ما زالت سوريا تكافح وقد تحولت ثورتها إلى حرب أهلية تخاض بكل الوسائل التي يستطيع الجيش والثوار حشدها، تقول الصحيفة. غير أن نظام الأسد، وعلى رغم تصميمه الوحشي وقوته العسكرية، يبدو متجهاً نحو الهزيمة؛ ولأن روسيا حليف مهم ومزود بالسلاح، فإن اعترافها بأن نظام الأسد بدأ يخسر معبر ودال جداً. وترى الصحيفة أن أستراليا كانت من بين 100 دولة على الأقل اعترفت بائتلاف المعارضة استشرافاً لتغير النظام وتقوم بإرسال مساعدات إلى ملايين السوريين النازحين الذين يحتاجون إلى المأوى والطعام والرعاية الصحية، ولاسيما مع حلول فصل الشتاء. وكما قال وزير لخارجية الأسترالي بوب كار، تضيف الصحيفة، فإن الاعتراف بالائتلاف الوطني السوري باعتباره "الممثل الشرعي للشعب السوري" شيء، ودفع القوى المعارضة المختلفة إلى التعاون حول تنصيب حكومة منتخَبة شرعية شيء آخر. وحسب الصحيفة دائماً، فإن أسوأ نتيجة هي أن تستبدل سوريا حاكماً عنيفاً وقمعياً بآخر قد يكون معادياً لروسياوالولاياتالمتحدة، مضيفة أن الدول ربما اتخذت مواقف مختلفة في هذا النزاع، ولكن السماح بسقوط هذه الدولة التي تمزقها الحرب في أيدي متطرفين عنيفين يمكن أن يشكل أيضاً تهديداً لكل الدول. وبعد أن توصلت إلى الاستنتاجات نفسها بشأن مستقبل نظام الأسد، على ما يبدو، لدى القوى الرئيسية مصلحة متبادلة في المساعدة على تأسيس حكومة مقبولة من قبل معظم السوريين، مضيفة أن خطر ظهور دولة فاشلة تعج بالأسلحة يتطلب جهوداً منسقة، عبر الأممالمتحدة، من أجل إنقاذ سوريا من ذلك المصير. الاستفتاء على الدستور صحيفة «تورونتو ستار» الكندية علقت ضمن افتتاحية عددها ليوم الثلاثاء على نتائج الدور الأول من الاستفتاء على مشروع الدستور الجديد المثير للجدل في مصر، نتائج عكست الانقسام الكبير بشأنه، كما تقول، ذلك أنه إذا كان 57 في المئة من المصريين قد أيدوا الدستور الجديد في جولة يوم السبت الماضي، فإن أقلية مهمة بلغت 43 في المئة عارضته، علماً بأن العاصمة القاهرة صوتت ضده إلى حد كبير، كما أن نسبة المشاركة لم تزد على 31 في المئة فقط. ولئن كانت المشاركة يُتوقع أن ترتفع في وقت تصوت فيه مصر الريفية يوم غد السبت، تقول الصحيفة، فإن النظام لم يتمكن من بناء إجماع واسع كان سيمنح الدستور مصداقية وشعبية أكبر. وبدلًا من ذلك، تضيف الصحيفة، فإن التصويت يمثل استفتاءً على طريقة الحكم، مثلما هو استفتاء على الدستور. وإذا كان الدستور سيكسب الشرعية القانونية في نهاية المطاف، فإنه في حاجة أيضاً إلى الشرعية الشعبية، ولسبب وجيه، كما تقول. وفي هذا الإطار، ترى الصحيفة أن الدستور الذي سيعكس هوية مصر أُعد على عجل من قبل جمعية تأسيسية يهيمن عليها أنصار "الإخوان المسلمين" وحلفاؤهم السلفيون، بعد أن انسحب الليبراليون والعلمانيون والمسيحيون وآخرون بسبب ما يقولون إنه تجاهل لتخوفاتهم. والنتيجة "قانون مثير للجدل قد يجعل الأقليات تشعر بالتهميش، وبأنها غير محمية". وفي ختام افتتاحيتها، قالت الصحيفة، إن المصريين المعتدلين لا يسعهم إلا أن يأملوا أن يدرك النظام أن البلاد في حاجة إلى حكومة شاملة لجميع الأطياف. عنف في العراق صحيفة «تشاينا ديلي» الصينية أفردت افتتاحية عددها لأول أمس الأربعاء للتعليق على موجة الهجمات الدموية التي ضربت عدداً من المدن والبلدات العراقية يوم الاثنين الماضي، ما أسفر عن مقتل 47 شخصاً على الأقل، وجرح أكثر من 110 آخرين، مشددة على ضرورة القيام بالمزيد من أجل "الكشف عن السبب الحقيقي لمحنة الشعب العراقي اليوم، ومنع الواقع العنيف في العراق من أن يتكرر في بلدان أخرى". الصحيفة تقول، إن الخسائر الثقيلة ليوم الاثنين هي نتيجة للتوترات المحتدمة بين الحكومة المركزية العراقية والأقلية الكردية حول مناطق متنازع عليها وعنف بين الطائفتين السنية والشيعية، مضيفة أنه منذ الانسحاب الأميركي في الثامن عشر من ديسمبر 2011، لا يكاد يمر يوم في العراق دون حدوث اشتباكات وإراقة دماء. وعلى رغم الوعود الأميركية بالسلام والاستقرار، "إلا أن البلاد باتت غارقة أكثر في أزمة سياسية وعنف إثني وانقسامات طائفية". الصحيفة شددت على أن الولاياتالمتحدة تتحمل طرفاً من مسؤولية تدهور الوضع الأمني في العراق، مضيفة أنها مدينة للشعب العراقي بشرح مقنع لأسباب حالة الفوضى التي توجد عليها الحال، بعد أن ادعت النصر في الحرب على الإرهاب قبل عام ولأسباب عدم وفائها بوعودها للبلاد. ثم ختمت افتتاحيتها بالقول إن ما يحدث في العراق اليوم ينبغي أن يشكل درساً بشأن عواقب التدخل العسكري في أية دولة ذات سيادة، مضيفة أن أي محاولة لفرض تغيير نظام في الشرق الأوسط لن تؤدي إلا إلى إغراق المنطقة في مزيد من الاضطراب وانعدام الاستقرار. جنون السلاح صحيفة «ذا هيندو» الهندية علقت ضمن افتتاحية عددها ليوم الثلاثاء على المجزرة التي شهدتها بلدة نيوتاون الصغيرة بولاية كونيكتيكت الأميركية يوم الجمعة الماضي، التي قتل فيها 26 شخصاً، بينهم 20 طفلًا، برصاص شاب في العشرين من عمره في مدرسة ابتدائية. وفي هذا السياق، قالت الصحيفة إن جولة القتل التي اقترفها بها آدم لانزا، على غرار مذبحة قاعة السينما في كولورادو في العشرين من يوليو الماضي، تمثل جزءاً من وباء أكبر لعنف السلاح في الولاياتالمتحدة، مضيفة أن دراسة أجرتها مجلة "ماذر جونز" أحصت 62 مذبحة جماعية على الأقل -أعمال حصدت أرواح أربع ضحايا فأكثر- نفذت بالسلاح الناري منذ 1982، وأن ثلاثة أرباع ال142 قطعة سلاح التي استُعملت من قبل القتلة، مثلما في حالة "لانزا"، تم الحصول عليها بطريقة قانونية، مضيفة أن عنف الأسلحة النارية في أجزاء من الولاياتالمتحدة أضحى اليوم أكثر دموية، مقارنة مع العديد من ساحات عنف حركات التمرد. الصحيفة قالت إن جامعة هارفرد أبرزت العلاقة بين انتشار الأسلحة النارية وجرائم القتل، ما يُظهر أن ارتفاع مستويات حيازة السلاح، في الولاياتالمتحدة وبلدان صناعية أخرى، مرتبط بارتفاع معدلات جرائم القتل. والأمر لا يتطلب مستوى عالياً من الذكاء لفهم هذه العلاقة، تضيف الصحيفة، ذلك أن شخصاً عنيفاً لديه سلاح ناري سيكون أكثر قدرة على القتل، ويستطيع قتل عدد أكبر من الناس، مقارنة مع شخص عنيف ليس لديه سلاح. فإذا كان "لانزا" مضطرباً عقلياً، فإن اضطرابه العقلي هذا ما كان ليشكل خطراً على المجتمع لولا قانون حيازة الأسلحة النارية الليبرالي في أميركا. ومع ذلك، تقول الصحيفة، فإن الولاياتالمتحدة ترفض التحرك -وهي في ذلك أسيرة لجشع مصنعي الأسلحة، والقراءة الإيديولوجية المقصودة للحق الدستوري في حمل السلاح، وثقافة شعبية حولت فيها حيازة الأسلحة الناري إلى هوس.