على وقع محاربة التطرف وما تشهده الثورة السورية من تطورات، جاءت مشاركة السينما العربية في دورة مهرجان كان السينمائي ال 67 والتي تختتم فعالياتها في 25 مايو الجاري، ورغم حضور السينما العربية الخجول إلا أن فيلميها "تمبكتو" للموريتاني عبدالرحمن سيساكو، و"ماء الفضة" للمخرجين السوريين للمخرجين أسامة محمد ووئام بدرخان، قد حظيا بإقبال جماهيري واسع الى جانب اشادة النقاد الذين وصفوها بأفلام "رائعة"، كونها ترتبط بشكل كبير في الواقع العربي المعاش. ضد التطرف فيلم "تمبكتو" الذي يعد الفيلم العربي الوحيد ضمن مسابقة كان الرسمية، تمكن بعد عرضه في المهرجان، من لفت أنظار نقاد ونجوم كان السينمائي على حد سواء، والذين اشادوا بشجاعة مخرج الفيلم الذي يتناول موضوع التطرف الديني الذي يجتاح دول الساحل الإفريقي، عبر بوابة مدينة "تمبكتو"، المعروفة بتاريخها الثقافي وانفتاحها على العالم فنيا وثقافيا، والتي وقعت ضحية للعنف الذي تمارسه القاعدة في المدن والقرى الإفريقية التي قامت بغزوها وأعلنتها دولا إسلامية تحكمها بقوة السلاح والسوط وبفتاوى بعيدة عن تقاليد وأعراف إفريقيا. من جهته، لم يخف المخرج عبد الرحمن سيساكو في المؤتمر الصحافي الذي عقده قبيل عرض فيلمه، قلقه من توسع التطرف، مشيراً إلى أن اختيار فيلمه في المسابقة لم يكن ورائها أية أسباب سياسية أو توجهات متطرفة ضد الإسلام أو المسلمين، ونوه إلى وجود توجه حقيقي لتقديم الوجه الحقيقي للدين الاسلامي الحنيف والقبول بالاخر، وأكد سيساكو أن أعمال تصوير الفيلم مرت بظروف صعبة، وتزامنت مع الحملة الدولية لمطارة المتشددين الإسلامين في العاصمة مالي تحديداً، حيث تم تصوير أحداث الفيلم الذي تطلب قرابة أربعة أعوام من الإعداد والتحضير والإنتاج، مشيرا إلى أن الفترة الأولى من التصوير أحيطت بالسرية التامة. شجاعة الشباب في المقابل، كان المشاركون في المهرجان على موعد مع الثورة السورية عبر أحداث فيلم "ماء الفضة"، ففي الوقت الذي تعالت فيه الأصوات المرحبة بالفيلم والتي أبدت إعجابها بشجاعة الشباب الذين تمكنوا من توثيق الثورة السورية بهواتفهم المتحركة، تحول الفيلم إلى حديث النقاد الذين تحدثوا عن الصدمة التي خلفتها العديد من مشاهد الفيلم، والتي صورت عن قرب مناظر القتال. "ماء الفضة" يؤرخ لمراحل الثورة السورية منذ سقوط أول ضحية حتى نهاية حصار حمص الأخير، وصورت جميع مشاهد الفيلم بواسطة هواتف الثوار والمتظاهرين المحمولة، وصور أخرى صورتها وئام بدرخان أثناء حصارها في حمص وأرسلتها لزميلها أسامة محمد المقيم قسرا في العاصمة الفرنسية باريس.، وتمكنت وئام من الخروج من حمص المحاصرة مع الثوار، حاملة معها ما استطاعت من صور مرعبة شهدتها المدينة، عرضتها في هذا الفيلم الوثائقي الذي شهده جمع غفير، فيما لم تتمكن وئام التي تواجدت في قاعة العرض من اخفاء دموعها عن الحضور، وقالت في تعليق لها: "كل شيء قتل أمام عيني، ورغم ذلك عُدت إلى هناك بلدي مدينتي، لا شيء بقيمة بلدي الذي يقتله بشار الأسد الآن"، وتابعت: "لقد أكلنا الحشائش، لا شيء يأكل هناك، والحيوانات تأكل بعضها، لا غاز ولا كهرباء، إنها جريمة العصر نفذها بشار ضدنا". فيلم قصير المخرج المصري عمر الزهيري، تواجد بفيلمه "ما وقع بعد افتتاح مرحاض عمومي عند الكيلومتر 375"، في برنامج «السيني فاونديشن» والذي يعني بالفيلم الطلابي، ويرأس لجنته ولجنة الفيلم القصير المخرج الإيراني القدير عباس كياروستمي، ليتنافس فيلم الزهيري الذي انتجه المعهد العالي للسينما في مصر، مع 16 فيلماً قصيراً. البيان الاماراتية