في سعيها لتهدئة مخاوف دول أوروبا الشرقية من توسع النفوذ الروسي، اقترح الرئيس الأميركي باراك أوباما خطة أمنية أطلق عليها اسم «طمأنة أوروبا»، وهي مبادرة بقيمة مليار دولار لتمويل نشر مزيد من القوات البرية والجوية والبحرية الأميركية في دول «الحلفاء الجدد»، إلا أنه من المستبعد أن تكون للخطة تأثيرات عاجلة على الأزمة التي فجرها النزاع في أوكرانيا، إنما تأتي ضمن مراجعة شاملة تمتد إلى أوروبا التي عبر الرئيس الأميركي باراك أوباما في جولته بشرق أوروبا أمس لخفض أوروبا إنفاقها العسكري. وقال البيت الأبيض في بداية جولة أوروبية تستغرق أربعة أيام للرئيس الأميركي باراك أوباما إن الولاياتالمتحدة تراجع وجودها العسكري في أوروبا نتيجة تدخل روسيا في أوكرانيا. وقال البيت الأبيض إن أوباما سيدعو الكونغرس إلى دعم مبادرة قيمتها مليار دولار أميركي لزيادة تناوب القوات الأميركية في القارة. وأوضح أن «مبادرة طمأنة أوروبا» ستسهم كذلك في بناء قدرات الدول غير الأعضاء في الحلف الأطلسي بما فيها أوكرانيا وجورجيا ومولدافيا بحيث تعمل مع الولاياتالمتحدة والحلفاء الغربيين لبناء دفاعاتها. وفي حال الموافقة على مبادرة اوباما، فستكون اكثر خطوة ملموسة له لطمأنة حلفائه في أوروبا الشرقية ولتوجيه رسالة الى روسيا بأن أعمالها في أوكرانيا سيواجهها رد أميركي حاسم. وأشار البيان الى ان «الحلفاء الجدد» للولايات المتحدة في أوروبا الشرقية «قلقون جدا ازاء احتلال روسيا وضمها للقرم واعمالها الاستفزازية الأخرى في اوكرانيا». وستزيد المبادرة التدريبات والمناورات والقوات الجوية والبرية التي يتم إرسالها بشكل دوري من الولاياتالمتحدة الى أوروبا. لكن من المستبعد ان يؤدي ذلك إلى مراجعة روسيا لحساباتها، حيث كان من المتوقع قيام واشنطن بخطوات أكثر حزماً ضمن خطة للطوارئ أمام التدخل الروسي الكبير في أوكرانيا. ودعا الرئيس الأميركي حلفاءه الأوروبيين الى زيادة انفاقهم على الدفاع وسط زيادة عدم الاستقرار في اوروبا. وقال في بولندا: «شهدنا انخفاضا مستمرا، ويجب ان يتغير ذلك»، معرباً عن اسفه لخفض الإنفاق العسكري في أوروبا بسبب التقشف الاقتصادي. وحول الملف الأوكراني، دعا أوباما نظيره الروسي فلاديمير بوتين الى الاجتماع بالرئيس الأوكراني المنتخب بترو بوروشينكو. وقال انه سينقل هذه الرسالة إلى بوتين عندما يلتقيه خلال الأسبوع الجاري في فرنسا بمناسبة الذكرى السبعين لمعركة النورماندي. وتأتي هذه المساعي الأميركية والأوروبية الهادئة وبعيدة المدى في ظل احتدام معارك عنيفة في شرق أوكرانيا. وأعلنت قيادة الانفصاليين الموالين لروسيا في أن القوات المسلحة الأوكرانية شنت مجددا غارات جوية عنيفة على شرق البلاد مستخدمة مقاتلات ومروحيات، مما أدى إلى سقوط العديد من القتلى والمصابين في بلدة سيميونوفكا. البيان الاماراتية