حفل العام 2012 بالعديد من الأحداث الرياضية في الجزائر ، حيث تحققت إنجازات أضيفت إلى سجل البلد الثري ، و سجلت إخفاقات بل و مهازل يجب اخذ العبرة منها لتفادي تكرارها في العام الجديد و الأعوام التي تليه ، كما عرفت الجزائر أيضاً أحداث أخرى مثلت منعطفات لأصحابها . ديدا ميلود -إيلاف : فعلى غرار السنة 2011 فرضت المستديرة نفسها لتكون في قلب الأحداث سواء تلك ذات الطابع المحلي أو الدولية، ومن هذا المنطلق فقد قامت صحيفة " إيلاف " برصد لقرائها و زوارها من الجزائر و خارجها الأحداث ال 12 التي ميزت الساحة الجزائرية في العام 2012 و كان لها صدى محلي و خارجي . 1- اليد الجزائرية تتألق في المغرب لتعبر إلى إسبانيا بداية العام 2012 عرفت تألق منتخب كرة اليد للرجال و الإناث في بطولة أمم إفريقيا العشرين التي جرت وقائعها ما بين ال 11 و العشرين يناير بالمغرب ، حيث ظفرا معاً بتأشيرة التأهل إلى نهائيات بطولة العالم التي ستقام في كانون الثاني 2013 بإسبانيا ، فمنتخب الرجال تحت قيادة صالح بوشكريو تمكن من بلوغ الدور النهائي لأول مرة منذ عدة دورات قبل أن يخسروه أمام تونس ، أما منتخب الإناث فقد اكتفى بالدور النصف النهائي الذي خسره أمام التونسيات ، ليكتفين بالمركز الرابع المؤهل للمونديال، غير أن هذا التألق الخارجي لم يكن له تأثير إيجابي على الصعيد المحلي بسبب الخلاف بين إتحاد اليد و بعض الأندية مما أدى إلى توقيف نشاط الدوري لمدة فاقت السنة قبل أن يتدخل رئيس الاتحاد الدولي المصري حسن مصطفى لإعادة المياه إلى مجراها الطبيعي للسماح للمنتخب بالإعداد لكأس العالم. 2- زيارة تاريخية لرئيسا الفيفا و الكاف في الثلاثين نيسان قام كل من رئيس الاتحاد الدولي السويسري جوزيف سيب بلاتر و رئيس الاتحاد الإفريقي الكمروني عيسى حياتو بزيارة للجزائر ، يمكن اعتبارها تاريخية رغم أنها ليست الأولى للرجلين ، و ذلك بدعوة من صديقهما و ذراعهما الأيمن محمد روراوة رئيس الاتحاد الجزائري ، حيث تم افتتاح المقر الجديد للاتحاد الجزائري و الذي تم تشييده بمشاركة مالية للفيفا في إطار برنامج قوول ، و حظي ضيفا الجزائر بترحاب رسمي و إعلامي كبير تجلى في استقبالهما من قبل السلطات الحكومية حيث تم تشريف بلاتر بأحد الأوسمة ، كما حضر بلاتر و حياتو المباراة النهائية لمسابقة كأس الجزائر – للمرة الأولى في تاريخ البطولة - بجانب رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة. 3 - اعتزال مبكر و مفاجئ لثلاثي الخضر تزامنت زيارة بلاتر و حياتو للجزائر مع نشر الإتحاد الجزائري عبر موقعه خبراً لم يكن ساراً يتعلق بقرار اعتزال ثلاثي المنتخب المدافع القائد عنتر يحيى ثم تبعه الظهير نذير بلحاج و المهاجم كريم متمور اعتزال اللعب دولياً ، و هو القرار الذي شكل منعطف في مسيرة هذا الثلاثي و في مسيرة المنتخب أيضاً الذي كان يحتاج لخدماتهم ، كما أثار جدلاً واسعاً في الوسط الرياضي المحلي و حتى الدولي بسبب عدم اقتناعه بدوافع اللاعبين في اتخاذ هذا القرار المفاجئ و هم في أوج عطائهم حيث لم يتجاوز يحيى سن الثلاثين و متمور سن ال 27 ، حيث حاول الإعلام بمساعدة المقربين من اللاعبين كشف خلفيات القرار و ربطوا بينه و بين استبعاد مدرب المنتخب البوسني وحيد خليلوزيدش لزميله كريم زياني لإجباره على استدعائه مجدداً رغم نفيهم لتلك الاجتهادات مراراً و تكراراً . 4 - وفاق سطيف يعتلي عرش الكرة الجزائرية بلا منازع على الصعيد المحلي فرض نادي وفاق سطيف نفسه بطلاً بلا منازع على حساب أندية أخرى فاقته من حيث الموارد المالية و البشرية على غرار إتحاد العاصمة ، فالوفاق بتعداد يطغى عليه عنصر الشباب بعدما غادرته الأسماء اللامعة التي لم تجلب له سوى المتاعب و تحت قيادة فنية أجنبية ممثلة في المدرب السويسري الآن غيغر تمكن من تحقيق الازدواجية بجمعه بين بطولتي الدوري و الكأس للمرة الأولى في تاريخه و الأولى أيضا في تاريخ الكرة الجزائرية منذ الموسم 2002-2003 عندما حقق الاتحاد ذات الإنجاز ، فالنسر الأسود ظفر بلقب الدوري الرابع له على حساب شبيبة بجاية بفارق الأهداف فقط بعدما تساوى الناديان في رصيد النقاط ، كما توج بالكأس بعدما تفوق في الدور النهائي على شباب بلوزداد بهدفين لواحد ، لينال جائزة أفضل ناد في الجزائر و يحرز لاعبه عبد المؤمن جابو- الذي انتقل إلى النادي الإفريقي التونسي – جائزة أحسن لاعب في الدوري المحلي. 5 - مخلوفي عداء من ذهب يسطع في لندن سيبقى يوم السابع أغسطس راسخا في الذاكرة الجزائرية و العربية لأنه اليوم الذي انهي فيه العداء الجزائري توفيق مخلوفي الصيام الجزائري و العربي عن التتويج بالذهب في الألعاب الأولمبية التي جرت بالعاصمة لندن بعدما حاز على ذهبية سباق ال 1500 متر بجدارة و استحقاق معيداً البسمة لملايين العرب من المحيط إلى الخليج ، ومعيدا السيطرة العربية على هذا الاختصاص . إنجاز مخلوفي أنقذ ماء وجه المشاركة الجزائرية في هذه التظاهرة بعدما خرج بقية المشاركين يجرون الخيبة خلفهم سواء في الرياضات الفردية أو الجماعية على غرار الملاكمة و المصارعة و كرة الطائرة ، في صورة طبق الأصل تقريباً من ألعاب بكين 2008 ، إنجاز مخلوفي كان بنكهة خاصة فزيادة على أن ذهبيته كان الوحيدة للجزائر و الأولى منذ ألعاب أثينا 2004 فأن العداء البطل نال ذهبيته من رحم الإقصاء بعد انسحابه من سباق ال 800 متر مما جعل اللجنة الأولمبية تقرر إقصائه قبل أن تعود عن قرارها بعدما تيقنت بأنه مخلوفي فعلا ً تعرض لإصابة و لم يكن يفتعلها ، ليحقق بذلك توفيق أماني امة بأكملها خاصة بعد حادثة صحيفة الدايلي تليغراف التي استهزأت بالنشيد الوطني الجزائري فما كان عليها أن تستمع إليه و العلم يرفرف عالياً في سماء لندن ، و بالتأكيد فان لقب أحسن رياضي الذي تمنحه سنوياً وكالة الأنباء الجزائرية سيكون من نصيبه. 6 - ذوي الاحتياجات الخاصة يؤكدون تفوقهم على الأصحاء على عكس العدائين و العداءات الأصحاء الذين غادروا لندن مثلما حلوا بها فان أشقائهم من ذوي الاحتياجات الخاصة و في ثلاث اختصاصات فقط برهنوا بأنهم مقابل تلك الاحتياجات فأنهم يتمتعون بقدرات استثئناية قد لا نجدها عند غيرهم من الأصحاء لعل روحهم القتالية و حبهم للوطنية أهم و أبرز هذه الصفات ، حيث تمكنوا من إحراز 19ميدالية في الألعاب شبه الأولمبية الخاصة بهذه الفئة التي أقيمت في لندن أيضا مباشرة بعد اختتام الألعاب العادية منها أربع ذهبيات لكل من نسيمة صايفي في رمي القرص و عبد اللطيف باكة في سباق ال 800 متر و محمد برحال في أرائك و كمال خرجنة في رمي الجلة ، و سمح رصيده للجزائر بإحتلال الصف ال 26 في الترتيب العام من أصل 76 بلد مشارك بعدما احتلوا المركز ال 31 في دورة بكين مما يؤكد حرص هؤلاء الرياضيين على تحسين نتائجهم و نتائج أسلافهم بعيداً عن شعار المهم المشاركة الذي رسخ ثقافة انهزامية عند الأصحاء . و رغم أن هؤلاء يعانون من إعاقات بدنية إلا أنهم حولوها الى حافز و دافع معنوية حققواً بفضلها إنجازات عالمية مؤكدين على أنهم يستحقون الثقة التي حظوا بها من قبل اللجنة الأولمبية و أن الأموال التي صرفت من أجلهم لم تذهب هباء منثوراً بل جلبوا رفعوا بها اسم الجزائر عالياً مقدمين درساً للأصحاء . 7 - الخضر يعودون إلى الواجهة من بوابة ليبيا المنتخب الوطني و بعد سنة 2011 الكبيسة صنع الحدث برباعية مراكش المدوية ، حيث عاد ليصنع أفراح الجمهور الجزائري من خلال تحقيقه نتائج رائعة رافقها أداء راق تحت إمرة البوسني وحيد خليلوزيدش ، و تمكن من الظفر ببطاقة التأهل إلى نهائيات كأس أمم إفريقيا التي ستقام مطلع 2013 بجنوب إفريقيا بعدما تجاوز عقبة غامبيا في الدور الثاني ثم ليبيا في الدور الأخير في مواجهة لعب ذهابها بالمغرب في التاسع أيلول و تفوق أثنائها زملاء الحارس رايس مبولحي بهدف لصفر في مباراة انتهت بأحداث مؤسفة بين لاعبي المنتخبين ن ثم كرروا فوزهم في لقاء الإياب بالبليدة بثنائية نظيفة في الرابع عشر أكتوبر ، و بفضل تلك النتائج أنهى الخضر العام 2012 في أفضل مركز في الترتيب الشهري للاتحاد الدولي بحلولهم في الصف ال 19 عالمياً ، كما شهد المنتخب استمرار توافد اللاعبين ذوي الجنسية المزدوجة حيث التحق بالركب كل إسحاق بلفوضيل و فوزي غلام مستفيدين من قانون باهاماس. 8 - الأمطار تحول احتفالات الاتحاد إلى مهزلة في ال 14 نوفمبر استضاف المنتخب الجزائري نظيره منتخب البوسنة و الهرسك الذي عوض المنتخب البرازيلي في مباراة تدخل في إطار الإعداد للاستحقاقات الرسمية للمنتخبين من جهة ، و من جهة أخرى و هي أهم بالنسبة للخضر فهي تدخل في إطار الاحتفالات بالذكرى الخمسين لنيل الجزائر استقلالها عن فرنسا ، و بمناسبة مرور نصف قرن على تأسيس الإتحاد الجزائري الذي اختار إقامة المباراة على ملعب الخامس يوليو بالعاصمة في ليلة شهدت أمطار غزيرة كشفت عيوب أرضية الملعب و حولت الاحتفال إلى مهزلة تصدت عناوين الصحف المحلية و الأجنبية في اليوم الموالي ، بعدما أصبحت الأرضية التي رصف عليها عشرات الملايين من الدولارات أشبه بحقل بطاطس ، مهزلة غطت على الجانب الفني و الاحتفالي للمباراة ، و من حسن الحظ أن البرازيل لم توافق على خوضها و إلا لكان الفضيحة سيكون لها صدى أوسع ، غير أن المهزلة حركت الوصاية التي قررت تشييد خمسة ملاعب من الطراز العالمي توضع تحت تصرف الاتحاد و المنتخبات الوطنية،و رغم جسامة الفضيحة إلا الوصاية لم تكلف نفسها اتخاذ الإجراءات الرادعة بحق الذين يقفون خلفها. 9 - فيغولي أحسن اللاعبين الجزائريين أحرز مدلل الخضر لاعب نادي فالنسيا سفيان فيغولي الجائزة الأولى في الجزائر و هي الكرة الذهبية كأفضل لاعب جزائري في نسختها ال 12 و التي تمنحها صحيفتي الهداف و لوبيتور سنوياً ، بعدما تألق مع المنتخب و مع ناديه في الليغا و دوري الأبطال ، و ذلك خلفاً لرياض بودبوز متفوقاً على جابو و سوداني و سليماني و قادير و لحسن و مصباح ، و عرف حفل تتويج فيغولي حضوراً مميزاً لأسطورة برشلونة النجم الهولندي الطائر يوهان كرويف الذي سلم الجائزة لفيغولي مشيداً به و بقدراته التقنية العالية و أصبح فيغولي عاشر لاعب جزائري يحظى بهذه الجائزة ، بينما أحرز خليلوزيدش جائزته كأحسن مدرب و رايس مبولحي أفضل حارس ، و محمد مسعود كأحسن هداف. 10 - حيمودي أفضل حكم في إفريقيا ختام العام 2012 كان مميزاً بالنسبة للصافرة الجزائرية التي نالت إعجاب الأفارقة فمنحوها أفضل جائزة من قبل الاتحاد الإفريقي في احتفالات العام بالعاصمة الغانية اكرا التي أقيمت في ال 20 من ديسمبر ، بعدما اختير الحكم الدولي جمال حيمودي لأحسن حكم في القارة السمراء و هي المرة الأولى التي ينال فيها حكم جزائري هذا الشرف الذي حفظ ماء وجه الكرة الجزائرية ، و ذلك بعدما قدم أداء مميزاً في جميع المباريات التي أدارها خاصة المباريات القوية على غرار ذهاب نهائي دوري أبطال إفريقيا بين الأهلي المصري و الترجي التونسي في القاهرة ، و كأس العالم للأندية التي جرت باليابان . و هو التكريم الذي يحسب للتحكيم الجزائري في ظل الاتهامات التي طالته في الداخل من قبل الأندية ، و من شانه أن يمنحه جعة معنوية لمواصلة تطوير مردوده. 11 - روراوة يعلن ترشحه لانتخابات الاتحاد في ال 29 من كانون الأول أعلن محمد روراوة رئيس الاتحاد الجزائري عن ترشحه بشكل رسمي لخوض غمار الانتخابات القادمة التي ستقام في السابع مارس 2013 لعهدة ثالثة منهيا حالة من السوسبانس ظلت قائمة في الشارع الرياضي تنتظر الموقف الرسمي للرئيس المنتهية عهدته ، غير أن روراوة فضل الإبقاء على هذا القرار سراً لنفسه و لمن بيدهم القرار ، و أجل الإعلان عنه لغاية هذا التاريخ حتى يجعل من ترشحه حدثاً بارزاً مما جعله مادة دسمة لشتى وسائل الإعلام المحلية و العربية رغم انه كان منتظراً من قبل الجميع لكن غياب أحداث رياضية أخرى في ظل تزامن تاريخ الإعلان مع احتفالات أعياد الميلاد و توقف النشاط الكروي في اغلب البلدان الأوروبية جعل ترشح روراوة في واجهة الأحداث الرياضية خاصة أن المعطيات تؤكد بأنه سيكون المرشح الوحيد و في أسوء الأحوال سينافسه احد الأرانب ممن يرضون بدور تنشيط العمومية الانتخابية. 12 - إقصاء ممثلي الجزائر في إفريقيا عرض مستمر على عكس المنتخب الذي تألق قارياً فأن ممثلاً الجزائر في إفريقيا سقطا سقوطاً حراً و خرجا من مشاركتيهما بخفي حنين مما يؤكد ضعف الأندية الجزائرية على الصعيد الخارجي مقارنة على الأقل بالأندية العربية التي تسيطر بالطول و العرض ، و لأول مرة اقتصر التمثيل الجزائري على ناديين فقط بعد إعلان شبيبة القبائل انسحابه من كأس الكنفدرالية التي تأهل لها بصفته بطل الكأس لعام 2011 ، لذلك شارك البطل أولمبيك الشلف و وصيفه شبيبة بجاية في دوري الأبطال ، فالبطل تمكن من العبور إلى دور المجموعات لكنه مني بثلاث هزائم متتالية جعلته يقصى مبكراً ، بينما لم تتعدى مشاركة بجاية الدور الأول و أقصي من طرف نادي أكاديمية بماكو المالي الذي فاز على البجاويين ذهاباً و إياباً.
