ليضع نفسه وفريقه في اختبار قدرات حقيقي طالما سعي إليه طوال عام كامل. هذا المباراة التي يحتضنها استاد مدينة الشيخ زايد الرياضية بالعاصمة الإماراتية أبوظبي, تأتي في إطار استعدادات المنتخب الوطني لاستكمال مشواره في التصفيات الإفريقية المؤهلة لكأس العالم بمواجهة منتخب زيمبابوي في مارس المقبل, كما أنها تأتي ضمن برنامج الإعداد لمنتخب النجوم السوداء قبل المشاركة في كأس الأمم الإفريقية التي لم يتبق علي انطلاقها سوي أيام معدودة. وعلي الرغم من أن الأوراق الرسمية تشير إلي أن اللقاء ودي ولايحمل أي طابع رسمي, إلا أن كل المؤشرات الواقعية تؤكد أنه لن يكون وديا بالمرة, فمنتخب غانا لديه ثأر قديم مع فراعنة النيل يعود تاريخه إلي عام2010 عندما فازت مصر علي غانا في نهائي كأس الأمم الإفريقية بأنجولا, وقبلها أحرز منتخب مصر كأس الأمم عام2008 التي استضافتها غانا, ليكتفي أصحاب الأرض بمشاهدة لاعبي مصر يحتفلون بالكأس. لكن ما بين عامي2010 و2013 تغيرت أمور كثيرة في المعسكرين, فمنتخب مصر أصبح له جهاز فني جديد استلم المسئولية من المخضرم حسن شحاتة الذي كان يعرف دهاليز المنتخبات الإفريقية, كما أن كتيبة اللاعبين الذي كان الواحد منهم يعتبر بيت خبرة في الكرة الإفريقية ذهبت أيام الغالبية العظمي منهم, فمنهم من غيبته الإصابة ومنهم من يغيب لتراجع المستوي, ومنهم من يغيب لمشاركته مع ناديه كلاعبي الاهلي الذين لن يلحقوا بلقاء الليلة لتواجدهم في السعودية للمشاركة في مباراة ودية, علي أن يلحقوا باللقاء الثاني أمام كوت ديفوار يوم الإثنين المقبل. لهذه الأسباب فلا يمكن اتخاذ اللقاءات السابقة بين مصر وغانا قاعدة للاستنتاج لما يمكن أن يجري باستاد مدينة زايد, خاصة في ظل اعترافنا بحقيقة لايمكن نكرانها وهي أن غانا كانت قاب قوسين أو أدني من الفوز بكأس الأمم الإفريقية عام2010, والعنصر الوحيد الذي رجح كفة منتخب مصر وقتها هو الخبرة, لكن اليوم هناك عدد كبير من اللاعبين الصاعدين الباحثين عن تثبيت الأقدام واكتساب الخبرات, لذلك فالوضع مختلف. هذا بالإضافة إلي أن منتخب مصر يدخل اللقاء بدون لاعبيه المحترفين, في الوقت الذي حضر فيه منتخب غانا للإمارات بكامل كتيبته من المحترفين وبالتالي فإن هذه الحسابات النظرية تشير إلي أن الفراعنة في وضع صعب للغاية, لكن الجهاز الفني للمنتخب بقيادة بوب برادلي يري المباراة من منظور مغاير تماما, فالرجل يعترف بكل الفوارق التي ذكرناها لكنه يعتبر أنه طالما سعي إلي مثل هذه اللقاءات الثقيلة, ليعرف إلي أين وصل لاعبوه بعد عام كامل من العمل المتواصل, لكن في الوقت نفسه فإنه يعترف أنه كان يتمني أن لو كان كل لاعبيه موجودين تحت تصرفه حتي يكون الاختبار مكتملا, لكنه كمدير فني سيطالب من يرتدي قميص المنتخب بأن يلعب وأن يؤدي كما تعلم وتدرب, أما النتيجة فلا تهم!. في المعسكر الآخر, هناك حالة من التركيز الشديد في هذا اللقاء بالذات لأنه الأخير للفريق قبل شد الرحال لجنوب إفريقيا لبدء المعترك الإفريقي بمواجهة تونس. ولأن منتخب مصر لايزال يحتفظ بسمعته الإفريقية, فقد قرر الجهاز الفني للنجوم السوداء إلغاء مباراة ودية أمام الكونغو من أجل اللعب مع مصر, لأنه يريد أن يضع لاعبيه في تحد حقيقي لاكتشاف الأخطاء التي لاتظهر سوي عند اللعب مع الكبار. من الناحية الفنية, يعتبر منتخب غانا من المنتخبات التي تلعب كرة جميلة ويمتاز الفريق بامتلاك عدد كبيرمن اللاعبين المميزين الذين يفضلون لعب الكرة علي الأرض, لكن يعيبهم الحماس الزائد وقلة الخبرة والاندفاع وراء اللعب الجمالي الذي يأتي في بعض الأحيان علي حساب النواحي الخططية, وأخيرا فقد تقرر استبعاد نجم الفريق أندريه أيو لاعب مرسيليا المصاب