وفي اليوم الرابع انحسرت العاصفة التي اجتاحت لبنان واطلق عليها اسم اولغا، فاستفاد بعض المواطنين من تحسّن الطقس والخروج للتمتع بالثلج الناصع، بينما تذمر آخرون من الاضرار التي خلّفتها العاصفة. بيروت: انه الابيض الناصع اكتسح قرى لم تكن تشهد سقوط الثلج من قبل، فقد افترش طرق وقراميد وادراج بلدات عدة على ارتفاع لم يتجاوز ال600 متر، وهكذا بدت تلك البلدات وكأنها مغمورة بعطف البارد الناصع، الذي لفها من ادناها الى اقصاها. واستفاد المواطنون من تحسن الطقس الامس واليوم وتوجهوا الى الساحات حيث عمدوا الى اللعب بالثلج واختلاق رجل الثلج كي يبقى شاهدًا على مرحهم ولعبهم. البعض اعتبر الثلج نعمة، آخرون نقمة، وكان اولاد المدارس الاكثر بهجة في التعبير عن فرحهم، كيف لا والزائر الابيض ادى الى اقفال المدارس ل 3 ايام في لبنان. رودريك خوري كان يصنع رجل الثلج مع اخوته، وعبر عن فرحته بسقوط الثلوج في منطقته، وكيف ان الامر ادى الى تعطيل المدارس لمدة 3 ايام، خصوصًا ان خلال تلك الفترة كانت الاعياد لا تزال مستمرة. أصحاب المحال التجارية ازالوا الثلج قرب محالهم، واملوا ان تكون العاصفة قد انتهت لان خلال اليومين الماضيين لم يستطيعوا الوصول الى محالهم لتأمين قوت اولادهم، فالثلج بالنسبة لهم ليس سوى ضيق، رغم ان الامر يشكل للكثرين مصدرًا للبهجة والسرور. كاتيا سعد تعمل في احد السوبرماركت في المنطقة لم تستطع الوصول اليها بسبب تكاثف الثلج، فاغتنمت الفرصة للبقاء مع اولادها وتعليمهم دروسهم، وتعتبر ان تساقط الثلج بكثافة على لبنان اليوم هو دليل جيد ومؤشر على توافر المياه خلال الصيف طبعًا اذا استفاد اللبناني من كمية الامطار والثلوج التي هطلت، لكن للاسف فهي تذهب سدى الى البحر من دون الاستفادة غالبًا من هذه الثروة المائية. رغم الثوب الابيض الذي تطرحه الثلوج على مختلف الضيع في لبنان، الا ان آثارها بعد الذوبان تخلّف برك مياه وحفريات على البلديات ان تهتم بها، ويقول احد العاملين في بلدية بيت مري، ان قساوة الثلج تظهر خصوصًا بعد ذوبانه، ما يضطر البلديات الى القيام باعمال تزفيت جديدة، تفاديًا لاي خلل للسيارات خلال مرورها بالمنطقة. اما في مناطق جبلية عالية فقد ادت الثلوج الى قطع الطرق ما ابقى بعض المواطنين في منازلهم، ولم يستطيعوا بالتالي التوجه الى اعمالهم. وتركت العاصفة التي اطلق عليها اسم "اولغا" وكان مصدرها روسيا، أضرارًا وانهيارات في عددٍ من المناطق، وفي اليوم الرابع الذي شهد انحسارَها، أرخت بثوبها الأبيض على الجبال اللبنانية. وانشغل اللبنانيون بعد انتهاء العاصفة بجرف المياه من منازلهم ومن المحال التجارية بمساعدة البلديات فيما كانت المياه لا تزال تتدفق من المناطق المرتفعة وتسحب معها الأتربة والوحول. وخلفت العاصفة اضرارًا جسيمة في الشوارع والاشجار والسيارات والمزروعات مع بعض الانهيارات لحوائط الدعم، وتحولت بعض الطرق الى طبقات جليدية تسببت بعدد من حوادث السير كما شلت العاصفة الحركة في بعض المناطق. وفي البقاع حاصرت السيول والفياضانات التي خرجت من نهري الليطاني والغزيل المنازل والأهالي في قرى المرج وحوش الحريمة وغزة ودخلت المياه الى المنازل الأمر الذي أدى الى اخلاء بعض الأهالي لمنازلها. في سياق آخر شكا بعض المزارعين ومربوالدواجن في بعض المناطق من أن العاصفة الثلجية حطمت العديد من مزارع الدجاج.