أيام قليلة تفصلنا عن دورة الألعاب الاولمبية الصيفية التي ستحتضنها العاصمة البريطانية لندن خلال الفترة من 15 يونيو الى 14 يوليو القادم، ورغم ذلك ما زال مصير المشاركة اليمنية في أكبر تظاهرة رياضية في العالم مجهولاً. "الجمهور" تناقش الآثار السلبية على اليمن والرياضة اليمنية المترتبة على ضبابية المشاركة في أولمبياد لندن.. تمثل دورة الالعاب الأولمبية أهمية بالغة لدى كافة دول العالم، كونها ليست فقط مجرد تظاهرة رياضية تقام كل 4 سنوات، وانما تمثل "مقياساً" مباشرا لتقدم ورقي الشعوب بالميداليات والأرقام. وفي هذا الصدد نضرب عددا من الأمثلة على الأهمية الكبيرة التي تحتلها دورة الألعاب الاولمبية بالنسبة لكافة الدول. أولمبياد هتلر فالزعيم النازي الالماني أودلف هتلر حرص على الحصول على حق استضافة دورة الالعاب الاولمبية في مدينة ميونخ عام ( ) وحضر حفل الافتتاح وخصص موازنات مالية كبيرة لإعداد الابطال والفرق الالمانية لخوض منافسات الدورة، وكل ذلك من أجل تحقيق أهداف سياسية بالدرجة الأولى، منها إبراز ألمانيا كقوة عظمى، وهو ما ترتب عليه لاحقا اجتياح الجيش الالماني لعدد من الدول الأوربية ونشوب الحرب العالمية الثانية. أمريكا وروسيا وعندما برزت كل من الولاياتالمتحدةالامريكية والاتحاد السوفيتي كقطبين للنظام العالمي، سعت كل منهما الى اظهار قوتها وتفوقها عبر الدورات الاولمبية، عرف بحقبة الحرب الباردة وصل التنافس بين الدولتين العظميين الى أوجه، واستضافت موسكو أولمبياد 1980م، وأعلنت أمريكا مقاطعتها لهذا الاولمبياد.. وعندما حان الدور على امريكا لاستضافة الاولمبياد التالي عام 1984م في مدينة لوس انجلوس رد الاتحاد السوفيتي بالمثل وأعلن مقاطعته للاولمبياد. وظل التنافس سجالاً بين الأبطال الرياضيين الأمريكان والروس على صدارة الترتيب العام للدورات الاولمبية حتى أولمبياد برشلونة عام 1992م، والذي شهد آخر مشاركة موحدة لدول الاتحاد السوفيتي، بعد مرور عامين على انهيار المنظومة السوفيتية وتجزئها إلى 15 دولة. مقياس بالأرقام وإجمالا فان دورة الالعاب الاولمبية تمثل معياراً رقميا يعكس مدى نهوض وتقدم أية دولة في العالم، فتحقيق بلد ما لعدد اكبر من الميداليات وتقدمه في الترتيب العام للدول في اي أولمبياد بالمقارنة مع ميداليات ابطاله وترتيبه في اي أولمبياد سابق، يعني أن هذا البلد حقق قفزة كبيرة على كافة المستويات السياسية والاقتصادية والثقافية والتنموية والحضارية. اليمن "دائماً" وبالنسبة لليمن فقد ظلت مشاركاً دائماً في الدورات الأولمبية ولم يستطع أي بطل من أبطالها الرياضيين حتى اليوم تحقيق أية ميدالية أولمبية. تقليص وشهدت السنوات الأخيرة تقليصاً كبيراً في حجم البعثة اليمنية المشاركة في الأولمبياد، وصل في آخر دورة أولمبية "أولمبياد بكين 2008م" الى لاعبين اثنين فقط في ألعاب القوى، وذلك لأسباب مالية وفنية يطول شرحها. أدنى مستوى لكن الرياضة اليمنية لم تشهد أدنى مستوى لها من التعامل مع أهم وأبرز الأحداث الرياضية في العالم كما هو حاصل هذه الأيام. ولا إعداد فحتى الآن ما زلت اللجنة الأولمبية اليمنية بدون اية استراتيجية واضحة او موقف محدد من المشاركة اليمنية في أولمبياد لندن والالعاب المشاركة في الاولمبياد، فضلاً عن عملية الاعداد رغم ان الوقت بات متأخرا جدا في هذا الجانب. الاعتذار المفاجئ والخوف كل الخوف ان نفاجأ بإعلان اللجنة الأولمبية اليمنية لقرار اعتذار اليمن عن المشاركة في الاولمبياد العالمي، في وقت نحن بأمس الحاجة فيه الى اظهار اليمن خارجيا كبلد حضاري ديمقراطي، رغم ما يمر به من ظروف وأزمات سياسية واقتصادية وأمنية، كون غياب اليمن عن هذه الفعالية سيترك انطباعاً لدى كافة دول العالم بأن اليمن بلد مهيأ للتشرذم والحروب الأهلية.. فهل تعي قيادات الرياضة اليمنية ذلك؟!!.