الحديث عن الكهرباء حديث كله قهر وسخط وغضب فقد عملت هذه الخدمة على خلق حالة من الغضب العارم لدى المواطن وذلك بسبب انقطاعها المستمر والمتكرر لساعات طوال قد يشمل اليوم بأكمله، والغريب في الأمر ان الحالة زادت في الآونة الاخيرة خاصة على مدينة رداع التي تكاد تنعدم فيها الكهرباء وتتضح العشوائية في أن الكهرباء ما ان تعود حتى تنقطع وهكذا لدرجة ان المواطن اصبح بارعاً في رقصة البرع بين اتريك الغاز ومفتاح الكهرباء، أما من يملك موتوراً كهربائياً فلا يقل مهارة في رقصة البرع هذه لأن مسلسل "طفي لصي" زاد عن حده ما اشعر المواطن بأنه يتعرض للاستخفاف من القائمين على هذه الخدمة، حيث لا يأبهون بأجهزة الناس ولا بأعمالهم ومشاغلهم.. النساء يشكون.. الطعام يتلف.. الأجهزة تتلف.. الطلاب يعانون من المذاكرة على ضوء الشموع الهزيلة.. الحر الشديد صعبة عيشة الناس.. الحقيقة ان حال الكهرباء خاصة في مدينة رداع حال مزرٍ ويدل على عدم وجود مسؤولين يقومون بعملهم في رداع وعلى عدم كفاءة القائمين على وزارة الكهرباء، لذا نطالب من وزير الكهرباء الذي اثبت فشله في إدارة هذه المؤسسة ان يستقيل وان يتركها لمن يستطيع ادارتها، أما المسؤولون في رداع فهم في العسل نائمون وللصمت ميالون وعن الحقيقة يعرضون ولأوضاع المواطنين لا يبالون، لذا نؤكد ان رداع بلا قيادة وبلا مسؤولين، ما يدفعنا إلى هذا الكلام هو الوضع الذي لم يعد يطاق فحين تتصل للرقم 177 لمعرفة سبب الانطفاء يجيبك من البيضاء موظف يقول "لا علاقة لنا برداع رداع تتبع ذمار في الكهرباء" وحين تحاول التواصل مع ذمار الخط مشغول، وهكذا هي اوضاع رداع وقضاياها يتم الرجم بها من شخص إلى آخر ومن محافظة إلى اخرى.. رداع يا سادتي قصة حزن طويلة من الاهمال والتسيب.. الكهرباء غير متوفرة.. الماء منعدم.. المجاري طافحة والمواطن البسيط مغلوب على أمره.. إن الوضع القائم جعلنا نتساءل: هل عدنا إلى عهد الإمام أم ما زلنا ننعم بخير الوحدة؟!. وما يزيد الوضع استفزازاً هو حين يوزع موظف الكهرباء وبكل بساطة فواتير لخدمة منعدمة، ماذا يفعل المواطن في هذه الحالة؟!.. هل يفقد عقله؟!.. يرتاح هؤلاء.. اما بعض المواطنين فيفاجأون بان المؤسسة الفاشلة تقطع الخدمة المنقطعة أصلاً بحجة عدم سداد الفواتير المصابة بتضخم لا علاج له سوى أن نقاطع جميعاً هذه الخدمة المتردية ونشتري لانفسنا مولدات نستخدمها حسب حاجتنا، ولعمري لهو الفشل الذريع في حكومة تشتري الكهرباء من التجار وتبيعها بأقل مما اشترته، ولو ان هذه الحكومة تملك عقل طفل صغير لوفرت على نفسها الكثير بان تستثمر هي الكهرباء أو ان الموازنة تقل عند المشاريع الاستراتيجية وتكثر عند شراء السيارات للمسؤولين وتغيير أثاث منازلهم وشراء فساتين لنسائهم، نرجو من حكومة الاوضاع المتردية الانسحاب واعلان الفشل الذي ظهر وبان، وعلى المواطن ان يحسن الاختيار في البرلمان القادم لا نريد تجاراً ولا مشائخ ولا أعياناً نريد الشباب المثقف المتعلم.