محاولة اغتيال لشيخ حضرمي داعم للقضية الجنوبية والمجلس الانتقالي    الحزب الاشتراكي اليمني سيجر الجنوبيين للعداء مرة أخرى مع المحور العربي    أجمل دعاء تبدأ به يومك .. واظب عليه قبل مغادرة المنزل    احتجاجات للمطالبة بصرف الراتب في عدن    "تسمين الخنازير" و"ذبحها": فخ جديد لسرقة ملايين الدولارات من اليمنيين    الكشف عن آخر التطورات الصحية لفنان العرب "محمد عبده" بعد إعلان إصابته بالسرطان - فيديو    دورتموند يقصي سان جرمان ويتأهل لنهائي دوري أبطال أوروبا    ذمار: أهالي المدينة يعانون من طفح المجاري وتكدس القمامة وانتشار الأوبئة    ردة فعل مفاجئة من أهل فتاة بعدما علموا أنها خرجت مع عريسها بعد الملكة دون استئذانهم    اعلامي مقرب من الانتقالي :الرئيس العليمي جنب الجنوب الفتنة والاقتتال الداخلي    نيمار يساهم في اغاثة المتضررين من الفيضانات في البرازيل    دوري ابطال اوروبا: دورتموند يجدد فوزه امامPSG    قصة غريبة وعجيبة...باع محله الذي يساوي الملايين ب15 الف ريال لشراء سيارة للقيام بهذا الامر بقلب صنعاء    إهانة وإذلال قيادات الدولة ورجالات حزب المؤتمر بصنعاء تثير غضب الشرعية وهكذا علقت! (شاهد)    زنجبار أبين تُودّع أربعة مجرمين... درس قاسٍ لمن تسول له نفسه المساس بأمن المجتمع    اتفاق قبلي يخمد نيران الفتنة في الحد بيافع(وثيقة)    شبكة تزوير "مائة دولار" تُثير الذعر بين التجار والصرافين... الأجهزة الأمنية تُنقذ الموقف في المهرة    الأمم المتحدة: لا نستطيع إدخال المساعدات إلى غزة    صنعاء.. إصابة امين عام نقابة الصحفيين ومقربين منه برصاص مسلحين    وداعاً صديقي المناضل محسن بن فريد    البنك المركزي اليمني يكشف ممارسات حوثية تدميرية للقطاع المصرفي مميز    وزير المياه والبيئة يبحث مع اليونيسف دعم مشاريع المياه والصرف الصحي مميز    ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 34789 شهيدا و78204 جرحى    قيادات حوثية تتصدر قائمة التجار الوحيدين لاستيرات مبيدات ممنوعة    فرقاطة إيطالية تصد هجوماً للحوثيين وتسقط طائرة مسيرة في خليج عدن مميز    الاتحاد الأوروبي يخصص 125 مليون يورو لمواجهة الاحتياجات الإنسانية في اليمن مميز    أبو زرعه المحرّمي يلتقي قيادة وزارة الشؤون الإجتماعية والعمل    مركز الملك سلمان للإغاثة يدشن توزيع المساعدات الإيوائية للمتضررين من السيول في مديرية بيحان بمحافظة شبوة    ارتفاع اسعار النفط لليوم الثاني على التوالي    العين يوفر طائرتين لمشجعيه لدعمه امام يوكوهاما    ريال مدريد الإسباني يستضيف بايرن ميونيخ الألماني غدا في إياب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا    تنديد حكومي بجرائم المليشيا بحق أهالي "الدقاونة" بالحديدة وتقاعس بعثة الأمم المتحدة    الأمم المتحدة: أكثر من 4.5 مليون طفل في اليمن خارج المدرسة مميز    مجلس النواب ينظر في استبدال محافظ الحديدة بدلا عن وزير المالية في رئاسة مجلس إدارة صندوق دعم الحديدة    باصالح والحسني.. والتفوق الدولي!!    هل السلام ضرورة سعودية أم إسرائيلية؟    وصول باخرة وقود لكهرباء عدن مساء الغد الأربعاء    طلاب تعز.. والامتحان الصعب    كوريا الجنوبية المحطة الجديدة لسلسلة بطولات أرامكو للفرق المقدمة من صندوق الاستثمارات العامة    الهلال يهزم الأهلي ويقترب من التتويج بطلا للدوري السعودي    الرئيس الزُبيدي يبحث مع مسئول هندي التعاون العسكري والأمني    دار الأوبرا القطرية تستضيف حفلة ''نغم يمني في الدوحة'' (فيديو)    صفات أهل الله وخاصته.. تعرف عليها عسى أن تكون منهم    وتستمر الفضايح.. 4 قيادات حوثية تجني شهريا 19 مليون دولار من مؤسسة الاتصالات!    شاهد: قهوة البصل تجتاح مواقع التواصل.. والكشف عن طريقة تحضيرها    ضجة بعد نشر فيديو لفنانة عربية شهيرة مع جنرال بارز في الجيش .. شاهد    البشائر العشر لمن واظب على صلاة الفجر    الشيخ علي جمعة: القرآن الكريم نزَل في الحجاز وقُرِأ في مصر    البدعة و الترفيه    حقيقة وفاة محافظ لحج التركي    تعز: 7 حالات وفاة وأكثر من 600 إصابة بالكوليرا منذ مطلع العام الجاري    ها نحن في جحر الحمار الداخلي    يا أبناء عدن: احمدوا الله على انقطاع الكهرباء فهي ضارة وملعونة و"بنت" كلب    الثلاثاء القادم في مصر مؤسسة تكوين تستضيف الروائيين (المقري ونصر الله)    في ظل موجة جديدة تضرب المحافظة.. وفاة وإصابة أكثر من 27 شخصا بالكوليرا في إب    تعز مدينة الدهشة والبرود والفرح الحزين    صحيح العقيدة اهم من سن القوانين.. قيادة السيارة ومبايض المرأة    النخب اليمنية و"أشرف"... (قصة حقيقية)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ناطق المشترك الأستاذ محمد المنصور ل"الجمهور":اليمن لم تعد تحتمل رئيس انتقالي ضعيف وحكومة تقاسم مريضة
نشر في الجمهور يوم 05 - 10 - 2013


- هادي أصبح مثل "لعبة الحبل" وأنا ضد التمديد له
- كنا نراهن أن الرئيس سيكون خارج الصراع لكنه أثبت أنه جزء من لعبة الصراع
- رئيس لا يقدر على تنفيذ قرار أصدره قبل 5 أشهر.. يعتبر عجز مبين
- تفتيت الجيش وتفكيكه وقتل منتسبيه بهدف تدمير البنية العسكرية والأمنية خدمة لأعداء اليمن
- أوجه الاتهام للرئيس هادي شخصياً بالتستر على مرتكبي جرائم التفجير والاغتيالات
- المشترك يمر الآن بفترة برزخية ولم نستطع عقد اجتماع واحد منذ 4 أشهر
- "الإخوان" ثقافتهم شمولية تقوم على الولاء والطاعة والتقليد الأعمى لمرجعيات غير ديمقراطية
- الفترة الانتقالية لم يتحقق فيها شيء ونطالب بإنهائها
- "الإصلاح" يريد أن يحصر فكرة الخروج على الحاكم في علي عبدالله صالح فقط
- ندين الإقصاء الوظيفي لكوادر المؤتمر ونطالبهم أن يتجهوا إلى القضاء وسأكون أول من يتضامن معهم
- فريق من داخل السلطة يتولى تجنيد الشباب وإرسالهم إلى سوريا، وأطالب هادي بكشفهم للرأي العام
- يجب على الإخوان أن يؤمنوا بالشراكة ويجب إقتلاع ثقافة الاستبداد واستبدالها بثقافة القبول بالآخر
- هادي لم يستطع ان يخلق كتلة شعبية ولا يهمه الحصول على تأييد الشارع بقدر ما يهمه الغطاء الخارجي
- 27 ألف يمني يقاتلون في سوريا سيعودون قنابل موقوتة
- كنا نتمنى على رئيس الجمهورية ان يزيح مراكز القوى ليصبح رئيساً لكل اليمنيين ويحكم باسم الدستور والقانون لا أن يظل مرتهناً لهذه القوى
- المشكلة في المتحاورين وليس في مؤتمر الحوار الوطني وأيضاً في مراكز القوى التي تصدر مشاكلها إلى داخل المؤتمر
- نعيش نفس الوضع في الصومال تقريباً استهدافات وارتباط استخباراتي شديد ومفضوح مع جهاز المخابرات الأمريكية
لا يحتاج الأستاذ محمد المنصور- الناطق بإسم أحزاب اللقاء المشترك والقيادي البارز في حزب الحق- لمن يُعرِّف به.. فحضوره السياسي وآراءه الصريحة تجاه الكثير من القضايا ونقده اللاذع الذي لم يسلم منه حتى حزب الحق نفسه، كل ذلك جعل منه اسماً يُرجح كفة الميزان السياسي..
التقيناه في صحيفة "الجمهور" وأجرينا معه هذا الحوار الذي تناولنا فيه الكثير من القضايا الهامة.. فإلى المحصلة..
* نشرت عدد من المواقع الأخبارية مؤخراً تصريحاً لك بأن اللقاء المشترك بصدد عقد اجتماع لتحديد موقفه من التمديد للرئيس الانتقالي عبد ربه منصور هادي.. هل اجتمعتم؟
** في البداية أرحب بك أيها الزميل وبصحيفة الجمهور.. وأنفي نفياً قاطعاً أن أكون قد صرحت لأي وسيلة إعلامية بتحديد موعد لاجتماع اللقاء المشترك.. هذا لم يحصل أبداً.. وأنا كنت وكل الأخوة في اللقاء المشترك نحبذ أن تجتمع قيادات اللقاء المشترك.. ولكن منذ أربعة أشهر ولم نستطع أن نعقد اجتماعاً واحداً.
* لماذا؟
** لأسباب كثيرة.. أولها أن مؤتمر الحوار الوطني استغرق أو يكاد يكون استغرق كل وقت الأخوة المشاركين فيه ومنهم أمناء عموم الأحزاب المشاركة في رئاسة مؤتمر الحوار الوطني، وكأن كل قضايا المشترك قد تم ترحيلها إلى داخل مؤتمر الحوار الوطني.. وبالتالي فاللقاء المشترك يمر الآن بفترة (برزخية) فهو إما أن يتجاوز هذه الفترة ويستعيد لحمته وعافيته، أو أن يصبح اللقاء المشترك ذكرى طيبة.
المشترك ذاب
* تقصد أن اللقاء المشترك تجمد في مكانه بمجرد أن بدأ مؤتمر الحوار الوطني؟
** أستطيع أن أقول أن اللقاء المشترك ذاب في داخل الحوار الوطني.
* على أساس أن ممثلي المشترك في مؤتمر الحوار هم كل شيء في المشترك؟
** هم للأسف الآن لا يمثلون المشترك في الحوار وإنما يمثلون أحزابهم.. كان لدينا طموح بأن يكون المشاركون داخل الحوار الوطني ممثلين للقاء المشترك، ولكن في الحقيقة، الآن وبعد أن اتضحت مواقف الأحزاب- كل حزب على حدة- من مختلف القضايا اتضح بأنه لم يعد ثمة لقاء مشترك وإنما هناك مواقف لأحزاب.. كل حزب قدم رؤيته، وبالتالي فما كنا نرجوه هو أن تكون هناك رؤية موحدة تساعد البلد على الخروج من أزماته.. على الأقل فيما يتعلق بالقضية الجنوبية أو بشكل الدولة.. لو أن اللقاء المشترك كان قد حسم أمره داخل اللقاء المشترك لما كنا في هذه الربكة الحاصلة الآن في مؤتمر الحوار الوطني.
* أفهم أن المشاكل التي كانت حاصلة داخل اللقاء المشترك، انتقلت نفسها مع أشخاصها إلى مؤتمر الحوار الوطني؟
** تقريباً.. مع إضافة المؤتمر الشعبي العام.. انتقلت التباينات أو رُحِّلَ التباين حول شكل الدولة والقضية الخلافية الأساسية إلى مؤتمر الحوار الوطني التي هي في جوهرها خلاف بين خمسة أحزاب وبين التجمع اليمني للإصلاح.. ويضاف إليه المؤتمر الشعبي العام لأن موقف المؤتمر يشبه إلى حد كبير موقف الإصلاح فيما يتعلق بشكل الدولة القادم..
ضد التمديد
* سنعود إلى هذا المحور.. بالنسبة لموضوع التمديد للرئيس الانتقالي.. أفهم من إجابتك السابقة أنه لم يُطرح إطلاقاً فيما بينكم داخل اللقاء المشترك؟
** لم يجتمع المشترك منذ حوالي أربعة أشهر.. أنا ناطق رسمي باسم اللقاء المشترك، ولكني لم أرأس.. يعني دعونا إلى عقد اجتماعات للقاء المشترك حوالي ست مرات ولم يكتمل النصاب بسبب انشغالات نصف أعضاء المجلس الأعلى، وفي هذه الحالة يتعذر انعقاد المجلس الأعلى في غياب هذا العدد الكبير من أمناء العموم.
* أريد أن أعرف موقفك من التمديد للرئيس الانتقالي؟
** أنا شخصياً ضد التمديد، ومع أن يكمل عبد ربه منصور هادي فترته الانتقالية، وأن ندخل في مرحلة جديدة بوجوه جديدة، وأن يصبح لدينا هم كبير، وهو هم تطبيق مخرجات مؤتمر الحوار الوطني وتنفيذها، لأنها الطريق والمخرج الوحيد لتجنب الحرب الأهلية، وتجنب الانفجار.
* ما زلت إلى حد الآن تخشى الحرب الأهلية؟
** الآن كل بوادر الحرب الأهلية موجودة.. لا يوجد يقين أو إجماع على قضية واحدة لدى الرأي العام في اليمن، هناك الآن نزعات نحو التشظي.. نحوالتفكيك.. نحو التفتيت.. نحو أكثر من فيدرالية.
* ألم تأت المبادرة الخليجية لتنقذ اليمن من الحرب الأهلية.. كما يردد الكثير من السياسيين.. لماذا ما زال شبح الحرب الأهلية مسيطراً حتى الآن؟
** لأن هناك بعض القوى والفرقاء الذين لديهم أسلحة كثيرة، ولديهم أتباع ولديهم مال ولديهم نفوذ، ما زالوا بنفس العقليات التي سبقت "ثورة" 11 فبراير، وربما أكثر، وما زال كل طرف متمسك بقناعاته.. نعم تم دمج المؤسسة العسكرية لكنك لا تضمن ولاء الوحدات والألوية العسكرية والكتائب من أنها تتحول وتعود إلى ولاءاتها السابقة لتشارك في أي حماقات يمكن أن يقدم عليها الطرفان.
لُعبة الحبل
* بتاريخ 16 سبتمبر 2013م نشرت على صفحتك في الفيس بوك قائلاً: (إذا كان ثمة تمديد لعبد ربه منصور هادي فالسؤال ماهو الثمن الذي حصلت عليه الأطراف المؤيدة للتمديد؟) ما الذي قصدته ب"الثمن" هل هو مكسب مالي أو سياسي أو سيطرة وظيفية.. أم ماذا؟
** الصراع الآن يتم داخل السلطة وليس من خارجها.. وبالطبع أن الفرقاء الموجودون داخل السلطة كل واحد منهم يهمه أن يحسن مواقعه وأن يضيف إليها مواقع أخرى، أن يضمن بقاء الموالين والمحاسيب داخل هذه السلطة، وبالتالي من داخل هذه السلطة – الأمنية، العسكرية، السياسية، الدبلوماسية- ترى الصراع متجلياً، الكل لا يريد أن تتراجع نسبته في التمثيل داخل السلطة.. هذا ما قصدته أنا ب"الثمن".. أيضا هناك حسابات لكل طرف، هناك طرف يريد أن يبتلع الطرف الآخر بواسطة عبدربه منصور هادي، وطرف يريد أن يُثبَّت واقعه بواسطة عبد ربه منصور هادي، فهادي أصبح الآن مثل "لعبة الحبل".. هو الطرف الذي تلتقي إليه جميع الأطراف، وكل طرف يريد أن يشده إليه، وبهذه الكيفية رأينا أن المرحلة الانتقالية في الفترة الماضية لم يتحقق فيها ما كنا نصبو إليه من أمن واستقرار وطمأنينة ونقل كامل للسلطة، وإنما تحقق فيها الشيء القليل والذي يكاد يتم الآن العبث به، الكهرباء الآن دمرت، نكاد ندخل الآن في أزمة وقود خانقة.. أزمة خدمات خانقة.. يعني الأشياء التي كان يباهي بها عبد ربه منصور وبأنه حققها خلال الفترة الماضية.. الآن تكاد تكون لا شيء.. أليس كذلك؟.. ألم يذكر عبد ربه منصور هادي في أكثر من خطاب له قائلاً (حققنا الأمن والاستقرار ومنعنا المتارس).. الآن في خلال أسبوع أو أسبوعين فقط يتم نسف كل ما قام به وكل ما تحقق في تلك الفترة..
* أفهم من كلامك أن أي تمديد للمرحلة الانتقالية هو تمديد للفساد وللهيمنة والاستحواذ والتردي الشامل لكل أوجه الحياة؟
** إذا تم التمديد بنفس الكيفية والمواصفات والوجوه وفي ظل مبادرة خليجية، فإن الأسوأ سيكون من نصيب اليمن، ولكن إذا كان هناك رؤيا أخرى لمرحلة انتقالية قادمة بشروط جديدة وبتغيير قواعد اللعبة، فاعتقد أن هذا سيكون حلاً مناسباً، أما إذا تم بنفس الوجوه وبنفس التقاسم (50% × 50%) فستكون (العجلة) معطلة وغير قادرة على الدوران..
رئيس ضعيف
* نشرت – أيضاً- في صفحتك بالفيس بوك أن (اليمن لم تعد تحتمل رئيس انتقالي ضعيف، محاط بمراكز القوى العتيدة وحكومة تقاسم مريضة بأدواء الصراع).. هل ما زلت عند هذا الرأي..؟
** نعم.. عبد ربه منصور هادي كنا نراهن على أنه سيكون خارج الصراع، ولكن للأسف الشديد أثبت عبد ربه منصور هادي أنه جزء من لعبة الصراع، على الأقل داخل المؤتمر الشعبي العام.. وأنت ترى الصعوبات التي يعانيها المؤتمر الشعبي العام، والصعوبات التي يعانيها عبد ربه منصور هادي في اتخاذ القرار، وبطئ اتخاذ القرار.. هناك صراع حقيقي داخل المؤتمر الشعبي العام، وهناك صراع حقيقي بين المؤتمر وبين خصومه أو الطرف الآخر أو الشريك في السلطة.. هناك صراع بين أكثر من طرف.. وللأسف الشديد عبد ربه منصور هادي لا تجد أنه استطاع أن يخلق كتلة شعبية تسنده في اتخاذ قرارات قوية ضد الأطراف التي تشعر بأنها تريد عرقلة استكمال المرحلة الانتقالية والخروج من هذه المرحلة إلى وضع أفضل يشعر فيه الرئيس أنه تحرر من تلك المراكز والقوى المهيمنة.. أيضا يشعر بأنه قريب من الشعب اليمني الذي نشعر به الآن أن هناك مسافة بينه وبين الرئيس.
* برأيك.. هل عبد ربه فعلاً يحاول التحرر أم أنه لا يريد أن يتحرر من المراكز والقوى المهيمنة.. لأن الملاحظ أن رموز الفترة السابقة لا زالوا هم المحيطين به ومستشاريه حتى أن مستشاره علي محسن لم ينفذ قرار تحويل مقر الفرقة إلى حديقة.. هل تجدون أن لديه نية حقيقية في التحرر من تلك الرموز والاقتراب من الشعب أم العكس؟
** يبدو لي أن الرئيس عبد ربه منصور هادي لا تهمه الشعبية، ولا يهمه الحصول على تأييد الشارع بقدر ما يهمه الغطاء الخارجي.. يعني يستعيض عن النزول إلى الشعب والاستعانة بالشعب والاستقواء بقوى الجماهير، بما توفر له من غطاء أقليمي خليجي (سعودي وعربي) وأيضا غطاء دولي.. فهو يشعر بأنه في حلم من أنه ينزل إلى الناس ويكاشف الناس بالحقائق،ويفتح الأوراق والملفات لكي يوقف هذا العبث بالأمن وبالاستقرار، لأن الشعب اليمني الآن للأسف الشديد أصبح يكاد يدخل إلى مرحلة اليأس.. واليأس قد يؤدي إلى الانفجار.
* الابتعاد عن الشعب والارتهان للخارج.. بالتأكيد لا يصب في مصلحة عبد ربه وأن يطمح بالتمديد وهو في هذا الوضع؟
** ليس من مصلحة أحد.. نحن كنا نتمنى على رئيس الجمهورية أن يزيح مراكز القوى لكي يصبح رئيساً لكل اليمنيين، ولا يصبح فقط منحصراً تمثيله في جزء من الوطن، يعني (أبين) أو (المؤتمر) أو أيا من هذه الثنائيات.. كنا نريد أن يكون عبد ربه رئيساً لكل اليمنيين، ورئيسا يحكم باسم الدستور وباسم القانون وبالتأييد الخارجي.. يعني يستعين بالغطاء الدولي والعربي ويحقق في الداخل أشياء، لكن أن يظل مرتهناً لمراكز القوى هذه، وكما أشرت في سؤالك.. لا أدري ماهي الحيثيات التي تجعل علي محسن الأحمر لا ينفذ القرار الجمهوري بتحويل معسكر الفرقة إلى حديقة عامة.. لماذا لا ينفذ القرار الجمهوري؟ ولماذا رئيس الجمهورية لا يدخل في صراع مفتوح مع مراكز القوى هذه وسيجد الشعب إلى جانبه، ستخرج الملايين لتأييده.
* ممكن نقول أن رئيس لا يقدر على تنفيذ قرار جمهوري أصدره قبل حوالي خمسة أشهر يعتبر...؟
** (مقاطعا) هذا يعني عجز مبين..
مؤتمر الحوار
* بحدود 14 يوماً مضت على انتهاء الوقت الأصلي لمؤتمر الحوار الوطني الذي كان مقرراً انتهاؤه يوم 18 سبتمبر المنصرم.. كيف تقيم ما أنجزه مؤتمر الحوار خلال الفترة المحددة له، وهل لبى طموحات المواطنين؟
** مؤتمر الحوار الوطني هو من بنات الأفكار التي دعا إليها اللقاء المشترك، ونحن في حزب الحق، وغيرنا من القوى الوطنية كنا ولا نزال نراهن على أن حل مشاكل اليمن لا يمكن أن يأتي إلا عبر الحوار.. فالحوار هو البديل عن كل التجارب السيئة التي يخافها الناس بالحروب والتوترات وكذا.. لكن ليست المشكلة في مؤتمر الحوار الوطني وإنما في المتحاورين أنفسهم وفي مراكز القوى التي أيضا تحاول أن تصدر مشاكلها وحساباتها إلى داخل مؤتمر الحوار.. وحقيقة مؤتمر الوطني أنجز أشياء طيبة وقضايا طيبة وتبين أن اليمنيين يكادون أن يكونوا متفقين على معظم القضايا، فيما عدا قضية واحدة لو أنه جرى حلها أو النقاش حولها بروح متجردة، لوصلنا إلى حل لها، وهي قضية شكل الدولة والقضية الجنوبية بالتحديد.. فالقضايا كلها التي تم الاتفاق عليها في مؤتمر الحوار هي قضايا طيبة وهذه القضايا الطيبة التي لم تكن مثار خلاف أو صراع شديد، تدل على أن اليمنيين لديهم هدف وهو خلق دولة وطنية مدنية عادلة ولكن هناك من يعيق وجود هذه الدولة بافتعال المشاكل حول بعض القضايا التي يجب أن يتجرد الناس فيها من أنانيتهم ومن حساباتهم ومصالحهم الذاتية لتكون حسابات وطنية ساعتها سنصل إلى حلول لهذه القضايا..
انتهاك السيادة
* قرأت في منشور لك بأن (مشاريع التفتيت الجهوي والعرقي والطائفي تنشأ عندما تمر المجتمعات والشعوب بمراحل الاستعمار والاستبداد المرتبط به وحالنا في اليمن لا يختلف عن أوضاع الدول المحتلة، نفس سيناريوهات العراق وأفغانستان والصومال وذات الأدوات).. هل ممكن توضح هذا الأمر.. وماهي الأدوات التي تقصدها؟
** يعني نحن مررنا بفترة من الصراع السياسي، دخل عليه متغير الحرب على الإرهاب، ودخلت اليمن في هذا المحور (الحرب على الإرهاب) وأصبح بنك أهداف مفتوح للولايات المتحدة الأمريكية تقصف متى تشاء وتنزل بقواتها متى تشاء واستخباراتها وطائراتها الاستطلاعية تمشط الأرض والبحار اليمنية متى تشاء.. تقريباً نعيش نفس الوضع في الصومال.. استهداف هنا واستهداف هناك، وارتباط استخباري شديد ومفضوح مع جهاز المخابرات الأمريكي.. هذا الوضع مقلق، ولابد أن ندق نحوه أجراس الخطر.. يجب أن نقول أنه لابد أن تتوقف هذه اللعبة المميتة القاتلة، لعبة انتهاك السيادة.. أنا ضد القاعدة وضد الإرهاب وضد أي عمل عنيف يستهدف أي طرف داخلي أو خارجي.. أنا مع وجود قضاء يمني مستقل وعادل يحقق في كل القضايا التي يتهم فيها أشخاص يمنيون، لكن أن يأتي الأمريكي أو غير الأمريكي ويمارس القتل نيابة عن القضاء اليمني وبدون محاكمات.. فهذا انتهاك فاضح لحقوق الإنسان.. فما يجري في اليمن والعراق والصومال وأفغانستان من استهداف واستباحة للسيادة والكرامة نفس الأدوات هي التي تتحرك، ما يسمى بالمجموعات الإرهابية تفجر هنا وتقتل هناك.. ما جرى في المكلا وما جرى قبلها في شبوة وفي ميدان السبعين.. هذه الحوادث أليست مشابهة للمجازر التي تجري في العراق وفي الصومال.. قتل على الهوية، قتل بالسيارات المفخخة والفاعل يظل مجيراً لعنوان اسمه القاعدة.. بينما في الحقيقة هناك حاجة الآن لكي نخرج من هذه المرحلة التي كانت فيها اليمن مستلبة لهذه الاتجاه.. كي نخرج إلى مرحلة بناء الدولة، أنت لا تستطيع أن تبني دولة دون أن تضع حداً للتدخلات الخارجية في أمور هذه الدولة.. هذه أبسط واجبات يجب أن تقوم بها القوى الوطنية الآن.
* لكن بدلاً من أن نحد من التدخلات الخارجية.. أصبحت هذه التدخلات الآن أكثر بكثير مما كانت عليه سابقاً؟
** هذا شيء مؤسف وخطير جداً أن ننتقل هذه الانتقالة، بحيث أن البلد لا تصبح لديها سيادة، لا تصبح لديك سيادة على مواطنيك ولا على مياهك ولا أجواءك.. هذا شيء مؤسف وخطير.. يستدعي الإدانة والاستنكار والرفض.
استهداف الجيش
* الأسبوع الماضي سيطرت جماعات مسلحة على مقر القيادة العسكرية الثانية بالمكلا وقتلت وجرحت العشرات من الجنود، كما شهدت الأشهر القليلة الماضية حوادث اغتيالات لضباط وجنود معظمها داخل أمانة العاصمة.. كيف تفسر هذا الاستهداف المتعمد لقيادات وضباط الجيش اليمني، وما الهدف من ذلك ومن يخدم؟
** هذا الاستهداف لا يخدم إلا أعداء السلام والأمن والاستقرار، أعداء اليمن.. أعداء الإنسانية الذين لا يريدون لليمن واليمنيين التوجه نحو بناء دولة.. الجيش هو أهم مرتكز من مرتكزات بناء الدولة اليمنية الواحدة، والضامنة للمواطنة المتساوية.. فتفتيت الجيش وتفكيكه وقتل قيادات وضباط الجيش، يخدم هذا الهدف المشبوه.. هدف تدمير البنية العسكرية والأمنية التي ممكن أن تكون حامية للسيادة الوطنية وللدولة الوطنية المنشودة.. طبعاً هناك تصفية حسابات لاشك أنها موجودة بين أطراف الصراع الممارس.. أيضا هناك تستر من قبل السلطة.. وأنا أتهم السلطة والرئيس هادي شخصيا بالتستر على من يقومون بارتكاب الجرائم، ونحن أمام حقيقتين.. إما أن الرئيس يعرف من هم ولا يستطيع أو يجرؤ على البوح.. في هذه الحالة يتحمل المسؤولية.. أو أنه يعرف ولكنه يخفي ذلك لحسابات، وبالتالي فهو متواطئ مع جرائم القتل.. فلابد أن يكون الرئيس شفافاً ويضع الشعب اليمني أمام الحقائق.. مرة أخرى أطالب الرئيس هادي بالتوجه إلى اليمن.. إلى الشعب كشريك وليس إلى الشعب كمستمع سلبي، يعني مجرد مستمع أو مجرد متفرج على المشهد.. لابد أن يتوجه إلى اليمنيين ويصارحهم بكل الحقائق، ويضع كل الأوراق على الطاولة وسيجد الشعب اليمني سنداً له، لكن أن تظل هذه اللعبة القاتلة والمميتة والقذرة، مستمرة فهو يتحمل وقادة الأجهزة الأمنية وحكومة الأستاذ محمد سالم باسندوه وكل مواطن يمني يتحملون المسؤولية بالتواطؤ.. بالسكوت- سمها ما شئت- لكن هناك جريمة ترتكب أمام الأعين وتستمر ولا يجرؤ أحد أو يستطيع أن يوقفها.. لا يستطيع أحد فعل ذلك سوى من بيده السلطة والجيش والقوة.
تواطؤ وتستر
* يعني عدم تقديم أي متهم في كل جرائم التفجير والاغتيالات للمحاكمة يعتبر مثير للشبهات..
** "مقاطعا" مثير للشبهات ومثير للشكوك ويجعلنا نتهم الرئيس هادي بالتواطؤ أو بالتستر وعليه أن يكاشف الناس ويضعهم أمام الحقائق.
* بعض المراقبين يرون أن زيادة حوادث التفجيرات والاغتيالات والانفلات الأمني الحاصل حالياً، هدفه إيصال رسالة للمواطنين بأن الوضع لا يسمح بإنهاء المرحلة الانتقالية وأن التمديد لها أمر ضروري؟ هل توافقهم هذا الرأي؟
** التحليلات كثيرة، وتأتي في أي سياق وفي أي اتجاه نجد مبررات كثيرة.. ممكن نقرأها في هذا الاتجاه الذي تحدثت عنه، وممكن نقرأها باتجاه آخر وبأن الأطراف التي لا تريد أن تمدد، تريد أن توصل رسالة للرئيس هادي بأنك لا تستطيع أن تمدد، أيضا يمكن أن نقرأها باتجاه ثالث.. وهكذا.
لم يتحقق شيء
* بعد مرور نحو عامين على حدوث التغيير في اليمن.. ما الذي تحقق خلال هذه الفترة من المطالب التي خرج من أجلها الشباب مطلع 2011م إلى الساحات وأبرزها مطلب الدولة المدنية الحديثة، والقضاء على الفساد و.. الخ؟
** من الصعب أن نقول أن شيئاً تحقق مما كان يطالب به الشباب، وما قدموا من أجله دماءهم الطاهرة..
* تقصد أنه لم يحقق شيئاً؟
** لم يحقق شيئاً.. تحققت فقط فكرة التغيير.. كفكرة تحققت وأصبحت قضية ملموسة.. لكن حتى فكرة التغيير هذه يراد الآن مطاردتها وملاحقتها في الرؤوس وأيضا بأعمال العنف وإعمال القتل لكي يوصلوا الناس إلى قناعة بأنهم ارتكبوا حماقة أو خطأ عندما خرجوا وأعلنوا إيمانهم أو رغبتهم بالتغيير.
* ولكن حاليا هناك قوى كانت في الساحات مطالبة بالتغيير هي نفسها الآن من تحارب فكرة التغيير، وأنا أقصد تجمع الإصلاح؟
** هذه القوى ثقافتها ثقافة شمولية.. ثقافة تقوم على الولاء والطاعة والتقليد الأعمى لمرجعيات غير ديمقراطية، ومرجعيات تستند إلى الدين.. هذه هي مشكلة.. فعندما خرجوا على الحاكم باعتقاد أنه ظالم أو كذا.. هم يريدون الآن ألا تصبح الفكرة عامة وشائعة.. يريدون أن يحصروها فقط في علي عبدالله صالح، وهذا خطأ.. الحاكم الظالم يجب أن يقال له ظالم.. ويجب أن توجد المؤسسات التي تحاسبه، لأن التاريخ لا يمكن أن يقبل أو يستوعب فكرة أن الجماهير تبقى طوال السنين في الشوارع.. الجماهير خرجت من أجل أن تبني دولة يكون الرئيس فيها منتخبا وله سلطات وصلاحيات محددة ويحاسبه عليها الشعب عبر قنوات أو عبر أطر رسمية، هذه الفكرة يراد لها الآن أن تعود إلى النفوس والصدور والضمائر وتصبح حلم مرة أخرى إلى ما شاء الله من التاريخ.. ونحن نرفض هذا الأمر، ونطالب بأن يتم البت في القضايا المعلقة بمؤتمر الحوار ويتم انتهاء الفترة الانتقالية ليبدأ بعدها تطبيق ما تم الاتفاق عليه والتوجه جميعا نحو بناء الدولة.. وهذا الأمر (بناء الدولة) لا يمكن أن يتم بين ليلة وضحاها.. بناء الدولة يحتاج إلى وقت وجهود وإمكانيات وتكاتف كل اليمنيين.
مشكلة المشترك
* نعود إلى حديثك عن أحزاب اللقاء المشترك.. هل ممكن أن توضح لنا أكثر الوضع حالياً داخل تكتل المشترك، وهل ما زال هناك نوع من الانسجام بين الأحزاب المكونة للمشترك، أم أنه بتوقف الاجتماعات توقفت معها عجلة المشترك إلى الأبد؟
** هي لم تتوقف، لكن وكما أوضحت لك فإن اللقاء المشترك يتكون من عدد من القيادات، هذه القيادات معظمها مشارك في مؤتمر الحوار الوطني، وكما تعرف فإن مؤتمر الحوار مكون من عدة لجان.. يعني تستطيع تقول أن غالبية هذه اللجان مشغولة طيلة الوقت، وبالتالي المشكلة هي فنية.. عدم القدرة على التوفيق بين أن يكونوا داخل المشترك، وبين أن يكونوا متواجدين في الحوار الوطني.. هذا من ناحية، ومن ناحية ثانية لدينا في اللقاء المشترك خطة عملية لإعادة تكييف اللقاء المشترك وهيكلته بما يلبي المرحلة الجديدة.. لأن اللقاء المشترك الذي قطع مرحلة كبيرة في المعارضة هو الآن جزء من السلطة.. هذه المرحلة لها متطلبات واستحقاقات تحتاج إلى إعادة نظر.. لدينا الآن هيكلة جديدة تم إقرارها لكن فقط تحتاج إلى تفعيل لكي يصبح اللقاء المشترك مرة أخرى قادر على استيعاب المرحلة الجديدة.. وبالنسبة لما ذكرته أنت من تجاذبات داخل اللقاء المشترك حول عملية التقاسم أو غيرها، فأنا لا أخفيك بأنه من اللحظات الأولى التي شكلت فيها الحكومة كان للكثير من القوى السياسية والأحزاب داخل اللقاء المشترك مواقف معترضة على هذه الآليات وعلى هذا التوجه نحو التقاسم.. وللأسف الشديد يبدو أن ثقافة الغلبة والفيد والاستئثار تحتاج إلى فترة كبيرة قبل أن تصبح مسألة يستطيع الناس تجاوزها بما هو متفق عليه من آليات.. وتفعيل لقوانين التدوير الوظيفي والكفاءة.. بمعنى آخر نحتاج إلى وقت حتى نستوعب أننا لابد أن نكون جميعاً متساوين وشركاء سواء في أحزاب اللقاء المشترك أو من خارجها.. لا يحق لي في أحزاب اللقاء المشترك أن أزيح أي كادر أو عنصر لمجرد أنه من أحزاب أخرى.. لابد أن نستبدل الكفاءة بأكفأ وإلا كان التغيير تغييراً عبثياً.
إقصاءات
* لكن ما زال هناك الآن أصوات تُرفع داخل المشترك ولقيادات في تجمع الإصلاح مطالبة بتغيير جميع كوادر المؤتمر الشعبي العام، حتى يصبح التغيير شاملاً.. حد زعمهم؟
** هذا شطط.. أي توجه نحو تصفية الحسابات الوظيفية هو خلق لمشكلة أخرى، وأنا شخصياً حذرت داخل اللقاء المشترك وخارجه من تكرار ما حصل للأخوة الكوادر الإدارية والعسكرية في الجنوب عندما تم استبعادهم بعد حرب 1994م فأصبح لدينا مشكلة والآن يراد استبعاد كوادر أخرى في الإدارة القائمة حالياً لكي تحدث مشكلة أخرى.. فيجب أن يطبق قانون التدوير الوظيفي بنزاهة وشفافية.. ونحن ضد إزاحة أو استبدال أي موظف غير فاسد، لأن الوظيفة حق لأبناء اليمن جميعاً ولا يحق أن تخضع لمعايير الولاء الحزبي أبداً..
* وماذا عن الإقصاءات التي حصلت بالجملة للمؤتمريين المحسوبين على النظام السابق؟
** ندينها ونستنكرها ونطالب كل من تم إقصاؤهم أن يتجهوا إلى القضاء وأنا سأكون أول من يتضامن معهم.
أزمة الاخوان
* قبل تعيينك ناطق للمشترك قلت في مقال لك بعنوان (أزمة الإخوان أم أزمة الثورات الشعبية العربية) أن الأزمة اليوم هي أزمة الإخوان وتوجهاتهم الشمولية ومساعيهم للتفرد بالسلطة في تونس ومصر وسورية واليمن والكويت وقريبا السعودية والإمارات".. ووصفت الإخوان بأنهم شرهون للسلطة ولديهم رغبة في الاستحواذ والانقلاب على الشركاء وأنهم متسلطون.. فاشلون.. ركبوا موجات الثورات وقطفوا ثمارها بمؤهلات واشتراطات أمريكية). هل ما زلت عند هذا الرأي؟.
** أنا ما زلت مقتنع بأن أي طرف سياسي يمارس الإقصاء والاستحواذ ويتنكر لقيم الشراكة سيكون مثار نقد.. وأنا عندما انتقدت الإخوان لم انتقدهم إلا عن حب وكنت أتمنى أن تنجح تجربة الإخوان المسلمين في مصر وفي تونس وغيرهما من الدول العربية لكي يقدموا صورة مشرقة للإسلام وللعدالة الاجتماعية، لكن للأسف الشديد أن ثقافة الشرق المستبد ما زالت تسكننا جميعاً.. نحن بحاجة لنتواضع لكي ننقد أنفسنا وتجاربنا.. والإخوان مدعوون قبل غيرهم لنقد تجربتهم في الحكم وفي السلطة لأن ما ألاحظه عليهم الآن في مصر أنهم دخلوا في مرحلة ما تشبه لدى الشيعة مرحلة (الغيبة).. فانتظار عودة مرسي قد تطول لسنوات وقد لا يعود.. بل أنا متأكد أن مرسي لن يعود إلى السلطة.. إذا عندما لا يمكن عودة مرسي إلى السلطة.. هل الإخوان في مصر مدعوون فقط إلى أن يتحولوا إلى شبيه بالاخوة الاثنى عشرية قبل ظهور الثورة الإسلامية، يعني يدخلوا في مرحلة الغيبة وانتظار الغائب ومرحلة من اللطميات ومرحلة من الانتظار فيجب أن ينقد الإخوان أنفسهم..هم بشر ويصلحون أخطاءهم ويجب أن يؤمنوا بالشراكة.. أنت في مصر ولا تستطيع أن تستبعد الأزهر وتستبعد الكنيسة وتدخل في خصومة مع المحاميين ومع الشباب والإعلام وأهم القطاعات في مصر.. هذا لا يمكن.
شمولية الإسلاميين
* يعني ما زلت عند كلامك بأن الأحداث في مصر كشفت أن الإخوان (متسلطون.. فاشلون.. الخ)؟
** للأسف الشديد أنا كنت أتمنى أن يكون الإخوان أفضل من جاء.. لأننا رأيناهم في الميادين مشاركين في الثورة، ولكن عندما اقتربوا من السلطة تناسوا كل ما كانوا يعلنونه، واتضح أنهم لا يختلفون شمولية عن اليسار، ولا عن القوميين أو أي أحزاب أخرى.. الجميع مارسوا الشمولية في المنطقة العربية والإسلامية.. وليس فقط الإخوان المسلمين.. اليسار مارس الشمولية وقمع.. القوميون مارسوا الشمولية وقمعوا.. الإسلاميون مارسوا الشمولية ومارسوا القمع.. إذا المطلوب الآن من السياسيين والمثقفين أن يعيدوا النظر في ثقافة الاستبداد داخل المجتمعات العربية.. يجب اقتلاع ثقافة الاستبداد واستبدالها بثقافة القبول بالآخر.. ثقافة القيم والتعايش والتحضر.. لكي أثبت أنني أؤمن بالتعددية لابد أن أقبل بوجود الآخر جواري.. بوجود الآخر الديني سواء من مذهب آخر أو من دين آخر.. أيضا لابد أن أقبل عرقياً بوجود أقليات.. لو كنت أنا في العراق أو في سوريا، لا يمكن أن أستمر في قمع الأقليات، أيضا لابد أن أعطي المرأة حقها وأعطي المسيحيين حقهم، هذه الأشياء كلها في محك التجربة العامة التي حصلت، وجدنا أننا فاشلون في التطبيق كما جرى في مصر، عندما فرض محمد مرسي تعديل أو إعلان دستوري لم يرجع فيه إلى أحد ولم يصغ لصوت العقل.. أنا لم أكن مصدقاً فعلاً ما سمعته ورأيته.. خلاصة القول الجميع مارسوا القمع والاستبداد والإخوان آخر القامعين.. نتمنى ألا تطول مرحلة صدامهم بالسلطة ومرحلة الإنكار التي يعيشونها من بعد الإطاحة بمرسي، وأتمنى أن يعودوا سريعاً إلى صفوف الجماهير، وأن يراجعوا تجربتهم ويعترفوا بأخطائهم لأنهم ارتكبوا أخطاء واضحة لا لبس فيها.. وأنا هنا لست متحاملاً على الإخوان، لأنه ليس بيني وبين أحد خصومة، لكنني أنتقد من موقع المثقف والمتابع والمهتم بالشأن الإسلامي، ولأنني أنتمي إلى حزب إسلامي أيضا ويهمني أن تكون التجربة الإسلامية تجربة ناجحة وبالتالي فعلينا أن نقيم أنفسنا بصدق وموضوعية حتى لا تتكرر الأخطاء التي مارسناها في الماضي.
إستهداف سوريا
* كيف تفسر صمت المشترك عما يحدث في سوريا الشقيقة من تآمر أمريكي صهيوني عربي، وما يحدث من تجنيد للمرتزقة والإرهابيين وإرسالهم لقتل شعبنا السوري؟
** أذُكرك أن المشترك منذ أن بدأت ثورات الربيع العربي رأينا أن هناك اختلافات حول ثورة البحرين وتقييمها.. يعني نحن في حزب الحق واتحاد القوى الشعبية، كنا نرى أنه لابد أن نشير إلى ثورة البحرين، وندين القمع الحاصل ضدها.. اعترض الأخوة في الإصلاح على هذا.. فقلنا إذا نتجنب ذكر البحرين كما نتجنب ذكر سوريا، وكان هذا أساسياً في استمرار اللقاء المشترك، وقلنا لكل حزب خصوصيته في أن يعبر عما شاء من المواقف..
بالنسبة لسؤالك حول عدم إدانة المشترك لما يحدث في سوريا.. أنا أصدرت بلاغ صحفي بدين التهديد الأمريكي بشن العدوان على سوريا، وكان هذا أحدث ما صدر من اللقاء المشترك حول سوريا.. وكما تعرف أن القضية السورية استقطبت المواطنين العرب في كل بيت وحزب وتيار.. ما بين مؤيد ومعارض.. والحقيقة نحن في حزب الحق نرى أن الاستهداف لسوريا هو استهداف للأمة، وأن "الثورة" السورية تم الانحراف بها سريعا نحو العنف.. فلو كانت الثورة السورية سلمية، لكنت أنا أول من يؤيدها.
* وهل ما يحدث في سوريا هي "ثورة"؟
** الآن ليست هناك ثورة.. لكن كانت هناك بواكير لخروج شعبي غير مسلح.. استجاب له النظام السوري وتفاعل معه.. فكنا نتمنى ألا تنزلق الثورة السورية إلى منزلق العنف.. لأنه في اليمن كانت سلمية.. الذين سقطوا من الشباب خرجوا عزل.. وفي مصر نفس الشيء سلمية وكذلك في تونس.. بينما الثورة الليبية سُلحت وسُيست وجُيرت وكذلك الثورة السورية، إذا الآن نحن أمام مشهد لم يعد للثورة فيه من ملامح.. هناك عمل مسلح وقوى تتقاتل وتتصارع على أرض سوريا من أجل تدميرها وإخراجها من معادلة الصراع العربي الصهيوني.. نحن ضد كل هذا ونطالب الأشقاء في سوريا سواء في السلطة أو في المعارضة الوطنية أن يجلسوا على طاولة الحوار لكي يتمكنوا من إنقاذ سوريا.
التغرير بالشباب
* قضية التغرير بالشباب اليمني من قبل قيادات في حزب الإصلاح وإرسالهم للقتال في سوريا.. ما مدى خطورة هذا الأمر بالنسبة إليكم؟
** اعتقد أن هذه القضية هي قضية أمن قومي.. وأمن وطني.. السلطة الحاكمة هي المعنية بها والمسؤولة عنها بالدرجة الأولى.. لأنه إذا كنا نحن نشتكي من الإرهاب الذي يضرب في شبوة والضالع ومأرب وفي... وفي... الخ فكيف نسمح لأنفسنا أن نخلق مشكلة أفغان جدد.. عائدون جدد.. هذه مشكلة كبيرة وخطيرة.. هناك معلومات تحدث بأن 27 ألف مقاتل يمني تم إرسالهم إلى سوريا.. أنا أطالب الآن ومن على منبر صحيفة الجمهور بفتح تحقيق حول هذا الأمر.. من أرسل هؤلاء؟ ومن مولهم؟ من هم؟ وما أسماؤهم؟ وما هي حالتهم؟ لكي تكون اليمن ويكون الرأي العام على بينة مما يراد له.. لأن 27 ألف عندما يعودون بتجربة كبيرة في القتال.. طبعا لا يعودوا لكي يفتحوا صوالين حلاقة أو محلات لبيع الورد وإنما يعودون ليبحثوا عن مجال آخر يشغلون فيه أنفسهم ويوظفون طاقاتهم.. أنا أحمل المسؤولية الأطراف التي تواطأت على المتاجرة مرة أخرى بالدم اليمني وبالتغرير بالشباب اليمني في أن تتحمل مسؤوليتها وتضع الحقائق أمام الرأي العام اليمني، حتى لا نكون فقط مجرد مرتزقة ومجرد متفرجين في المشهد.
* تقصد أن الذين أُرسلوا للقتال في سوريا سيعودون إلى اليمن قنابل متفجرة؟
** لاشك بأنهم سيعودون قنابل موقوتة، ومشكلة إذا لم يتم تداركها من الآن، فإننا سنكون أمام مشكلة أشد خطورة من مشكلة العائدين من أفغانستان.
* ما تفسيرك لصمت الحكومة تجاه عملية الاتجار بالشباب اليمني والدفع بهم إلى محرقة سوريا؟
** لأن هناك فريق من داخل السلطة هو من يتولى عملية تجنيد هؤلاء الشباب وإرسالهم، لأن هذا الفريق لديه خبرة في هذا المجال من أفغانستان إلى الشيشان إلى البوسنة.
* وهذا الفريق هل نعتبره أقوى جزء في السلطة؟
** هو الجزء المتنفذ وليس القوي، لأن القوي هو قوي بالحق وبما يمتلكه من مشروعية، لكن هذا الفريق المتنفذ بفعل تجربة وبفعل أن هناك ظروف مهيأة، طبعا في ضعف الآن لاشك في الدولة وفي أداء الحكومة، فيتم استغلال هذه الثغرات والنفاذ من خلالها.. وأطالب مجدداً عبد ربه منصور هادي بأن يضع الناس أمام حقائق هؤلاء الناس.
نصيحة باسندوة
* في ختام هذا الحوار.. بماذا تنصح رئيس الحكومة محمد سالم باسندوة؟
** "يضحك" لا أدري بماذا أنصحه، هو أكثر من مرة يقول أنه لا يعرف ولا يدري ولم يسمع ولم يطلع على شيء، ولذلك لا ألومه ولكن أقول أسأل الله له العون على أن ينهي ما بدأه بأقل خسائر.
* طالما وهو لا يعرف ولا يدري.. أليس من الأفضل له أن يقدم استقالته.. هل تنصحه بهذا؟
** المشكلة أنه لن يُسمح له بالإستقالة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.