أكد الدكتور رشاد العليمي نائب رئيس الوزراء لشئون الدفاع والأمن حاجة اليمن إلى تنمية شاملة في المناطق النائية التي تتخذ منها العناصر الإرهابية مراتع لاستقطاب الشباب والأطفال ويسهل عليها التنقل والتخفي بعيدا عن أنظار أجهزة السلطة. وأوضح العليمي مجيباً عن أسئلة "الجمهور" في المؤتمر الصحفي الذي عقده الخميس الماضي أن الجهود التنموية للبلاد عموماً وللمناطق النائية خصوصاً لها دور كبير وأهمية بالغة في مكافحة الإرهاب وتضييق الخناق على عناصره التي تنشط في المجتمعات الأكثر فقراً وتخلفاً وجهلاً وبطالة وفوضى، والأقل حضوراً لأجهزة السلطة والمرافق والمنشآت الخدمية. وأشار العليمي إلى قصور أداء الإعلام اليمني في التعامل مع القضايا الوطنية وفي مقدمتها الحرب المفتوحة ضد الإرهاب والتمرد والتخريب، مؤكداً الحاجة الملحة إلى تعامل إعلامي واعي يوضح الحقائق كما هي للخارج ويؤدي الدور التوعوي في الداخل. وأوضح نائب رئيس الوزراء لشئون الدفاع والأمن أن اليمن أفشلت استقطاب تنظيم القاعدة لمئات الشباب كانوا في طور الانخراط ، وتمكنت من إنقاذ آخرين بواسطة أولياء أمورهم قبيل تجنيدهم للتنظيم الإرهابي . وقال العليمي ان الشاب عمر عبدالمطلب (نيجيري الجنسية) والمتهم بمحاولة تفجير طائرة (ديترويت) تم استقطابه إلى تنظيم القاعدة خارج اليمن من قبل الجماعات المتطرفة ببريطانيا وأنه حصل على المتفجرات من نيجيريا وليس من اليمن، وفقاً لما أعلنه المدعي العام الهولندي قبل 48 ساعة من المؤتمر الصحفي المنعقد صباح الخميس بصنعاء مؤكداً أن زيارة الشاب النيجيري الأخيرة لليمن لم تستغرق أكثر من شهر أنه خلال هذه الزيارة كانت لديه تأشيرة دخول إلى أمريكا وهولندا. واستعرض العليمي جهود اليمن لمكافحة الإرهاب منذ ما قبل أحداث 11 سبتمبر. مشيراً إلى أن اليمن استطاعت منذ العام 2002م وحتى الآن مواجهة تحديات تنظيم القاعدة وحققت نجاحات غير عادية منها إفشال ما يزيد عن 15 عملية إرهابية. وقال إن اليمن وضعت إستراتيجية تقوم على أربعة أسس تضمنت ملاحقة عناصر القاعدة في اليمن والخارج وضبطها وإحالتها إلى القضاء وتوقيع العديد من الاتفاقيات الأمنية مع الدول الشقيقة والصديقة وإعادة المئات من العناصر- التي كانت في طور التفكير للانخراط في تنظيم القاعدة- إلى جادة الصواب. عبر عملية الحوار معهم وإفشال استقطابهم من قبل القاعدة. توعية المواطنين والمجتمعات المحلية بخطورة الأعمال الإرهابية وأضرارها على الاقتصاد الوطني. وفيما أشار العليمي إلى أن التعاون مع أمريكا يشمل الجانب التنموي وليس فقط في مجال مكافحة الإرهاب، أكد أن العمليات التي نفذت ضد القاعدة مؤخراً هي بقوات يمنية 100%. منوهاً إلى اقتصار التعاون الأمني مع واشنطن والرياض على تبادل المعلومات وبعض التقنيات التي تفتقدها أجهزة الأمن في اليمن. مؤكداً أن مكافحة الإرهاب هي ضرورة وواجب وطني وليس من أجل أمريكا. وكشف العليمي تعاون شخصيات اجتماعية قال إنها بدأت تمد أجهزة الأمن بمعلومات عن عناصر إرهابية في مناطقها، معبراً عن أمله بالمزيد من التعاون في هذا المجال لأي تواجد لعناصر تشكل خطر على الأمن والتنمية. ويعتقد العليمي إن جهود الأمن في ملاحقة القاعدة أدت لفرار تلك العناصر لمناطق بعيدة، لكن العمليات الأخيرة أثبتت أن تلك العناصر لن تكون في منأى سواء في الجبال أو الصحراء وفي أي مكان. وقال العليمي بشأن الأوضاع في الصومال: لقد دعونا مبكراً المجتمع الدولي لإعادة بناء دولة الصومال حتى لا تصبح (طالبان) أخرى، ولكن لم نجد حينها تجاوباً من المجتمع الدولي . وبشأن نتائج المواجهات مع عناصر التخريب بمحافظة صعدة أكد نائب رئيس الوزراء لشئون الدفاع والأمن الدكتور رشاد العليمي أن عناصر التخريب والإرهاب في صعدة تلفظ أنفاسها الأخيرة، معبراً عن أمله في انتهاز تلك العناصر فرصة دعوة رئيس الجمهورية الأخيرة والالتزام بالشروط ال(6) التي أعلنتها الحكومة لكي يتم وقف إطلاق النار . وأفصح العليمي عن معلومات تؤكد ان الأطباء الألمان المخطوفين في صعدة لا يزالون على قيد الحياة وأنهم يقومون بمعالجة المصابين من المتمردين تحت تهديد السلاح وكان الدكتور رشاد العليمي في مستهل المؤتمر الصحفي الذي عقده في مجلس الوزراء بحضور وزير الإعلام قد أكد استقرار الأوضاع الأمنية رغم كل التحديات والصعوبات التي تواجهها اليمن. مؤكداً قدرة الأجهزة الأمنية على مواجهة هذه التحديات والقضاء على البؤر الإرهابية، وأن اليمن لن تسمح بأي تدخل عسكري أجنبي مباشر على أراضيها. مشيراً إن الجمهورية اليمنية تدفع اليوم ثمناً باهضاً للنهج الديمقراطي والتعددية السياسية التي انتهجتها اليمن والتداول السلمي للسلطة عبر صناديق الاقتراع، وذلك نتيجة الفهم الخاطئ من قبل البعض للتعددية السياسية وممارسة العمل السياسي. ودعا العليمي أحزاب اللقاء المشترك إلى الوقوف مع القضايا الوطنية والاصطفاف لمواجهة التحديات التي تواجهها اليمن. مشيراً إلى أن التحديات الماثلة لا تواجه المؤتمر الشعبي العام "الحاكم" لوحده، أو النظام، وإنما تواجه المجتمع اليمني ومكاسبه الوطنية، المتمثلة بالوحدة والثورة والديمقراطية. مشدداً على ضرورة أن يفرق الجميع بين العمل السياسي والأعمال التخريبية. وقال العليمي أن الإساءة إلى سمعة اليمن لا تساعد على التطور الديمقراطي. مشيراً إلى أن بعض الأحزاب تفهم التنافس على أنه مواجهة وهو ما اعتبره مشكلة حقيقية تواجهها اليمن. وشدد نائب رئيس الوزراء لشئون الدفاع والأمن على ضرورة التزام الأحزاب السياسية الممثلة في البرلمان بتنفيذ اتفاق فبراير لما من شأنه تجنيب اليمن المزيد من المشاكل والقضايا التي يمكن أن تضاف إلى التحديات الماثلة. منوهاً إلى ان تأجيل موعد مؤتمر الحوار الوطني تحت قبة مجلس الشورى جاء بناء على طلب اللجنة التحضيرية بمجلس الشورى لما من شأنه توسيع المشاركة في الحوار لتشمل كافة القوى السياسية والقيادات الشابة.