بين أن نكون، وأن لا نكون ثمة متسع من الوقت وفرصة تمكننا من التحرك الجاد والصادق لفرض خيارات وقوانين وتشريعات ودور دولة النظام والقانون.. واعتقد جازما أن بقاء الحال علي ما هو عليه سوف يقودنا فعلاً إلي مربعات كارثية قد يصعب السيطرة عليها أو تحمل تبعاتها، خاصة ونحن نواجه منظومة من السيناريوهات التآمرية الخطيرة والمرعبة وجميعها تستهدف نسف السكينة الوطنية والاستقرار والتحولات، وهو ما يحتم علي كل ذو رؤية وروية أن يعمل "جاهداً وصادقاًَ" علي تجنيب الوطن والتحولات ويلات الاستهتار التي يمارسها البعض "في الحكم والمعارضة" على قاعدة أن ليس كل من يحكموا ملائكة فإن المنطق يقول أن ليس كل الذين يعارضوا (شياطين) وعليه فإن المصلحة الوطنية تستدعي من كل عقلاء الوطن الإسهام الجاد والفعال في سبيل الخروج بالوطن من الأزمات وشرنقة الفوضى والعبث والاستهتار.. وهو فعل أصبح غاية وطنية وهدف ورسالة فمنظومة الأزمات تتسع وهناك من يعمل علي نشر قيم وثقافة الفوضى والعبث ويوغل في ترسيخ قيمها ويعمل علي استغلالها بكل الوسائل المتاحة لتحقيق نزوات خاصة الغاية منها كفالة المزيد من المصالح الذاتية بغض النظر أن كان هذا الفعل يخدم النظام العام والسكينة والاستقرار أو يدمرهم فالغاية الأخيرة لطابور المأزومين وصناع الأزمات هي الفوز بمصالحهم وحسب .. قد يكون من "مؤسفاً" أن نرى من هؤلا من هم محسوبين علي النظام وعلي الرئيس والحزب الحاكم ويدعون "زورا" أنهم خدام أوفياء للوطن والقائد والحزب الحاكم- وهو قول لا يمكن الثقة به ولا بقائله، وفقا لكثير من الشواهد والمعطيات والتصرفات التي يمارسها هؤلا بإسم الولاء والوفاء- وهم في الحقيقة أوفياء لمصالحهم ومخلصين لنزواتهم ويقدسون رغباتهم , إذ تجد هولا يمارسون من السلوكيات والتصرفات ما يزيد من تبعات وأطياف العبث والفوضى ويمنحوا بتصرفاتهم شرعية ومبرر لكل المارقين والخارجين علي القانون والنظام ولمصلحة الشعب لدرجة بلغت التداعيات درجة استهداف مواطنين أبرياء كانوا يمارسون حياتهم الطبيعية واثقين أنهم في كنف دولة النظام والقانون وأنهم محروسين برعاية الدولة وبمؤسساتها وبأجهزتها وبقوة القانون والنظام والدستور، قبل أن يجدوا أنفسهم في يد عصابة المروق الوطني ورموز الفوضى والعبث والاستهتار , ليدفعوا ثمن تخاذل الدولة عن واجباتها في ردع كل مارق والاقتصاص من كل خارج عن القانون والنظام العام ومقلق للسكينة .. إن أولئك النفر الذين ذهبوا ضحية الغدر والخيانة في منطقة (حبيل جبر ) يتوجب على الدولة وأجهزتها أن تقتص من القتلة وأن تطبق القانون "وبصرامة" بحق هؤلا الذين يسخرون من حياة الناس ويعملوا "بذرائع عديدة" علي افتعال الأزمات، بهدف تمرير مخططات تآمرية قذرة جعلوا، من زهق أرواح المواطنين الأبرياء واحدة من الوسائل الرخيصة التي يحاولوا من خلالها إثارة الأنظار ولفت انتباه العالم بما يزعموا أنها (حقوق مكفولة ) في القتل والنهب والإقلاق وتعريض أمن واستقرار الوطن والشعب للخطر ويستلموا مقابل جرائمهم هذه أموال مدنسة من أكثر من طرف إقليمي ودولي ومن أكثر من جهاز استخباري ..!! أن هذا التحول الإجرامي الذي شهدته منطقة _حبيل جبر _ يضعنا أمام وسائل خطيرة علي الأمن والاستقرار، وهو ما يتطلب من أجهزة الحكومة أن تقوم بمهامها، بعيداً عن خطاب الساسة ولغة الأزمات وطرق وأساليب اعتدنا بها أن نحتوى هذا الطرف أو ذاك فالمشهد- قطعا- ليس هو الأول من نوعه فقبل هذه الجريمة حدث أن قام بعضهم باستدراج سائق دراجة نارية وطلبوا منه توصيلهم إلي إحدي قرى (الضالع) وما أن مضى _الضحية _بدراجته وعلي متنها أثنين من الركاب تم الغدر بالسائق المسكين وقتلوه ونهبوا دراجته.. ومثل هذه الظواهر خطيرة ويصعب وصفها تحت أي بند كما يصعب تدوينها في سجل فوضى الحراك بل يجب أن تكون مثل هذه الظواهر الخطيرة دافعاً لفرض هيبة الدولة وتطبيق سلطة النظام والقانون وبكثير من الشدة وما لم يحدث هذا الحسم ما لم يحدث هذا فإن القادم برأينا هو الأكثر خطورة وقد ندفع جميعنا ثمن هذا التراخي الذي لا نستوعبه ولا ندرك دوافعه وأسبابه ومبرراته ..!! أن الجريمة أن تداخلت بدوافع سياسية فإن الحقيقة تصبح عرضة للهدر والازدراء والتطاول والسخرية، وحين تكتمل مقومات هذه اللحظة ( الإباحية) فإن من الصعوبة بمكان حينها القيام بما يجب القيام به في سبيل الأمن والاستقرار وهذا ما تريده الأطراف المتربصة، التي تسخر كل العاهات الاجتماعية وتوظفها وتحشرها في مربع الصراع، باعتبارها من الأسباب الرئيسية لمنظومة هذا الصراع المأزوم والمفتوح علي مصراعيه.. وهو بالمناسبة يضعنا أمام كل الخيارات والاحتمالات التي قطعا سنقف أمامها في أكثر لحظات تأريخنا حرجا ومأساوية وفشل . أن دور الدولة ومؤسساتها لا يجب رهنه بحالة الأجواء السياسية، كما ولا يجب أن يكون هذا السلوك عنوان لحظتنا التي تتطلب منا الكثير من اليقظة "والحسم والحزم والتصدي" بعقول واعية لكل هذه الظواهر وبمسئولية وطنية صادقة وحرص وطني جاد، يجسد حقيقية اهتمامنا بأمن واستقرار وتقدم الوطن اليمني والتعبير عن استعدادنا للدفاع عنه بكل ما نملك بما في ذلك دماؤنا وأرواحنا, لكن أن يعشق البعض منا الوطن زورا وبهتانا- لمجرد الرغبة في تحقيق مصالحه والحصول علي مكاسبه وامتيازاته فإن مثل هؤلا هم ألدَّ أعداء الوطن والشعب والتحولات.. وعليه دعوني أقول صادقا ومخلصا أن المسئول الفاسد هو أشد خطورة من دعاة (الانفصال ) في بعض المحافظات الجنوبية والشرقية.. وهو كذالك أشد خطورة من متمردي ( صعده) بل أن هذا المسئول الفاسد أو ذاك المسئول العابث والمستهتر هؤلا من يجب اقتلاعهم من أوساطنا لأنهم مصدر الشرعية لدعاة الانفصال والتمرد ..!!