أكدت مصادر أن القوات الحكومية وضعت يدها على وثائق ومعلومات مهمة تدين جهات وأطرافاً داخلية وخارجية داعمة للإرهابيين وفي مقدمتها إيران، وذلك في المواقع التي تم تطهيرها فضلاً عن اعترافات خطيرة للعناصر التي ألقي القبض عليها وسلمت نفسها. يأتي هذا بعد أن كانت وحدات من الجيش والأمن قد عثرت الخميس قبل الماضي على 6 مخازن للسلاح تابعة للمتمردين، تشمل أسلحة رشاشة خفيفة وقذائف وصواريخ قصيرة المدى بعضها إيرانية الصنع، فيما كشفت معلومات عن تورط إيران بصورة مباشرة في دعم الإرهابيين الحوثيين، وتزويدهم بعناصر بشرية كمقاتلين وخبراء حيث تم العثور على جثث لإيرانيين سقطوا في المواجهات، وأن العناصر المتمردة كانت قد لجأت إلى فصل رؤوسهم بهدف التستر على هويتهم، فيما أكد عدد من المأسورين وممن سلموا أنفسهم طواعية للسلطات اشتداد حدة الخلافات بين قيادات التمرد الوسطية والعليا بلغت حد التصفيات الجسدية لبعضهم البعض.. موضحين أن سبب صراع عدد من قيادات التمرد يرجع إلى سعي كل طرف للاستحواذ على ما يصلهم من دعم مادي أو ما يسلبونه من ممتلكات المواطنين وثمار مزارعهم. من جانبه اتهم نائب في البرلمان البحريني، شخصيات من جمعية الوفاق الوطني الشيعية المعارضة، بأنها التقت عددا من الشخصيات المقربة من زعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي، قبل المواجهات الحالية. وأكد النائب البحريني جاسم السعيدي لقناة "الجزيرة" الأخبارية أنه يملك أدلة على حدوث هذه اللقاءات ومواعيد حدوثها. وعلى ذات الصعيد أكد القيادي المعارض محمد الصبري وجود أطراف خارجية وراء أحداث صعدة.. منوها بأن لها دوراً في صب زيت التداخل على نار الحرب السادسة، بحسب تعبيره. واشار الصبري في تصريح لموقع "التغيير نت" الاخباري إلى أن هناك أطرافاً أقليمية لديها مصالح وشواغل أمنية، محملاً المتمردين الحوثيين المسؤولية الإنسانية والأخلاقية المترتبة عن هذه الحرب المأساوية، كما قال. وتأتي هذه المعلومات التي جددت حقيقة الدعم الإيراني للمتمردين لوجستياً وبشرياً وإعلامياً، بعد أسبوع واحد من اعترافات أدلى بهام مسؤول إيراني يشغل منصب مدير شؤون الإعلام الخارجي لمؤسسة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية في تصريح لقناة "العالم" الإيرانية بمساندة وسائل الإعلام الرسمية لطهران للمتمردين الحوثيين في اليمن. وجاءت اعترافات المسؤول الإيراني عقب تصريحات في صنعاء والتي عبرت عن أسفها لتدخل وسائل الإعلام الإيرانية في الشأن اليمني، داعية إياها إلى الانشغال بمشاكل إيران الداخلية. واعتبر محللون ومراقبون سياسيون الدعم الإيراني للمتمردين الحوثيين، جزءاً من مخططات إيران لبسط سيطرتها على الخليج والجزيرة العربية، وتنفيذاً لوصية "الخميني" بالعمل على بسط النفوذ الإيراني على الدول المطلة على ما أسماه الخليج الفارسي "الخليج العربي" وإقامة دولة شيعية في الجزيرة العربية، فيما أعلنت عدد من المرجعيات الشيعية في إيران صراحة عن رغبتها في الانتقام من اليمن ودول الخليج لدعمها العراق في الحرب العراقيةالإيرانية في ثمانينات القرن الماضي، بحسب تعبيرها. وأشار تحليل سياسي نشره موقع "العرب أونلاين" إلى أن عدد الشكاوى العربية من التدخلات الإيرانية في المنطقة، فاق في الفترة الأخيرة الشكاوى من التدخلات الأمريكية والإسرائيلية وأن الأزمات المتفرجة في أكثر من قطر عربي تؤكد أن أصابع إيران تفعل فعلها وأن نيرانها متقدة في كل أزمة، مستغرباً من الدعوة التي أطلقها مسؤول في الخارجية الإيرانية مؤخراً إلى وقف المعارك في صعدة وإيجاد حل سياسي في الوقت الذي تجاهل فيه هذا المسؤول اتهام صنعاء لبلاده بدعم التمرد الشيعي، وهو اتهام مؤكد وأدلته تمتد إلى عام 2004م.