خليج عدن وباب المندب ممران مائيان دوليان حيويان، وأمنهما مسألة وطنية جنوبية، كما أن تأمين حرية الملاحة فيهما مسؤولية إقليمية ودولية, وهذا أمر نبه إليه المبعوث الأممي جمال بن عمر بوضوح خلال كل لقاءاته بالأطراف المعنية. ما قبل الربيع العربي (الدب الروسي) الذي تخلص بذكاء من عبء جمهورياته السوفيتية تفرغاً لعملية تسريع الديمقراطية والبناء الداخلي، وضمانة لعدم عرقلته استدرج (اليانكي) لمستنقع أفغانستانوالعراق. متأخراً أدرك (راعي البقر) أنه تأبط شرا, وعلى عجل خرج من العراق، وتخفف من الأحمال وأوكل لركيزته الاقليمية (السعودية) حمل ملف اليمن.. هزائمه العسكرية المثقلة بأزمة مالية أعمته من إمكانية رؤية واضحة لمصالحه المستقبلية بالمنطقة، التي أغواها الاستعداد المالي من قبل (الأعراب) بتكفل أعباء إدارة الأزمة اليمنية. في اليمن المتخلف الفقير وجدت السعودية ضالتها، حيث استطاعت من خلال ايديولوجيا (الوهابية) المعززة ببريق أموال النفط تحويل تلك البيئة الى حاضنة للإرهاب ومخزون بشري يرفد حروب الغرب، التي تكفل (الأعراب) بتوفير المقاتلين لها من اليمن.. الاشكالية بعد انتهاء الحرب الباردة ركود سوق (الجهاد) وتحول المقاتلين إلى عاطلين عن العمل.. الشحن الإيديولوجي التكفيري المسبق انقلب إلى عداء ضد حلفائها بالأمس بسبب الإحباط والفراغ الذي وجد المجاهدون أنفسهم فيه بعد توقف (مقاولي الانفار الجهادي) عن استخدامهم. مرارة التجربة هي الدافع الأخلاقي للتحذير من خطورة تسليم الملف للرياض بغطاء دولي, لأنه يحمل في طياته مخاطر تطرف مستقبلية يصعب التكهن بنتائجها المؤكد فيها أن المتضرر الأول العالم الحر والديمقراطيات الناشئة في المنطقة. التطوع السعودي لم يكن لوجه الله بقدر ما هو تخوف من احتمال انتقال المد الاسلامي الثوري إلى مناطقها الجنوبية والشرقية عند أي انتصار للحوثيين, كذلك التخوف من الديمقراطية والتحول المدني الذي يشكل تهديداً لنظامها الملكي المتخلف, ما يثير التساؤل حول الدوافع الحقيقية لإطلاق يد الرياض الذي يعني ازدهار بضاعة الارهاب مستقبلاً!!.. هل يستفيق (اليانكي) مستدركاً خطورة تسليم ملف الأزمة للسعودية؟!! مع دعواتنا الصادقة للرعاة الدوليين إلى دراسة خيار استعادة دولة الجنوب كخط دفاع وحاجز جغرافي مدني ما بين الممرات المائية الحيوية والبيئة الحاضنة للإرهاب قبل فوات الأوان... توضيح لا أكثر: يأتي تأسيس تيار (خط البداية - المجلس الأعلى للحراك السلمي الجنوبي) تحت شعار: (أمة حضرمية واحدة من المهرة حتى باب المندب) من قلب ساحة العروض خور مكسر العاصمة عدن تأصيلا لحقيقة طابع الصراع مع الآخر حول الهوية. * منسق ملتقى أبين للتصالح والتسامح والتضامن [email protected]