هاجم الصحفي الجنوبي صلاح السقلدي المبادرة الخليجية التي كانت من اخراج وهندسة المملكة العربية السعودية متهما الرياض انها ومن خلال تلك المبادرة اقصت القضية الجنوبية. ووصف السقلدي الذي يعمل في موقع "العربي" الذي تموله إيران لصاحبه فادي باعوم ويبث من الضاحية الجنوبية في لبنان ، سكوت قيادات جنوبية رغم معرفتهم بالموقف الوحدوي للمملكة العربية السعودية، واستمرار حديث تلك القيادات للجنوبيين بان عاصفة الحزم اتت لاستعادة دولة الجنوب، وصفه بالفضيحة. وكتب السقلدي منشورا له على "فيسبوك" بعنوان "فضيحة" تعليقا على تصريح لنجل الرئيس الجنوبي السابق علي سالم البيض" هاني البيض" الذي كان هذا الأخير يعلق بدوره على مقابلة للسفير السعودية باليمن آل جابر: وقال السقلدي إن انسياق القيادات الجنوبية بحرب مجهولة وارسال الناس الى محرقتها دون ادنى مكاسب سياسية للجنوب أو ضمانات أو تفاهمات تكفل حق القضية الجنوبية ولو بالحدود الدنيا، ومع معرفة هذه القيادات بهذا الموقف السعودية الواضح الرافض لأي اعتراف بالمشروع الجنوبي- وربما نرى موقف إماراتي مماثل لهذا الموقف السعودي – بانها فضيحة. وأضاف في منشوره : "بدون أدنى شك السعودية لم تعط أي وعد للجنوبيين ليس فقط بموضوع استعادة دولتهم بل انها سعت قولاً وعملا الى عكس ذلك، وخير دليل هو المبادرة الخليجية التي اقصت فيها القضية الجنوبية تماما، وقرارات مجلس الأمن التي كان للمملكة الدور الأكبر بصياغة مشاريع قوانينها المقدمة لمجلس الأمن. هذا فضلا ًعن اصرارها على ان المرجعيات الثلاث بما فيها مخرجات الحوار هي اساس أي حل باليمن. وبالتالي فلا لوم ولا عتب على المملكة أن هي مضت بتجاهل القضية الجنوبية ومضت بتثبيت الوحدة اليمنية، فاللوم على من قوّل المملكة بما لم تقله منذ بداية هذه الحرب وباع الوهم السعودي الخليجي للناس بالجنوب نظير الف ريال سعودي أو درهم اماراتي أو منصب هلامي سرعان ما ذهبت به الريح" . واستطرد السقلدي "فإن كان ثمة حسنة للسعودية بما قامت به وتقوم به فهو وضوحها وصراحتها بأنها مع الوحدة اليمنية حتى العظم ،فهي فعلا لم توعد الجنوب بشيء اسمه استعادة الجنوب أو شيء من هذا القبيل وهذا ما اشار اليه السيد هاني البيض الذي لم يوضح لنا بالمقابل على كيف انجروا مع السعودية بهذا الشكل المهرول والمهين للقضية الجنوبية وساقوا الناس الى الجحيم دون مقابل. وعن الموقف الإماراتي قال "السقلدي " لا اظن ان موقف ابوظبي يخرج عن سياق الموقف السعودي، ولكن مع قليل من البهارات الإماراتية لذر الرماد على العين الجنوبية المرمّدة أصلاً إلى ان تقضي أبو ظبي غرضها بالجنوب وبالساحل الغربي، ومن ثم ستقول: شكر الله سعيكم ورخصكم يا قوم. كما انتقد السقلدي إصرار «التحالف» (السعودي-الإماراتي) والسلطة اليمنية المعترف بها دولياً «الشرعية»، على أن تكون التسوية السياسية باليمن مستندة فقط على ما بات يُعرف بالمرجعيات الثلاث: «المبادرة الخليجية- مخرجات حوار صنعاء- وقرارات مجلس الأمن وبالذات رقم 2216»، وقال ان ذلك معناه استبعاد الجنوب كلياً عن هذه التسوية، وإرسال قضيته الوطنية الى سلة المحذوفات السياسية، مع سبق الإصرار والتآمر، التآمر الداخلي والإقليمي. واردف : «المبادرة الخليجية» تم تفصيل بنودها بحسب ما يشتهي الوزَّان في صنعاء في ذلك الوقت (القوى الحزبية الرئيسة: «الإصلاح»، و«المؤتمر الشعبي العام»، وإلى حدٍ ما «الإشتراكي» و«الناصري»)، والتمسك بها هو قطعاً إعادة تقسيم الكعكة السياسية مرة أخرى على هذه الأحزاب، التي لا يمثل أحد منها الإرادة الشعبية والسياسية الجنوبية ولو ب 5%. مشيرا الى ان الخارطة الحزبية اليوم لم تعد تمثل هذه الإرادة –خصوصاً إذا ما كان حديثنا عن الجنوب- فقد جرت مياه كثيرة تحت الجسر خلال ربع قرن، تغيرت معها القناعات الشعبية وتبدلت خلالها التحالفات السياسية، وهذا من سنن الكون في التغيير. │المصدر - الخبر