شكك الخبير العسكري اليمني الدكتور علي الذهب في ان يكون الحوثيين هم من استهدف معلمي ارامكوا السعودية ، وقال الذهب إن "الحوثيين ليس لديهم قدرات ذاتية يمكن بواسطتها ضرب أهداف داخل العمق السعودي بطائرات دون طيار أو صواريخ مجنحة (كروز) فيما يزيد عن 170 كيلومتراً". وأوضح أن "جماعة الحوثي لديها القدرة على ذلك، ولكن لديها القدرة في مجال الصواريخ الباليستية بعد تحديث بعضها وتخفيف وزنها المتفجر"، لافتاً إلى أن بعضها "وصل إلى الرياض، لكن تأثيرها لم يكن فاعلاً لأن الرأس المتفجر وزنه خفيف". وبناء على ذلك، يضيف الذهب، لجأ الحوثيون إلى الطائرات المسيرة بدون طيار، متسائلاً: "هل تطلق كلها من اليمن أم تبقى ضمن منظومة تعاون مع إيران؟"، مشيراً إلى أن "تقرير لجنة الخبراء بالأمم المتحدة تحدث عن ذلك بوضوح" . بحسب "الخليج أونلاين" وكان تقرير أممي كشف، أواخر يوليو 2018، أن الحوثيين لا يزالون يتزودون بصواريخ باليستية وطائرات بلا طيار "لديها خصائص مماثلة" للأسلحة المصنعة في إيران، وذلك بعد فرض الحظر على الأسلحة في العام 2015. ورجح الذهب ما ذهبت إليه التقارير الأمريكية بأن الهجمات لم تكن من اليمن؛ إذ قال في تصريحاته ل"الخليج أونلاين": إن "الهجمات أطلقت من داخل أراضٍ إيرانية على الحدود مع العراق، أو من داخل أراضٍ عراقية على الحدود مع إيران، من المنطقة التي تُعرف بشط العرب في البصرة، فضلاً عن احتمال ثالث؛ وهو أن تكون أطلقت من داخل مياه الخليج". كما رجح الخبير العسكري عدة احتمالات فيما يتعلق بهجمات بقيق وخريص؛ الأول أنه في حال ضربت إيران من أراضيها على حدود العراق فهو من باب "إحداث لبس وبلبلة في تحديد الأماكن". أما الاحتمال الثاني وهو "من داخل العراق"، فعندها سيكون رد بغداد أن القصف "صادر من جماعات مسلحة وليس تشكيلات رسمية"، وستعلن نيتها ملاحقتها وتعقبها؛ كموقف سياسي صادر عن الدولة العراقية. أما تبني الحوثيين للعملية فوصفه بأنه محاولة ل"تشتيت الأنظار عن الأماكن التي أطلق منها، ويثار حولها الجدل"، مستشهداً بتبنيهم المسؤولية بعد فترة من وقوعها وليس فوراً، وذلك ب"التنسيق مع إيران". وشكك "الذهب" فيما قاله المتحدث العسكري باسم الحوثيين حول امتلاك الجماعة طائرات تعمل بمحركات جديدة، وأكد أن تصريحاته موجهة إلى الداخل لأغراض تعبوية وعسكرية وتكتيكية من خلال حشد المقاتلين وطمأنة المناصرين، وأن لديهم قيادة قوية، مشيراً إلى أن الصيت الإعلامي أكبر من الإمكانيات. أما على الصعيد الخارجي فكشف أن تصريحات الناطق باسم الحوثيين هدفها مخاطبة السعودية والضغط عليها لوقف الحرب، إضافة إلى إثارة الرعب وضرب الجبهة الداخلية في المملكة. ورجح أن تكون إيران زودت الحوثيين ببعض معامل للطائرات الصغيرة التي تطير من 80 إلى 120 كيلومتراً، ولا تعتمد على الأقمار الصناعية. أما الطائرات الكبيرة، وتحديداً بمنطقة الشرق الأوسط، فأشار إلى أن "إسرائيل" هي على رأس من يمتلكها، ثم تركيافإيران، وهي الدول الرائدة بالمنطقة، كاشفاً عن محاولات أخرى من بعض الدول لصناعة تلك الطائرات. تعد إيران، إلى جانب كل من روسيا والصين والولايات المتحدة و"إسرائيل"، من أكبر مصنعي الطائرات دون طيار في العالم. والطائرات الإيرانية المسيرة والموجهة عن بعد تستخدمها طهران في عمليات مهام المراقبة والاستطلاع في نطاقات لا تقل عن 200 كيلومتر، وكذلك استخدامها لضرب أهداف أرضية فردية باستخدام القنابل والصواريخ الموجهة. وأنتجت إيران عدة مئات من الأنواع المختلفة للطائرات بدون طيار، وبدأت بتصديرها في عام 2011 إلى الدول الحليفة، وتُعد الطائرة المسيرة "كرار" من أهم جهود طهران في مجالة صناعة الطائرات القتالية، التي أزيح الستار عنها عام 2010. ويبلغ مدى "كرار" 1000 كيلومتر، وسرعتها نحو 900 كيلومتر في الساعة، ولها إمكانية حمل شحنة تزن نحو 500 كيلوغرام، وسقف تحليق يتراوح ما بين 25 ألفاً و40 ألف قدم (7500 إلى 12000) متر، فضلاً عن إمكانية تجهيزها بقنابل 250 و500 باوند، فقد تم تجهيزها بصاروخ كروز البحري "كوثر" أيضاً، والذي بإمكانه إصابة الأهداف المعادية في البحار.