طالبت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية في افتتاحيتها إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما بأن تتعلم من أخطائها في اليمن وليبيا وذلك خلال حملتها العسكرية ضد تنظيم الدولة الإسلامية في العراقوسوريا. وأشارت الصحيفة إلى أن ليبيا واليمن يبدو أنهما يسيران باتجاه التحول إلى دول فاشلة بعد التدخل العسكري الأمريكي فيهما وظن الإدارة الأمريكية تحقيقها النجاح سواء عبر المساعدة في الإطاحة بمعمر القذافي في ليبيا أو استهداف مقاتلي تنظيم القاعدة بواسطة الطائرات بدون طيار في اليمن. وقال إن الضربات الجوية الأمريكية من الممكن أن تؤدي إلى نتائج سريعة وحاسمة في ساحة المعركة لكن بدون خطة لما بعد ذلك أو الاعتماد على مؤسسات الدولة لدعم التحولات الديناميكية في ساحة المعركة فإن تلك الضربات تؤدي في الغالب إلى جعل الأمور هناك أسوأ. وتحدثت عن أن العملية العسكرية ضد تنظيم الدولة مثيرة للإعجاب حيث يقوم الطيارون الأمريكيون والعرب بتسوية الملاذات اللوجيستية ومعامل تكرير النفط التي يستخدمها التنظيم أرضا، إلا أن السؤال الذي مازالت إجابته ضعيفة حتى الآن هو ماذا بعد قصف داعش؟. وأضافت إن «ما حدث من تدخل التحالف الدولي في ليبيا مشابه إلى حد كبير لما يحدث الآن في العراقوسوريا باعتبار أن هذا التدخل استجابة إنسانية عاجلة». وذكرت أن السقوط السريع لنظام القذافي ظهر وكأنه انتصار للسياسة الخارجية الأمريكية إلا أن الأحداث بعد ذلك تقود إلى حرب أهلية هناك مما دفع أمريكا لإجلاء دبلوماسييها من طرابلس كما دفعت الرئيس الأمريكي لوصف ما يجري في ليبيا بأنه أكبر شيء مؤسف في السياسة الخارجية الأمريكية بعد فشل الولاياتالمتحدة في المساعدة في إقامة دولة جديدة هناك بعد سقوط نظام القذافي. وتحدثت عن أن أوباما شبه حملة مكافحة الإرهاب التي تقودها أمريكا ضد الدولة الإسلامية بما يقوم به من جهود في اليمن والتي وصفها بالجهود الناجحة ، مشيرة إلى أنه من السخافة وصف الحملة ضد تنظيم القاعدة في اليمن بالناجحة، فعلي الرغم من إضعافها لتنظيم القاعدة إلا أن الحوثيين تمكنوا مؤخرا من السيطرة على معظم أنحاء العاصمة صنعاء وهو ما يجعل من الصعب على أمريكا دعم دولة ضعيفة كاليمن في ظل عدم شعبية الحملة التي تقودها واشنطن مستخدمة الطائرات بدون طيار هناك. وأوضحت أن أمريكا أعلنت الخميس الماضي إجلاء دبلوماسييها من اليمن سوى الذين تقتضي الحاجة الملحة وجودهم فضلا عن طلبها من مواطنيها هناك مغادرة البلاد. وأشارت إلى أن الإدارة الأمريكية ومعظم المشرعين يتفقون على أن تدمير تنظيم الدولة الإسلامية أمر ملح وحيوي وعليهم أن يتعلموا جيدا من الدروس السابقة للتدخل العسكري الأمريكي الذي لم يحقق أهدافه وخير مثال على ذلك ما يحدث في اليمن وليبيا، مضيفة إنه «ومع ذلك فإن المسئولين الأمريكيين يركزون على النجاح الضيق فيما يتعلق بإسقاط القنابل على الأهداف في سورياوالعراق».