أكّد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن تركيا ليست "جمهورية موز، كي يسعى البعض لتعكير صفوها بتعليمات من الخارج"، مضيفًا: "إن صفونا لا يتعكر، ولكن الذين يسعون لذلك وأدواتهم سيتعكر صفوهم كثيرًا". وتابع قائلًا بعد الثلاثاء المقبل، سيجري البرلمان التركي، بعض التعديلات قانونية، وستتخذ الحكومة كافة التدابير الإدارية، وكل المؤسسات ستؤدي ما هو منوط بها، وسنُطهر الشوارع من هؤلاء المخربين، وأنتظر أن تدعم كافة الأحزاب السياسية، والمنظمات الأهلية الحكومة في هذا الأمر، وسوف نرى في البرلمان من سيدعم ذلك، ومن ليست لديه نية للدعم، وأؤكد أن هذه الأيام تقتضي من الجميع وحدة الصف والتضامن. جاء ذلك في كلمة له خلال مراسم افتتاح العام الدراسي الجديد في الجامعة التي تحمل اسمه، بمسقط رأسه، في ولاية ريزة، حيث أوضح أردوغان أنّ "الإرهابيين الذين نزلوا إلى الشوارع ومثيري الشغب، لا علاقة لهم بالمواطنيين من أصول كردية، لا من قريب ولا من بعيد"، في معرض تعليقه على أحداث الشغب الأخيرة، التي جرت للاحتجاج على هجمات "داعش" ضد مدينة "عين العرب – كوباني" السورية ذات الغالبية الكردية. وشدد "أردوغان" على أنه من الخطأ تحميل كافة الأكراد جريرة ما يفعله هؤلاء المخربون في الشوارع، مشيرًا أن "كوباني مجرد ذريعة، والهدف الحقيقي هو اخضاع تركيا، وزعزعة اقتصادها، الذي حقق نموًا كبيرًا، وديمقراطيتها التي تطورت كثيرًا، ولوقف نموها وقوتها المتزايدة"، مضيفًا: "إنهم يريدون القيام بهذا، ومن المؤسف أنهم يستخدمون بيادقهم التي في داخل تركيا". وذكر "أردوغان" أن عناصر منظمة "بي كا كا" التي يصنفها النظام من المنظمات "الإرهابية"، والحزب السياسي الذي يعد دُميتها -في إشارة إلى حزب "الشعوب الديمقراطي" الذي غالبيته من الأكراد-، تعتدي على من يؤدي تحية الإسلام، والصلاة، ويرخي اللحى، واللواتي يرتدين الحجاب، من الأكراد، وينكلون بهم بكل دناءة، رغم أنه لا علاقة لهم ب"داعش"، مضيفًا: "ما هو الفرق بينكم وبين "داعش"؟ كلاكما إرهابي". وقال أردوغان إلى أن العمل على إظهار تركيا كدولة داعمة للإرهاب بصورة مخالفة للحقيقة تمامًا، إنما هو من عمل أعدائها، لكن هناك أيضًا بعض وسائل الإعلام والأحزاب السياسية في الداخل تلجأ لذلك، متابعًا: "حتى بعض منسوبي القضاء والسلك الأمني، من أتباع الكيان الموازي، يلعبون دورًا في محاولة الخيانة تلك، حيث قاموا بتوقيف شاحنات المخابرات التي تحمل مساعدات إلى التركمان ( تركمان سوريا)، وتزويد الجهات المعادية لتركيا بالأكاذيب". يشار إلى أن الحكومة التركية، تصف جماعة "فتح الله غولن"، المقيم في الولاياتالمتحدة الأميركية ب "الكيان الموازي" أي "الدولة العميقة"، وتتهمها بالتغلغل في سلكي الشرطة والقضاء، والوقوف وراء حملة الاعتقالات، التي شهدتها تركيا في (17) كانون الأول/ ديسمبر (2013)، بذريعة مكافحة الفساد، كما تتهمها بالوقوف وراء عمليات تنصت غير قانونية، وفبركة تسجيلات صوتية.