درجنا على الاعتقاد بأن جرعات فيتامين «سي» تقي الإنسان نزلات البرد وكان العلاج التقليدي دائمًا أقراص الاسبرين وفيتامين (سي) ومنا من يفضلها في صورة عصير برتقال. فهل حقًّا لفيتامين (سي) دور فعال في حماية الإنسان من الإصابة بنزلات البرد؟ أحدث تقارير هارفارد (كلية الطب جامعة هارفارد الأمريكية) تتناول تلك المقولة بالبحث المدقق، مراجعة عدد من الدراسات الحديثة قد يحمل بعضًا من صور التشكيك في فاعلية فيتامين (سي) فيما يتعلق بقدرته على علاج نزلات البرد وإن كانت تشير إلى فاعليته في الوقاية منها، خاصة إذا حرص الإنسان على تناول جرعة يومية كافية منه أثناء فصل الشتاء. فيتامين (سي) عنصر غذائي حيوي مهم قابل للذوبان في الماء ويوجد بتركيز عالٍ في عدد كبير من الفواكه والخضراوات، هو أعلى تركيزا في الحمضيات مثل البرتقال واليوسفي والجريب فروت، كما أنه أيضًا يوجد في الخضراوات والطماطم، تأتي أهميته من ضرورته للحفاظ على سلامة العظام ودوره المساعد في امتصاص الحديد وتماسك الجلد وسلامة خلاياه، أما أهم أدواره فتلك التي يساهم بها في تعزيز ودعم جهاز المناعة لدى الإنسان الأمر الذي يبدو في مقاومة نزلات البرد وتكرارها. الجرعة اليومية الكافية من فيتامين «سي» تبلغ 90 ملليجرام للرجال مقابل 75 ملليجرام للنساء يمكن الحصول عليها بسهولة طازجة من مصادرها الطبيعية إذا حرص الإنسان على تناول طبق من السلطة يوميًّا يحتوي الخيار والطماطم والبصل والفلفل الملون والبقدونس أو الكسبرة الخضراء إلى جانب طبق من الخضار المطهو ثم برتقالة واحدة. إذا كان هناك من يفضل أن يتناوله في صورة مكمل غذائي فهو يتاح فى تحضيرات مختلفة منها الأقراص ومنها الذي يذوب في الماء في صورة فوارة. ينصح تقرير هارفارد بألا يتجاوز الإنسان الجرعة اليومية الكافية إلا تحت إشراف طبيب رغم أن الزائد عن حاجته يتخلص منه الجسم بإخراجه إلا أن الجرعات العالية (التي تتجاوز 2000 ملليجرام في اليوم) إنما ينتج عنها أعراض تطول الجهاز الهضمي من رغبة في القيء وآلام في البطن ونوبات إسهال.