تكريم مشروع مسام في مقر الأمم المتحدة بجنيف    تدشين أسبوع المرور العربي في عدد من المحافظات    أنشيلوتي ... سنحقق لقب الليغا عن جدارة    الديوان الملكي السعودي يعلن موعد ومكان الصلاة على الأمير الشاعر "بدر بن عبدالمحسن"    الحوثيون يستعدون لحرب طويلة الأمد ببنية عسكرية تحت الأرض    #سقطرى ليست طبيعة خلابة وطيور نادرة.. بل 200 ألف كيلومتر حقول نفط    آرسنال يفوز على بورنموث.. ويتمسك بصدارة البريميرليج    الرئيس الزبيدي: نلتزم بالتفاوض لحل قضية الجنوب ولا نغفل خيارات أخرى    الثلاثاء القادم في مصر مؤسسة تكوين تستضيف الروائيين (المقري ونصر الله)    من يسمع ليس كمن يرى مميز    مكتب الأوقاف بمأرب يكرم 51 حافظاً وحافظة للقران من المجازين بالسند    معاداة للإنسانية !    صندوق النقد الدولي يحذر من تفاقم الوضع الهش في اليمن بفعل التوترات الإقليمية مميز    نقابة الصحفيين والإعلاميين الجنوبيين تصدر بيانا مهما في اليوم العالمي لحرية الصحافة (3 مايو)    صحة غزة: ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 34 ألفا و654 منذ 7 أكتوبر    الحرب القادمة في اليمن    في ظل موجة جديدة تضرب المحافظة.. وفاة وإصابة أكثر من 27 شخصا بالكوليرا في إب    من هي المصرية "نعمت شفيق" التي أشعلت انتفاضة الغضب في 67 بجامعة أمريكية؟    4 مايو نقطة تحول في مسار القضية الجنوبية!    الرئيس العليمي يوجه بالتدخل العاجل للتخفيف من آثار المتغير المناخي في المهرة    تحديث جديد لأسعار صرف الريال اليمني مقابل العملات الأجنبية    خبير اقتصادي بارز يطالب الحكومة الشرعية " بإعادة النظر في هذا القرار !    بدء دورة للمدربين في لعبة كرة السلة بوادي وصحراء حضرموت    أبطال المغرب يعلنون التحدي: ألقاب بطولة المقاتلين المحترفين لنا    تعز مدينة الدهشة والبرود والفرح الحزين    منظمة: الصحافة باليمن تمر بمرحلة حرجة والصحفيون يعملون في ظروف بالغة الخطورة    وفاة فتاة وأمها وإصابة فتيات أخرى في حادث مروري بشع في صنعاء    المخا الشرعية تُكرم عمّال النظافة بشرف و وإب الحوثية تُهينهم بفعل صادم!    اسقاط اسماء الطلاب الأوائل باختبار القبول في كلية الطب بجامعة صنعاء لصالح ابناء السلالة (أسماء)    الحوثيون يعتقلون فنان شعبي وأعضاء فرقته في عمران بتهمة تجريم الغناء    مارب تغرق في ظلام دامس.. ومصدر يكشف السبب    ماذا يجرى داخل المراكز الصيفية الحوثية الطائفية - المغلقة ؟ الممولة بالمليارات (الحلقة الأولى)    تن هاغ يعترف بمحاولةا التعاقد مع هاري كاين    معركة مع النيران: إخماد حريق ضخم في قاعة افراح بمدينة عدن    اخر تطورات الانقلاب المزعوم الذي كاد يحدث في صنعاء (صدمة)    أفضل 15 صيغة للصلاة على النبي لزيادة الرزق وقضاء الحاجة.. اغتنمها الآن    الهلال السعودي يهزم التعاون ويقترب من ملامسة لقب الدوري    تتقدمهم قيادات الحزب.. حشود غفيرة تشيع جثمان أمين إصلاح وادي حضرموت باشغيوان    بالفيديو.. داعية مصري : الحجامة تخريف وليست سنة نبوية    الوزير البكري يعزي الاعلامي الكبير رائد عابد في وفاة والده    دوري المؤتمر الاوروبي ...اوليمبياكوس يسقط استون فيلا الانجليزي برباعية    صحيح العقيدة اهم من سن القوانين.. قيادة السيارة ومبايض المرأة    بعد إثارة الجدل.. بالفيديو: داعية يرد على عالم الآثار زاهي حواس بشأن عدم وجود دليل لوجود الأنبياء في مصر    أيهما أفضل: يوم الجمعة الصلاة على النبي أم قيام الليل؟    طقم ليفربول الجديد لموسم 2024-2025.. محمد صلاح باق مع النادي    لماذا يُدمّر الحوثيون المقابر الأثرية في إب؟    ناشط من عدن ينتقد تضليل الهيئة العليا للأدوية بشأن حاويات الأدوية    الارياني: مليشيا الحوثي استغلت أحداث غزه لصرف الأنظار عن نهبها للإيرادات والمرتبات    أثر جانبي خطير لأدوية حرقة المعدة    الصين تجدد دعمها للشرعية ومساندة الجهود الأممية والإقليمية لإنهاء الحرب في اليمن    ضلت تقاوم وتصرخ طوال أسابيع ولا مجيب .. كهرباء عدن تحتضر    الخميني والتصوف    جماعة الحوثي تعيد فتح المتحفين الوطني والموروث الشعبي بصنعاء بعد أن افرغوه من محتواه وكل ما يتعلق بثورة 26 سبتمبر    انتقالي لحج يستعيد مقر اتحاد أدباء وكتاب الجنوب بعد إن كان مقتحما منذ حرب 2015    مياه الصرف الصحي تغرق شوارع مدينة القاعدة وتحذيرات من كارثة صحية    المخا ستفوج لاول مرة بينما صنعاء تعتبر الثالثة لمطاري جدة والمدينة المنورة    النخب اليمنية و"أشرف"... (قصة حقيقية)    - نورا الفرح مذيعة قناة اليمن اليوم بصنعاء التي ابكت ضيوفها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بطولات داعش والحرب عليها.. حقيقة أم خدعة «2»
نشر في الخبر يوم 15 - 01 - 2015


1- داعش والمال.
أصدقاء سوريا هو حلفٌ يتكون من70دولة أبرزها أمريكا، وتركيا، وعدّة هيئات ومنظمات دوليّة، وبلدان الاتحاد الأوربي، ومعظم البلدان العربيّة، تتزعمهم المغرب باعتباره عضواً بمجلس الأمن.
تم تشكيل هذا الحلف لدعم الثورة السورية والجيش الحر، ضد نظام بشار الأسد.
في الأسبوع الماضي تقريباً يُصرح أحد قيادات الثورة السورية لوسائل الإعلام، بأن المبلغ الموجود في صندوقهم لا يصل10الف دولار؟! قبل أشهر شاهدتُ ولأكثر من مرة، قيادات ميدانية من الجيش الحر، يناشدون العالم والدول الداعمة، أن تقدم لهم فقط الذخيرة، الجيش الحر ليس لديه ذخيرة، هذا الكلام موجه ل 70دولة تدعم الثورة السورية .
فلا أمريكا ولا المملكة السعودية ولا الدول ال70 قدموا الدعم المالي الذي ينبغي للجيش الحر، الذي هو بالفعل يحارب في الميدان منذ أكثر من ثلاث سنوات، لذلك فإن الثورة السورية لازالت تراوح مكانها حتى اليوم ؟!
لكن في المقابل نجد المليارات التي ترصد وتقدم بالفعل لمن يقال بأنهم يحاربون داعش، الم يكن بالإمكان تقديم جزء من تلك المليارات التي رصدت لمقاتلة داعش، أن تقدم إلى الجيش الحر والثورة السورية، وهي ستتكفل بقتال داعش لاستعادة المناطق التي سيطر عليها التنظيم من أيادي الجيش الحر، بفضل الدعم المالي والسلاح الذي توفر للتنظيم؟! .
وبذلك يمكن لدول الحلف على الأقل، أن توفر على نفسها عناء وخسائر يمكن أن تتكبدها في قتالها مع داعش في المناطق السورية، حين تترك المواجهة بين التنظيم والجيش الحر!!!
هذه المعادلة منطقية إذا كان الهدف بالفعل هو محاربة داعش، ودعم الجيش الحر،
ومن هنا نتساءل كيف تمكن تنظيم داعش من السيطرة على الأراضي الواسعة التي حررها الجيش الحر من النظام في سوريا، وأصبحت تحت سيطرته؟! في ظل صمت دولي شامل، وعلى رأسهم أصدقاء سوريا؟! إلا إذا كان موضوع الدعم للجيش الحر، والحرب على داعش حقيقة معكوسة.
أمر آخر: إذا كان ثمة عداء بين النظام السوري والعراقي من جهة، وتنظيم داعش من جهة أخرى كما يُقال، لماذا يقوم النظام السوري بشراء النفط من تنظيم داعش، الذي يقدر ب مليوني دولار يومياً ؟!
س: أليس من المنطق أن يقوم النظام السوري بشراء ما يحتاجه من النفط، من حلفاءه العراق وإيران ؟! ومن ثم يغلق على التنظيم مصدر بهذا الحجم؟!
س: هل يُعقل أن النظام السوري يشتري نفطه من عدوه بمليوني دولار يومياً ؟! أم إن الهدف من ذلك توفير سيولة ودعم مالي للتنظيم، لشراء المزيد من المناصرين والمرتزقة والأسلحة ؟!
ثم: لا طائرات النظام السوري، ولا العراقي، ولا طائرات التحالف، ضربت أنابيب النفط على داعش؟! لكي تمنعه من التصدير من جهة، ومن جهة أخرى، يتم محاصرته اقتصادياً ؟! ألا يُعد ذلك محافظة على مصادر الدعم المالي للتنظيم ؟!
مرة أخرى يبدو هذا منطقياً في حالة وجود عداء حقيقي بين التنظيم والنظام السوري والعراقي، وأن هناك حرب حقيقية ضد التنظيم.
في تغطية سمجة نشرها الإعلام قبل فترة، تقول بأن التنظيم، استولى على 6مليار دولار، من فرع البنك المركزي في الموصل عند اجتياحها ؟!
لا أعتقد بأن عاقل يمكن أن يُصدق بأن هذا المبلغ (ستة مليار$) يمكن الحصول عليه في بنك واحد، وفي يوم واحد، وبهذه العملة الواحدة.
بل لا يمكن القبول بحصول ذلك المبلغ في مدينة الموصل كاملة، حتى لو تم نهب متاجر المواطنين إلى جوار نهب البنك.
قد يكون ذلك مقبولاً، إن كانت تلك المدينة سويسرا، شريطة أن يكون في تلك المدينة المطابع المركزية، وكانت تقوم بطباعة عملة الدولار، أو حصل ذلك في مدينة كدبي التي تعتبر المركز التجاري الأول في الشرق الأوسط، أو البحرين التي تمثل المركز المالي في الشرق الأوسط، لكن أن يتم الحصول على كل ذلك المبلغ في الموصل شيء لا يعد مقبولاً.
إلا إن كان الهدف من قول ذلك هو إيجاد مبرر علني للتغطية عن الدعم المالي للتنظيم .
2- داعش والسلاح
خلال فترة قصيرة لا تتعدى الشهرين، تكشف وسائل الإعلام المختلفة، بأن الولايات المتحدة، أنزلت أسلحة فتاكة وبكميات كبيرة، حصل عليها تنظيم داعش، واعترفت أمريكا بذلك، وقالت إنه تم بالخطأ !!!
بعد تلك العمليات يبدو أن الإعلام لم يعد قادراً على كشف المزيد من الأخطاء الأمريكية في تزويد التنظيم بالأسلحة ؟!
صحيفة " نيويورك تايمز′′ الأمريكية في عددها الصادر يوم الخميس11-9-2014م تقول: بأن التنظيم استولى على كميات هائلة من الأسلحة الأمريكية، والتي كانت موجهة أصلا لإعادة بناء الجيش العراقي.
السؤال: كيف حصل التنظيم على كل هذه الكميات الهائلة من الأسلحة الأمريكية وفي وقت قياسي؟!
شخصياً: أتوقع أن تكون الإجابة هي: كما حصلت جماعة الحوثي على الأسلحة في اليمن.
نعم هنا استطيع أن أتقبل الأمر، وعندها سيتضح الكثير عن تنظيم داعش.
كما استطيع أيضاً، معرفة كيفية سقوط البصرة، وعدد من المدن أمام تنظيم داعش بتلك الصورة وبتلك السرعة، وكيف تم الاستيلاء على كامل عتاد الجيش العراقي، لأنني ببساطة قد عشت وشاهدت كيف سقطت عمران، وصنعاء، وبقية المعسكرات، وكيف حصل لبقية المدن التي سقطت أمام مليشيات الحوثي في اليمن.
وعندما نعرف بأن الجيش العراقي الذي شكله المالكي، هو من الطائفة الشيعية، سنكتشف أيضاً كيف يُراد لنا أن نصدق بأن هذا الجيش الطائفي استسلم أمام داعش التي يقال بأنها السنية !!!
هل يُعقل أن يُسلم الجيش الشيعي، تلك الأسلحة التي وصفتها صحيفة نيويورك بأنها مهولة، إلى تنظيم سني، يريد إقامة الخلافة ؟!
ثم لنا أن نتساءل: أين ذهب الجيش العراقي الشيعي الذي شكله المالكي ؟!
وأين ذهبت تلك المليشيات التي دعت إليها مرجعيات شيعية في أول ظهور لتنظيم داعش؟! لماذا لم نسمع عن بطولاتهم ؟!
أم هم الآن ضمن جيش داعش، لذلك هي تحقق العديد من الانتصارات، رغم الحلف الدولي الذي بلغ 40دولة ؟!
3- مناطق بطولات التنظيم
سبق الإشارة إلى المناطق التي سيطر عليها التنظيم في العراق، وأن بداية المعارك التي خاضها هي من مدينة الفلوجة، التي يعرفها العالم بسنيتها وقتالها ضد أمريكا، والمالكي، أليس مما يدعو للتعجب أن تبدأ بطولات داعش من نفس المدينة وذلك في 4يناير2014م .
أليس من المنطق لو كانت داعش سنية وتريد إقامة الخلافة، أن تتفق مع ثورة العراق السنية ضد نظام المالكي، وتتفق مع أبناء الفلوجة، ليتم القضاء على نظام المالكي تمهيداً لإعلان الخلافة في العراق؟!
كذلك الأمر في سوريا، انطلقت بطولات داعش من المناطق التي حررها الجيش الحر وثوار سوريا، وكانت أعنف المعارك التي خاضتها داعش، هي مع ثوار سوريا وليس مع النظام، ومن خلال الدعم السخي المقدم لداعش، والحصار الخانق على ثوار سوريا، من العالم و من أصدقاء سوريا -عدى تركيا وقطر- تمكنت داعش من السيطرة على مناطق واسعة، كانت كلها تحت سيطرت الجيش الحر وثوار سوريا.
ألا يقول المنطق، لو أن داعش سنية، تسعى إلى الخلافة، لكانت إلى جوار الجيش الحر، لمواجهة النظام، تمهيداً لإعلان الخلافة ؟!
في الجيش الحر أكثر من 100فصيل، تنوعات الشعب السوري جميعها، تقاتل النظام في الجيش الحر، إلا داعش ليست واحدة من تلك المكونات، لماذا !!!
ألا يوحي ذلك بأنها مع النظام، معاركها وأماكن تواجدها يشير إلى ذلك.
ولكي يبرر التنظيم مثل هذه المواقف العجيبة لأتباعه، من أولئك الذين حملتهم العاطفة، وجرتهم المظاهر، للقتال من أجل إعادة الخلافة، فإن لديهم قواعد فقهية، يصدرها قيادات في التنظيم، لا يهم إن كانوا أمنيين، أو لا يفقهون من الدين شيء، ما دامت لحاهم هي الأطول، وعمائمهم الأكبر، وثيابهم الأقصر.
لعل أبرز هذه القواعد: (قتال المرتد أولى من قتال الكافر) لا أدري من أي فقه هذه القاعدة، ولا أعرف ماهي شروط المرتد عندهم.
لكني أعتقد أن شعار الحوثي في اليمن، انطلق من خلال هذه القاعدة أيضاً، يقتل اليمنيين ويحمي السفارة الأمريكية، يقول الموت لأمريكا، ويقتل اليمنيين، يقول بمكافحة الفساد، ويعينهم في أرفع المناصب، ينادي بالعدل وينهب بيوت وممتلكات المواطنين.
أعتقد بأن هذه القاعدة لا تعني سوى وجوب قتال المسلمين، لمجرد أنك تطلق عليهم اسم المرتد، فيكون قتالهم واجبٌ عليك، الكفار لا حرج عليهم، ربما إن أسلموا عندها يتوجب قتالهم.
مرة أخرى: هناك توافق ملحوظ، بين القواعد الفقهية لتنظيم داعش، والقواعد الفقهية للحوثي في اليمن.
هم يقاتلوا الجيش الحر لأنه في نظرهم مرتد، أما النظام السوري فهو كافر، لهذا لن يقاتلوه، ومن ثم ندرك لماذا لم تحرر داعش مناطق من النظام السوري، إلا ما ندر وهو قليل جداً ؟!
العجيب أنهم ينطلقون من هذه الفتاوى، ليكفروا بعضهم البعض، لذلك وصل خلافهم إلى المواجهة المسلحة بين بعض فصائلهم، لأن التنظيم حين أعلن الخلافة، جعل كل من يعارضه في طائفة البغاة، ومن لم يعترف به فهو كافر.
من المفارقات أيضاً: أن ما يبثه الإعلام من بطولات وصور ومعارك لتنظيم داعش، رغم الإمكانات التي يفترض أن تكون بسيطة وبدائية، يفوق بكثير بطولات الحلف الذي يقاتل داعش، برغم تفوقهم التكنلوجي والتقني.
س: ألا يُعتقد بأن الهدف من ذلك هو التهويل من هذا التنظيم؟! ونشر ما يعتبروه جرائم ضد الإنسانية، لتشويه الدين الإسلامي وأحكامه وحدوده ؟!
كما أننا بحق، لا نعرف حقيقة وأسباب الكثير من تلك المعارك التي يقوم بها التنظيم، ولا نعرف حال الذين يقتلون بتلك الصورة، ألا يحتمل أن تكون تلك المناطق التي تقام فيها معارك داعش هي سنية، وأن أولئك الذين يقتلون هم من يعادون النظام في سوريا أو العراق؟!
ثم: ما فائدة أن يقوم التنظيم إعلامياً، بعرض كيف يرجم امرأة يقول إنها زنت، وكيف يقطع يد شخص يقول إنه سرق ؟!، في الوقت الذي يدرك بأنه تنظيم يحاربه العالم، ومن أسباب الحرب عليه مثل هذه الأمور؟!.
أليس من الحكمة عدم نشر مثل تلك القضايا بتلك الصورة ؟! وإذا ثبتت لديه مخالفة شرعية، فعليه أن ينفذها ويكتفي بحضور طائفة من المؤمنين وهم الموجودين ؟!
قيل لنا بأنه في8أغسطس2014م كانت أول ضربة أمريكية على داعش، هكذا قيل لنا ولا أعرف شخصياً حقيقة نتيجة تلك الضربة، ولا الضربات التي تلتها، فقط سمعت كلاماً إعلامياً تم تناقله في وسائل الإعلام، شخصياً لم أجد ما يمكن أن يثبت حقيقة ذلك الادعاء.
ماهو مؤكد أنه وبعد تلك الضربات الأمريكية، قام التنظيم بفتح معركة جديدة ومهمة وخطرة، وهي معركة طوباني أو عين العرب، وذلك في 15سبتمبر2014م !!!
وفي 19ديسمبر خرج العديد من اليزيديين من قراهم؛ في عين العرب، مما سهل الاستيلاء على العشرات من القرى المحيطة بالمدينة التي أصبحت شبه خالية من السكان.
وقالوا لنا أيضاً: أن طموح مقاتلي داعش، أصبح يتمثل في السيطرة على إقليم كردستان، الذي سيسمح لهم بالسيطرة على كل الحدود التركية مع العراق وسوريا، لا أدري لماذا الحدود التركية، هل يريد التنظيم قطع أي إمداد للجيش الحر؟! أم يريد أن يدفع بتركيا إلى واجهة الحدث، كما يتم التخطيط لها من قبل الدول الأوروبية ؟! أم كل هذه الأسباب هي أهداف ومخططات على داعش تنفيذها ؟!
في برنامج بلا حدود، الذي يُبث في قناة الجزيرة كل أربعاء، كانت الحلقة قبل شهر تقريباً بعنوان (حقيقة تنظيم داعش في العراق وسوريا) مع الشيخ/ حسن الدغيم، رئيس هيئة دعاة الثورة في شمال سوريا، الذي التقى ببعض أفراد التنظيم في سوريا لأكثر من لقاء، بهدف ضمهم لمكونات الجيش الحر.
اللقاء كشف عن حقائق غاية في الأهمية والخطورة (يمكن الرجوع إليه).
تحدث الضيف عن بعض بطولاتهم، ضمن معلومة طرحها مقدم البرنامج أحمد منصور، الذي نقل خبراً من تقرير المرصد السوري لحقوق الإنسان بتاريخ17ديسمبر2014م جاء فيه: بأن داعش قتلت 1,429شخص، تم إعدامهم وتوثيقهم من قبل تنظيم الدولة، من بينهم700من أفراد عشيرة (الشعيطات السنية، منهم نساء وأطفال)
يقول الشيخ/ حسن الدغيم، أن ذلك صحيح، وأن هذه القبيلة هي من أوائل من خرج في الثورة السورية على النظام، وأنه تم الانتقام منها بأيدي تنظيم داعش، وأن التنظيم استباح نسائهم، وأموالهم، وكل أملاكهم، بدعوى أنهم مرتدين.
4- بعض قيادات التنظيم
في نفس البرنامج، تحدث الضيف، عن بعض قيادات التنظيم فقال:
-أبو أيمن العراقي، هو ضابط أمن عراقي شيعي، أعلن تسننه (أي أصبح سنياً)
-أبو علي الأنباري، وأبو محمد العاني، وأبي عبدالرحمن البيلاوي، وأبو انس الشامي، كلهم ضباط أمنيين معروفين، هم الآن قيادات في التنظيم.
-أما أبوعبدالله الكويتي، فقد كان أحد القيادات الهامة في التنظيم، هذا الرجل أفتى بقتل أكثر من450شخص من قبائل الشعيطات، وبعد فترة يُعلن التنظيم، أنه قتله لأنه عميل لبريطانيا، لكن يُعتقد بأن السبب الحقيقي وراء قتله، أنه من جماعة أبو عمر الكويتي، وهذه الجماعة تكفر أبو بكر البغدادي، فتم قتله .
-نديم بالوش: هو عضو بارز في تنظيم الدولة، كان في السجن، وهو متهم بقتل قاضي في الجيش الحر، وكان الشيخ/حسن الدغيم هو القاضي المكلف بمحاكمته، لكن أبو أيمن العراقي، قام باقتحام السجن مع مجموعة من التنظيم وتم تهريبه، وهو الآن من قيادات تنظيم داعش.
– أبو علي الأنباري: هو المسؤول الأمني الأول في التنظيم، وهو ضابط استخبارات عراقي قديم.
– مريقب الشامي: أحد أشهر إعلامي التنظيم، يقول في أحد تغريداته على تويتر، إذا دخلنا فلسطين لن نقاتل إسرائيل، وإنما سنقاتل حماس لأنها مرتدة، أما القدس فإنهم يقولون: عيوننا على القدس.
-أبو خالد السوري: هو قائد تنظيم جند الخلافة، قابله الضيف شخصياً، وقال له بالحرف، كل من يرفع علم الاستقلال (وهو العلم الذي يرفعه الجيش الحر) فإنه كافر مرتد يجب قتاله، ماذا تعني هذه الفتوى؟! .
– أبو عمر الكويتي: هو الآخر قابله الضيف شخصياً، وقال له من لم يُبايع التنظيم فهو كافر، وصرح بكفر الجيش الحر.
العجيب أنهم يقاتلون الجيش الحر، برغم أنهم كفروه كما كفروا النظام السوري، ولأن فتاواهم مزاجية فهم يتناقضون معها، فمثلاً هم يقاتلون الجيش الحر، ولا يقاتلون النظام السوري، مع أنهم قد كفروا الفريقين !!!
5- مكونات داعش
يتكون التنظيم من فئات مختلفة أهمها مجموعتين أساسيتين هما:
أ- القيادات وهي التي تتحكم بالتنظيم، أغلبهم قيادات أمنية.
ب- المغرر بهم: وهم الغالبية الذين يرون راية داعش ويشاهدون اللحى الكثيفة، والعمائم والشعارات المختلفة، فيعتقدون بأن هؤلاء هم الذين سيتم بهم إعادة الخلافة الأولى، هذه الفئة من دول عدة، وتتميز بالعاطفة للدين وقلة العلم الأمر لذي يجعلهم غير قادرين على فهم المقاصد الشرعية والأحكام الفقهية، لذلك فإن القيادات هي التي تفسر لهم وتصدر لهم الفتاوى، ثم ترسلهم إلى القتال.
-فئة المنتفعين مادياً: وهم الباحثين عن المال والمناصب، بغض النظر عن التوجه ومن يصدر التوجيهات والأوامر، وقد كثرت هذه الفئة بعد أن توسع دخل التنظيم مالياً، وأصبح لديه موارد مالية ضخمة.
6- أخيراً: على من نعول إذاً..
هل يعني ذلك أنه لا أمل في أن يأتي للأمة الإسلامية من يأخذ بيدها ويوحد كياناتها المتناثرة والمتناحرة ؟!
ذلك ليس المقصود بأي حال من الأحوال، لكن التجارب التاريخية، تؤكد بأنه لا يمكن لمجموعة من الناس، تجمعوا من دول مختلفة، لا يعرفهم أحد، يخرجون في بقعة من الأرض، يعلنون بأنهم من سيؤسس لدولة إسلامية موحدة.
لمجرد أنهم أناس يطلقون لحاهم ويلبسون العمائم –لا نقول ذلك استهزاء باللحى والعمائم، لكنهم بها يغرون على البسطاء- التف حولهم عدد من الأفراد، لا يعرف أحدٌ مصادر تمويلهم، وعلى وجه الخصوص المال والسلاح.
في السابق وجد تنظيم القاعدة، الذي انتشر في مناطق كثيرة من العالم، وكانت معالمه أكثر وضوحاً من التنظيم الحالي، وإن حصلت فيه اختراقات أمنية كبيرة، ولم تكن مصادر تمويله معروفة، ذلك التنظيم تشتت جماعاته وتفرقت في الكثير من البلدان، لأسباب كثيرة كان منها، ما تلقاه من ضربات مركزة في العديد من مراكز تواجده (أفغانستان، واليمن، والعراق) بعد أحداث 11سبتمبر2001م.
مثل هذه التنظيمات، التي لا تكون نابعة من مجتمع تحكمه قواعد وأسس مختلفة، ويجمعه قيم وتاريخ، لا يمكن أن تمثل النواة لبناء دولة، يراد لها أن تجمع كل المتناقضات في الوطن العربي والإسلامي.
الذين يرون بأن صلاح الدين الأيوبي فعل ذلك، لا يعرفون أن كافة المنطلقات التي انطلق منها صلاح الدين، تختلف جذرياً عن ما نجده في مثل هذه التنظيمات، التي يُراد لنا أن نصدق أنها النواة لإقامة الخلافة الإسلامية.
إذا أردنا أن يكون رهاننا مُجدياً، فعلينا أن نراهن على الشعوب العربية والإسلامية، لا يزال في كل الشعوب العربية ذلك الانتماء العربي والإسلامي، النابع من السلوك الديني القويم، تلك الشعوب التي انتمائها واضح المعالم ومصادر انطلاقتها نابع من تاريخ وقيم الشعب الممتد عبر قرون، هذه الشعوب لا يزال بمقدورها أن تفعل الكثير، الذي يحول دون ذلك هم الحكام.
ما يعني بأن على الشعوب أن تدرك، بأن الخطوات التي يجب أن تنطلق منها أسس بناء الوطن العربي الواحد، هي التحرر من زمام وأغلال أولئك الحكام، الذين يقيدون حرية، وفكر، وحركة هذه الشعوب.
بغض النظر عن الوسيلة التي يمكن الانطلاق منها، فمثلاً الخروج المسلح ليس شرطاً لتحقيق ذلك، بل إن كل وسيلة يمكن أن توصل الشعوب إلى إزاحة المستبدين من مواقع القرار، بأقل الخسائر وأيسرها وأكثرها ضماناً لذلك، يمكن الأخذ بها والسعي إليها.
ليس من المعقول السعي إلى تحرير الشعوب ورفع الظلم عنها من خلال تعريضها للقتل والتشريد، بدعوى الجهاد ونيل الشهادة، الإسلام جاء للحفاظ على النفس البشرية بكل الوسائل، بل الحفاظ على كل نفس ( الم تدخل امرأة مسلمة النار بسبب هرة حبستها، وأخرى بغية دخلت الجنة لأنها سقت كلباً ؟! )
كما لا يشترط في إقامة الخلافة، وتوحيد العرب والمسلمين، أن تكون الخلافة بنفس تلك الطريقة التي كانت عليها قبل قرون من الزمان، بل ما يمكن أن يوصل الشعوب إلى التقارب والتعاون، والحفاظ على دينها، وقيمها، وعاداتها، وثرواتها، ويجعلها متعاونة فيما بينها، يمكن الأخذ به.
بغض النظر عن الشكل السياسي، أو القانوني لذلك الكيان، مادام سيحافظ على مقومات الأمة، وينطلق من الحفاظ عليها، وما دام لا يتعارض مع أسس الدين الإسلامي الحنيف.
الشعوب العربية، وبخاصة شعوب الربيع العربي، هي اليوم أكثر إدراكاً وأكثر فهماً ودراية، بالعديد من الوسائل والطرق، التي من خلالها يمكن الولوج إلى مستقبل أكثر إشراقاً، لأنها قد تذوقت مقدمات الحرية، التي كانت تراها من قبل مستحيلة، وخاضت غمار معارك أصابت في بعضها وأخطأت في البعض الآخر، لكن ذلك قد أكسبها تجارب كثيرة.
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.