استهدف الهجوم المسلح الذي قتل تسعة أشخاص وأصاب سبعة آخرين في إطلاق نار داخل كلية بولاية اوريغون الأمريكية "المسيحيين" بشكل خاص، حسبما أفاد والد أحد الضحايا. وفتح منفذ الهجوم، الذي عرف بأن اسمه كريس هاربر ميرسر، النار يوم الخميس داخل أحد فصول الدراسة بكلية "امبكوا كومينوتي"، لكنه قتل في تبادل اطلاق النار مع الشرطة. وأعرب الرئيس باراك أوباما عن شعوره بالإحباط إزاء الردود "الروتينية" للتعامل مع جرائم إطلاق النار الجماعي، مشيرا إلى أن الولاياتالمتحدة أصبحت "عاجزة" إزاء هذه الهجمات. وقال ستيسي بويلان، والد إحدى الطالبات التي نجت من الهجوم، لشبكة "سي إن إن" نقلا عن ابنته إن منفذ الهجوم سأل ضحاياه عن دينهم قبل إطلاق النار عليهم. ووفقا لرواية بويلان، فإن منفذ الهجوم سأل ضحاياه "هل أنتم مسيحيون؟ إذا كنت مسيحيا عليك أن تقف". ونقل الوالد عن ابنته قولها أيضا إن المسلح أبلغ الطلاب الذين قتلهم "لأنكم مسيحيون فإنكم ستلقون الرب فقط في غضون ثانية واحدة". وأدلت طالبة أخرى نجت من الهجوم وتدعى كورتني مور تصريحا يتضمن نفس الرواية لصحيفة "نيوز ريفيو" المحلية. ورفضت الشرطة الكشف عن هوية منفذ الهجوم، لكن مسؤولين أبلغوا وسائل إعلام أمريكية بأن اسمه كريس هاربر ميرسر. وأكد رئيس شرطة دوغلاس جون هانلين أنه لا يريد أن يمنح هذا الرجل "الشرف الذي كان على الأرجح يسعى إليه قبيل هذا الحادث المروع والجبان." لكن هانلين تعرض لانتقادات بسبب موقفه السابق الذي يرفض إجراءات منع حيازة الأسلحة. وبعد ساعات من الهجوم، حض الرئيس الأمريكي باراك أوباما، الذي بدا محبطا، على تشديد قوانين حيازة الأسلحة في الولاياتالمتحدة قائلا إن الصلوات فقط "لم تعد كافية". وقال إن حوادث إطلاق النار هذه والرد عليها أصبحت معتادة، وأعرب عن غضبه الشديد إزاء هذا الهجوم. وأضاف: "إننا لسنا البلد الوحيد على وجه الأرض الذي لديه أشخاص يعانون من أمراض نفسية أو يريدون أن يلحقوا الضرر بآخرين. لكننا الدولة المتقدمة الوحيدة على الأرض التي تشهد مثل هذه الأحداث لإطلاق النار الجماعي كل مرور أشهر قليلة." وفي إشارة إلى مقابلته مع بي بي سي التي تحدث فيها عن هذه الهجمات، قال الرئيس الأمريكي إن دولا مثل بريطانيا وأستراليا أظهرت أنه من الممكن وضع تشريعات فعالة لمواجهة هذا الأمر. وأدلى بعض مرشحي الرئاسة الأمريكية بتعليقات أيضا بشأن هذا الحادث المروعة. وبعد فترة قصيرة من وقوع الهجوم، اتصل المرشح الجمهوري دونالد ترامب بصحيفة واشنطن بوست ووصف "المأساة المروعة" التي بدت وكأنها جراء "مشكلة أخرى تتعلق بالصحة النفسية". وأضاف ترامب بأن عمليات إطلاق النار الجماعي أصبحت أكثر تواترا. وقالت المرشحة الأمريكية البارزة عن الحزب الديمقراطي هيلاري كلينتون: "إننا نرى عمليات إطلاق النار الجماعي تحدث بصورة متكررة"، داعية الشعب الأمريكي إلى أن يتحلى "بالإردة السياسية للقيام بكل ما في وسعه حتى نتمكن من الحفاظ على حياة الناس". وأفادت تقارير بأن المسلح الذي نفذ الهجوم ولد في بريطانيا وانتقل إلى الولاياتالمتحدة وهو طفل صغير. وقال رجل عرف أنه والد منفذ الهجوم ويدعى ايان ميرسر لوسائل إعلام أمريكية أنه "أصيب بالصدمة تماما مثل أي شخص آخر" جراء ما فعله نجله. ولم يعرف الدافع وراء الهجوم، لكن الشرطة قالت إنها تحقق في تقارير تشير إلى أنه حذر من نواياه على مواقع التواصل الاجتماعي. وقالت لوري اندروز، التي تعيش قبالة الحرم الجامعي للكلية، إنها سمعت صوتا يشبه المفرقعات ثم خرجت من منزلها ورأت أعدادا كبيرة من الطلاب يخرجون من الكلية في حالة هلع. وأضافت:" واحدة من الفتيات خرجت وهي ملفوفة في بطانية وعلى جسدها دماء." وقالت هانا مايلز، البالغة من العمر 19 عاما، إنها وزملاءها الطلاب اقتيدوا إلى مكتبة قريبة حيث اختبئوا في غرفة خلفية. وكان نحو 3000 طالب موجودين داخل المؤسسة التعليمية الواقعة في منطقة ريفية في روزينبرغ على بعد نحو 280 كيلومترا إلى الجنوب من بورتلاند. وتجمع مئات الأشخاص للمشاركة في حفل تأبين على ضوء الشموع في إحدى حدائق روزينبرغ مساء بالتوقيت المحلي. وفي تسجيل صوتي من إحدى المحطات الإذاعية التابعة للشرطة، سمع ضابط وهو أن المشتبه بتنفيذه الهجوم قتل وأن هناك "إصابات عديدة بالرصاص" وطالب بانتقال العديد من سيارات الإسعاف إلى موقع الهجوم. ويعتقد أن المهاجم استخدم "بندقية طويلة". ونقل الطلاب إلى حافلة متجهة إلى منطقة مفتوحة تقام فيها المعارض للانضمام مع أسرهم وأحبائهم. ويبلغ معدل العمر للطلبة في الكلية نحو 38 عاما، ونسبة الأناث فيها 58% والذكور 42% ، طبقا لإحصاءات في موقع كلية أُمبكوا.