أغلقت السلطات السورية طريق مطار دمشق الدولي مع تواصل المعارك أمس الخميس، وبينما قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن عشرات الاشخاص قتلوا معظمهم في حلب ودير الزور وحمص، في حين أعلن الجيش السوري الحر عن سيطرته على كتيبة للدفاع الجوي في حلب وحواجز أمنية في إدلب، واستولى على العشرات من صواريخ سام 7 المضادة للطيران من طراز كوبرا. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن طريق مطار دمشق الدولي قد أغلق بسبب استمرار الاشتباكات والعمليات العسكرية على أطراف الطريق، بينما نقل ناشطون عن سلطات المطار تأكيد إغلاقه بذريعة أعمال الصيانة دون تحديد موعد لإعادة فتحه. وسقط معظم القتلى -وفق ناشطين- في حلب ودير الزور وحمص حيث تواصل قوات النظام حملات عسكرية في تلك المناطق. كما قصف جيش النظام صباح الخميس مناطق بأحياء دمشق الجنوبية، وفق ما نقلته وكالة شام الإخبارية، كما هدمت بالجرافات منازل فوق ساكنيها في حي اللوان بمنطقة كفر سوسة بالعاصمة، وقتلت عددا من الأشخاص وشنت حملات دهم واعتقال بين الأهالي. وقال ناشط إن "حجم الإجرام لا يصدق إذ يتم القتل على الهوية الشخصية، والجثث ملقاة في الطرقات، ويتم دهم وترويع من تبقى من الأهالي في ظل وجود عدد من الجرافات التي تهدم المنازل وتجرف المكان في عدة اتجاهات". في هذه الأثناء قال ناشطون سوريون إن الجيش الحر سيطر على حاجزين أمنيين تابعين للجيش النظامي في أطراف مدينة إدلب. وأضاف الناشطون أن قوات الجيش الحر استولت على دبابة من أحد الحواجز بعد الاشتباك مع عناصره. وكان "الحر" قد أعلن الاربعاء أنه أسقط طائرة ميغ 23 بمدينة دارة عزة بريف حلب. وهذه هي الطائرة الحربية الثانية التي يسقطها في غضون أربع وعشرين ساعة. بدوره اكد ملازم منشق أن الجيش الحر استولى على عدد من صواريخ ارض جو التي تشكل خطرا على سلاح الطيران التابع للقوات النظامية بعد سيطرته على قاعدة عسكرية في شمال سوريا. وقال الملازم مهند الذي انشق مع 12 جنديا آخرين من الفوج 46 الذي سيطر عليه المقاتلون في 18 تشرين الثاني "كانت العشرات من صواريخ سام 7 المضادة للطيران من طراز كوبرا، مخبأة تحت الارض في هذه القاعدة، وكشفتها قنبلة القتها مقاتلة من طراز ميغ" قصفت القاعدة مع هجوم المقاتلين عليها. اضاف "كانت هذه القاعدة نقطة اساسية في شمال غرب سوريا وتاليا مفتاحا في الدفاع الجوي ضد تركيا او تهديدات جوية قادمة من اوروبا"، بحسب ما قال مهند الذي بات يقاتل مع المقاتلين في صفوف "كتئب الاسلام" ذات التوجه الاسلامي في غرب محافظة حلب. كما استولى المقاتلون في هذا الهجوم على نحو 15 دبابة وعربة مدرعة سوفياتية الصنع، وعلى مدافع ثقيلة وراجمات صواريخ ومدافع هاون من عيار 120 ميلليمترا، ونقلوها الى قواعدهم الخلفية القريب من الحدود التركية، بحسب ما لاحظ صحافي في فرانس برس انتقل الى المكان بعد الهجوم. واضاف مهند "الصواريخ لم تدمر او تعطل خلال حصار الفوج لان الضباط المسؤولين عنه لم يعتقدوا ان الهجوم قريب، وكان يظنون ان دفاعاتهم ستتصدى لاي اعتداء مماثل وان الامدادات ستصل اليهم من حلب". وتابع "اعتقد الضباط انهم سيستفيدون من هذه الصواريخ في حال تدخل اجنبي او قصف جوي غربي". وكان العميد المنشق احمد الفج الذي قاد الهجوم على الفوج، قال ان المقاتلين قتلوا نحو 300 عنصر من القوات النظامية واسروا 70 آخرين "سيحاكمون قريبا". واشار الى ان "المقاتلين تمكنوا ايضا من الاستحواذ على العشرات من صواريخ سام 7″، لا سيما منهم المجموعات التي يقودها الشيخ توفيق، وهو قائد معارض ذات توجه اسلامي يحارب تحت مظلة الجيش السوري الحر، ويتخذ من معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا مقرا له. وفي السياق ذاته كشف مسؤولون استخباراتيون غربيون أن الثوار السوريين حصلوا خلال الأسابيع الأخيرة على حوالي أربعين صاروخا مضادا للطائرات العسكرية. ونقلت صحيفة واشنطن بوست الأميركية عن المسؤولين الذين طلبوا عدم الكشف عن أسمائهم أن الهدف من امتلاك هذه الصواريخ مواجهة الهجمات التي تنفذها الطائرات العسكرية السورية. مشيرين إلى أن تأثيرها ظهر بإسقاط المروحية الحكومية قرب حلب. وقال المحلل العسكري رياض قهوجي إن الثوار سيطروا على صواريخ أرض جو وبدؤوا باستخدامها بشكل جيد في المعركة، حيث بدأ النظام بخسارة عدة طائرات يوميا، وهو تحول مهم في مسار الصراع نظرا لفقد النظام تفوقه في السلاح الجوي. وكان جيش النظام قصف الاربعاء بالمدفعية الثقيلة والهاون مدنا وبلدات ببيلا وبيت سحم ويبرود والنشابية وعربين والزبداني والسيدة زينب في ريف دمشق، فضلا عن قصف جوي على داريا والمعضمية وكفربطنا وزملكا وعدة مناطق بالغوطة الشرقية. وتحدث ناشطون عن قصف جوي ومدفعي على أحياء حمص المحاصرة، وعلى مدن تلبيسة والحولة والرستن، وكذلك على أحياء بني زيد والليرمون وبستان الباشا والميدان ومساكن هنانو بحلب، وعلى بلدات عزيزة ودار عزة وبيانون وحيان ومحيط كلية المشاة في ريف حلب. جرت مواجهات عنيفة فجر الخميس بين جيش النظام ومقاتلي الجيش الحر حول قاعدة وادي الضيف العسكرية في شمال غرب البلاد التي يحاصرها المقاتلون، حسبما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان. وذكر المرصد في بيان "تدور اشتباكات عنيفة منذ فجر اليوم بين القوات النظامية ومقاتلين من عدة كتائب مقاتلة في محيط معسكر وادي الضيف للقوات النظامية الواقع شرق مدينة معرة النعمان في ريف ادلب (شمال غرب)". واشار المرصد الى وجود "حشد للكتائب المقاتلة في محاولة لاقتحام المعسكر" لافتا الى "ترافق الاشتباكات مع قصف متبادل". ويعد هذا المعسكر الاكبر في منطقة معرة النعمان، المدينة الاستراتيجية التي سيطر عليها الجيش الحر في التاسع من تشرين الاول الماضي، وتحاول القوات النظامية استعادتها.