تشهد عدة عواصم ومدن عربية، اليوم الجمعة، مظاهرات ومهرجانات وصلوات، تتنوع أهدافها، ما بين الاحتجاج على سياسات السلطات الداخلية، ورفض الممارسات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، إضافة إلى شكر تركيا على موقفها من الأزمة السورية ، واستضافتها للاجئين السوريين. وأبرز تلك الفعاليات، ستشهدها مصر والسودان والأردن وفلسطين والعراق وسوريا. ففي مصر ، دعا "تحالف دعم الشرعية ورفض الانقلاب" الداعم للرئيس المعزول، محمد مرسي، إلى التظاهر بعد ظهر اليوم تحت شعار "القاهرة عاصمة الثورة"، للمطالبة بإنهاء ما يصفه ب"الانقلاب العسكري". وتتزامن تلك المظاهرات مع بدء احتفالات مصر بالذكرى ال 40 لحرب 6 أكتوبر/تشرين الأول، والتي كان من أبرز نتائجها، تحرير شبه جزيرة سيناء، شمال شرقي البلاد، من الاحتلال الإسرائيلي. ومع الدعوة لمظاهرات اليوم، يدعو التحالف إلى "الزحف" إلى ميدان التحرير بوسط القاهرة، الأحد المقبل الموافق ليوم 6 أكتوبر/تشرين الأول. وتدخل الاحتجاجات على عزل مرسي، اليوم الجمعة، أسبوعها الخامس عشر، ويلمح الشعار الجديد "القاهرة عاصمة الثورة" ، إلى أن التحالف سيسعى لحشد أكبر عدد من أنصاره بالمحافظات في ميدان التحرير، وسط مخاوف من اندلاع أعمال عنف مع معارضي مرسي الذين يعتزمون كذلك التوجه إلى الميدان للاحتفال بعيد 6 أكتوبر. وتتواصل في السودان الدعوات إلى التظاهر لليوم الثاني عشر، في ظل الاحتجاجات على قرار الحكومة برفع الدعم عن الوقود. وبحسب دعوات لناشطين سودانيين على "فيس بوك"، فإن مظاهرات اليوم ستكون تحت شعار "جمعة الأحرار"، في إشارة إلى المعتقلين من الناشطين والمعارضين الذين تم إلقاء القبض عليهم خلال الاحتجاجات. وفي الأردن، يعتزم "التيار السلفي الجهادي" الاعتصام، بعد الظهر، في ساحة النخيل، بوسط العاصمة عمَّان، للمطالبة بالإفراج عن الموقوفين من أنصاره. واعتقلت الأجهزة الأمنية الأردنية 7 من منتسبي التيار، الثلاثاء الماضي، على خلفية مشاركتهم في وقفة احتجاجية ، أمام محكمة أمن الدولة بالعاصمة عمان، حسبما أفاد محامي التنظيمات الإسلامية موسى العبداللات، لوكالة لأناضول في وقت سابق. وكان التيار "السلفي الجهادي" قد أقام وقفة احتجاجية أمام محكمة أمن الدولة، الشهر الماضي، للمطالبة بالإفراج عن معتقلين على خلفية أحداث الزرقاء والقتال في سوريا. وأحداث الزرقاء، هي أعمال العنف التي رافقت مظاهرة نظّمها "التيار السلفي الجهادي" في 16أبريل/نيسان من عام 2011 في مدينة الزرقاء (شمال شرق العاصمة) وأدّت إلى إصابة 91 من رجال الأمن، بحسب ما أعلن الأمن آنذاك. ويوجد في السجون الأردنية، نحو 130 معتقلاً "جهادياً" ، على خلفية قضايا مختلفة، وفقا للمحامي نفسه، فيما لم يتسن الحصول على تعقيب فوري من السلطات الأردنية على ما ذكره العبداللات. ولهدف مختلف، تنظم الهيئة الشعبية الأردنية للدفاع عن المسجد الأقصى والمقدسات، مسيرة سيارات، عصر اليوم، في عمَّان، تنطلق من أمام مقر مجمع النقابات المهنية، للاحتجاج على "الاعتداءات" الإسرائيلية على المسجد الأقصى بالقدسالمحتلة. وبحسب ما نشرته وسائل إعلام محلية، نقلا عن مسؤولين من الهيئة، فإن هدف هذه المسيرة أيضا توجيه رسالة إلى الحكومة الأردنية ، بأن حماية الأقصى هي مسؤولية الأردنيين، نظاما وحكومة وشعبا، وأن الاعتداء عليه هو اعتداء على السيادة الأردنية. وفي العراق، يعتزم "التيار الصدري"، التابع للزعيم الشيعي، مقتدى الصدر، تنظيم مظاهرات اليوم في بغداد لمطالبة الحكومة بإطلاق سراح المعتقلين، الذين تم سجنهم، خلال مواجهات شاركوا فيها ضد الاحتلال الأمريكي عام 2005. كما تشهد عدة محافظات عراقية "صلوات" موحدة، يعقبها مظاهرات تطالب نور المالكي، رئيس الحكومة، بالرحيل عن منصبه، كما تدعو لوقف ما يصفها المتظاهرون بالممارسات "الطائفية"، وبعمل إصلاحات جذرية في الدستور وقانون الانتخابات. وفيما يتعلق بالأراضي الفلسطينية، تشهد الضفة الغربية، تشهد اليوم، مدن وقرى مسيرات؛ استجابة لدعوة توجهها (لجان المقاومة الشعبية) ضد الجدار الفاصل بين الضفة وإسرائيل، والاستيطان الإسرائيلي. وينظم الفلسطينيون مسيرات أسبوعية، بعد صلاة الجمعة في كل من بلعين ونعلين والنبي صالح غرب رام الله، والمعصرة غرب بيت لحم، وكفر قدوم غرب نابلس، أحيانا يتخللها مواجهات مع القوات الإسرائيلية. وفي مدينة القدس الشرقية المحتلة، يؤدي فلسطينيون من سكان القدس،الصلاة بالمسجد الأقصى، ومن تسمح لهم السلطات الإسرائيلية من سكان الضفة الغربية، والقرى العربية في إسرائيل بدخول القدس والوصول إلى المسجد. وغالباً ما تنشب بعد صلاة الجمعة مباشرة، مواجهات بين فلسطينيين، وقوات من الشرطة الإسرائيلية، جراء منع الأخيرة لأعداد منهم من الدخول للأقصى والصلاة فيه، أو لسماحها بدخول مستوطنين إلى المسجد. وفي غزة، أعلنت حركة حماس عن تنظيم مهرجان "لبيك يا أقصى"، نصرة للمسجد الأقصى، الذي يشهد بين الفينة والأخرى حالة من التوتر، جراء الاقتحامات التي ينظمها مستوطنون وسط حماية أمنية إسرائيلية. وأعلنت صفحة "الثورة السورية ضد بشار الأسد" على موقع "فيس بوك" عن خروج مظاهرات في سوريا تحت عنوان "شكرا تركيا". وبحسب ما جاء على الصفحة فإن المظاهرات هدفها أن تقول: "شكراً تركيا.. شعباً وحكومة على كل ما قدّمتم، فقد فتحتم أبوابكم، يوم قصفنا من يُفترض أنّه شريكنا في الوطن، بالطائرات والصواريخ التي يفترض أن تحمينا". وجاء اختيار جمعة "شكرًا تركيا " بعد فترة طويلة من التوقف عن المظاهرات في سوريا. وبحسب تصريحات سابقة لرئيس منظمة الهلال الأحمر التركي، أحمد لطفي أكار، فإن نحو 200 ألف لاجئ سوري يعيشون في 23 مخيما بتركيا، إضافة إلى نحو 300 ألف سوري آخرين يقيمون في مدن تركية مختلفة. ولفت أكار إلى صرف نحو نحو ملياري دولار من أجل استضافة اللاجئين بتركيا، منوها بأن الدولة التركية تتكفل بتأمين معظم المساعدات بنسبة تقارب ال 100%، إلى جانب وجود دعم من الهلال الأحمر التركي، ومنظمات مدنية، وبعض الجهات الخارجية على غرار برنامج الأغذية العالمي.