أوضح مدير عام وزارة التربية والتعليم العالي في لبنان فادي يرق، اليوم الأربعاء، أن المدارس اللبنانية تستقبل حوالي 83 ألف تلميذ سوري "ما بات يشكل عبئا وخطرا عليها"، فيما أعلنت مفوضية شؤون اللاجئين أن ثلثي الاطفال السوريين اللاجئين بعمر الدراسة هم خارج المدارس. وأشار يرق خلال "المؤتمر الإقليمي حول البرامج التربوية المقدمة للاجئين السوريين" الذي عقد في بيروت صباح اليوم، إلى أن "لبنان استقبل في العام الماضي حوالي 43 ألف تلميذ، 10 آلاف منهم كانوا مقيمين أصلا قبل الأزمة السورية، أما هذا العام فالعدد فاق ال 43 ألفا في الدوام الصباحي وال 40 ألفاً في الدوام المسائي". وقال يرق إن "التلاميذ اللاجئين موزعين على 89 مدرسة لبنانية استحدثت لهم دواما مسائيا"، لافتا إلى أن معظم هؤلاء التلاميذ بأعمار صغيرة لذلك "لم يواجهوا أية صعوبات باندماجهم بالمنهج اللبناني". ولفت في حديث على هامش المؤتمر مع وكالة "الأناضول" إلى أن "القدرة الاستيعابية للبنان بلغت ذروتها خاصة على الصعيد التعليمي بعدما تكفلت وزارة التربية بمبلغ 27 مليون دولار لتعليم التلاميذ السوريين اللاجئين"، مشيرا الى ان الحكومة اللبنانية "لم تعد تستطيع تحمل المزيد من الاعباء". وطالب المنظمات الدولية ببذل المزيد من الجهود لمساعدة لبنان على استيعاب اللاجئين الذين يمثلون "عبئاً وخطراً على المدارس اللبنانية". وقال كيفين واتكنز، رئيس المركز البريطاني للتنمية، ان موضوع تعليم اللاجئين السوريين بات من الامور "الخطيرة والحساسة في المنطقة، ونحن هنا في المؤتمر لمشاركة خبراتنا وايجاد فرص لتمكين الاطفال السوريين من متابعة تعليمهم"، مشيرا الى ان "ركائز المؤتمر ستتمحور بشكل اساسي على الشق المادي." واوضح واتكنز انّه عندما "نتحدث عن اطفال لاجئين بأعمار تتراوح ما بين 8 الى 11 سنوات والذين شاهدوا عائلاتهم واصدقاءهم يقتلون ويعيشون في ظروف حياتية صعبة هناك ثمة شيء واحد يخرجهم من وضعهم الحالي ويبرهن أنّهم على قيد الحياة، وهو دخولهم من جديد الى المدرسة ". من جهتها، اوضحت مستشارة التعليم العالي في المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في جنيف، ايتا شيشي، ان هدف المؤتمر هو تشارك الخبرات والتحديات بين بلدان المنطقة المضيفة للاجئين السوريين بالتعاون مع منظمات دولية. وقالت شيشي لوكالة "الاناضول" ان "ثلثي الاطفال اللاجئين بعمر الدراسة هم خارج المدارس ما يشكل خطراً حقيقيا على الصعيد الانساني لهؤلاء". واضافت ان هناك اكثر من 2.1 مليون لاجئ سوري موزعين على عدة بلدان حوالي نصفهم من الاطفال، مشيرة الى ان هناك حوالي 700 ألف تلميذ سوري بعمر الدراسة. ويشارك في المؤتمر الذي افتتح اليوم ويستمر ليومين ممثلين عن منظمة اليونسكو والمفوضية العليا لشؤون اللاجئين كما يضم ممثلين عن الدول المضيفة للاجئين السوريين، تركيا والأردن ولبنان ومصر والعراق. وبلغ عدد الأولاد السوريين اللاجئين الذين هم في سن الدراسة في لبنان نحو 350 ألفا، من مجمل 500 ألف طفل سوري لاجئ في لبنان، وذلك وفقاً لتقرير المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين واليونيسيف. ويبلغ عدد اللاجئين السوريين في لبنان 835 ألفا من اصل أكثر من مليونين و300 ألف موزعين على دول الجوار. وتؤكد السلطات اللبنانية أن العدد الاجمالي للاجئين السوريين في لبنان تخطى المليون و 200 ألفا.