رغم انتهاء فترة دوامه دفعته حماسته ووطنيته إلى اللحاق بزملائه المرابطين في مستشفى العرضي بوزارة الدفاع عندما جاءه اتصال منهم الرابعة والنصف عصر الخميس 5/12/ 2013 م بأن عددا من العناصر الإرهابية التي استهدفت الوزارة صباحاً مازالت متحصنة في أماكن متعددة من الوزارة وتقنص الأبرياء أو المرضى. ثار المساعد / أحمد سعيد علي العامري ووعد زملاءه بأنه سيلحق بهم إلى مبنى الوزارة طواعية وخارج دوامه ؛ لأن من وصفهم بقطاع الطرق ،حسب زملاءه، لا يمكن أن يمسوا بوزارة الدفاع ولا أن يعبثوا بهيبة وطن وأمنه , وكان يعلم أن ثمن ثورته ووطنيته قد يكون حياته , لكنه لم يبال بذلك , حسب أهله الذين أكدوا أنهم أنذروه بأن لا يذهب فليس دوامه ولا أمر عليه , لكنه أصر على توديعهم وتقبيل أبنتيه وابنه بعد أن ارتدى بزته العسكرية وسلاحه. مالك البقالة المجاور لمنزله أكد بأنه جاء إليه قبل آذان المغرب وسأله على الدين الذي عليه وأعطاه حسابه وحذره الرجل ألا يذهب إلى وزارة الدفاع لكنه رفض الاستماع لأحد سوى ما أملاه عليه ضميره وجنديته وتربيته العسكرية. وحسب المرافقين لقائد الشرطة العسكرية التي ينتمي إليها الشهيد / أحمد سعيد علي العامري ، فقد تم وصوله بوابة وزارة الدفاع بعد صلاة المغرب, وبعد الإذن له بالدخول قام بدوره مع زملاءه والقتال معهم حتى الواحدة بعد منتصف الليل , وبعد قتال دام لساعات خفت أصوات نيران العناصر الإرهابية بل وتم التأكد من قتل عدد من القناصة المتحصنين , اطمأن قائد الشرطة العسكرية ومرافقيه ومعهم الشهيد /العامري متجهين صوب بوابة الوزارة لمغادرتها وأخذ الراحة بعد عناء يوم كامل من القتال الشرس والتضحيات الجسام ,وقبل بلوغهم البوابة الرئيسية للوزارة تفاجئوا بطلقات نارية أصابت أولاها زميلهم العامري , مخترقة العنق والقلب ليسقط في مسافة لا تفصله عن قائد الشرطة العسكرية سوى أمتار حسب مرافقي القائد , وليكون أخر شهيد تطهير وزارة الدفاع, فيما أصابت طلقتان زميليه بجروح ليستلقي الجريحان على الأرض مطلقين النار من سلاحيهما على مصدر النيران , ليقضيا بذلك على أخر عنصر من قناصة الإرهابيين والانقلابيين. القصة هذه عن أخر شهيد تطهير وزارة الدفاع من الإرهابيين ، تضرب مثالاً رائعاً للجندي اليمني الذي يعكس روح العسكرية والوطنية الحقيقية والتي قلما يتحلى بها جنود شجعان هذه الأيام.