نظمت مؤسسة السعيد للعلوم والثقافة بتعز محاضرة فكرية حول مركزية النعمان القيادية في دعم فلسطين "الثورة العربية الكبرى 19361939 أنموذجا". وتطرق حسن شكري مستشار وزارة الثقافة إلى دور النعمان النضالي في قيادة الأحرار اليمنيين من أجل الحصول على دعم شعبي وسياسي وفكري لمناصرة القضية الفلسطينية.
وقال "المناضل أحمد محمد نعمان قاد حملة تبرعات واسعة داخل المملكة التركية اليمنية بدءً من المدرسة التي أسسها في ذبحان بتربة تعز 1931، وهي كانت أول مدرسة عصرية تنويرية بترابط مع نادي الإصلاح الأدبي الذي أسسه إلى جوار المدرسة بدعم من نوادي الإصلاح العربية في عدن".
ونوه إلى أن هذه المدرسة تلقت الكثير من الصعوبات والمعوقات حتى "صنفت بأنها مدرسة تكفيرية تريد أن تحول اليمن إلى لبنان آخر و انطلقت حملة تبرعات من هذه المدرسة عندما انفجرت الثورة العربية الكبرى التي تلت ثورة عزا لدين القسام في أواخر عام 1935, ووصلت تلك التبرعات الأهلية إلى مدينة تعز في أغسطس ومن ثم انطلقت وامتدت لتصل إلى صنعاءوالحديدة وكانت تبرعات تعز تساوي ثلاث أضعاف تبرعات صنعاء كما كانت تبرعات الحديدة تساوي ضعف تبرعات صنعاء".
وأضاف شكري بأن النعمان كانت وجهته تنويرية عصرية فالحملة التي قادها أعطت سقفاً شعبياً كبيرا وكان يدرك تماماً بأن الدعوة إلى (إصلاح النظام السياسي في البلد) يسبقها الدعوة إلى مناصرة القضية الفلسطينية للترابط الحاصل بينهما وكون قضية فلسطين أقرب بأن تصل إلى قلوب اليمنيين .
وأشار بأن النعمان واجه مضايقات في تعز وعلى إثرها توجه إلى عدن وبعدها إلى مكة حتى حط رحاله في القاهرة 1938، ولم يمر أسبوع حتى راسل النعمان كل زعامات المغتربين اليمنيين في فرنسا ومرسيليا وأوساط أفريقيا وشرقها وكينيا وأوغندينا والذين كانوا قد أسسوا بعض الجمعيات الخيرية وطرح عليهم قضية فلسطين وحاول بعدها بالتسلل تدريجياً إلى الظلم الحاصل في اليمن وأن البلد بحاجة إلى إصلاح سياسي.
ولفت إلى أنه أكتسب مكانة عالية في مصر حيث أنضم إلى الصحفي محمد علي الطاهر وصحيفته الشباب والعالم المصري ومن خلال تلك الصحف تمكن النعمان من الاتصال بالمغتربين اليمنية في الخارج واليمنيين في الداخل، وكان يحرر الشئون اليمنية في تلك الصحف حتى ترقى، وأصبح شريكا للطاهر وسنداً رئيسياً له في تحرير الصحف بعد أن علم طاهر بأن النعمان هو من يقف وراء تلك التبرعات التي تصل إلى الشعب الفلسطيني.
وقال "بسبب قدرة النعمان على الإقناع ولان القضية الفلسطينية كانت هي شغله الشاغل فقد قيل بأنه خطب في القاهرة أمام "30 ألف " شخصاً حول القضية الفلسطينية ومأساة الشعب الفلسطيني وكيفية دعم هذه القضية ومساندتها".