قد يحدث أن تكون المواطنة بفرض العلم على الزي المدرسي ، وفرض النشيد الوطني كل صباح ، ورفع العلم ، والتحية له بأصوات ثلاثية تقول الله ثم الوطن ، الثورة وأضافوا كفيتامين معزز الوحدة !!
فهل الوحدة صوت في المدرسة ، وحراك خارج سورها ! فهل الوطن صوت في المدرسة ، وغربة خارج سورها ! وهل الثورة صوت في المدرسة ، ورغبة محرمة خارج سورها !
ماذا لو ، سألني طفل .. ماذا تعني الثورة ؟ ،فأحصر له تعريفا بأنه رفض الظلم بصوتٍ عالي ، وأنبهه بأنها صالحة للماضي فقط !
وإن أخبرني شاب بإنه وطني من الدرجة الاولى ، وهو مواطن من الدرجة الأخيرة !
كيف أصدق الوطن بعد ذلك ، وقد يتهمني بسهولة ، ويعرقلني بسهولة ، ويعطلني بسهولة ، ويحبطني بسهولة ،ثم يربت على كتفي بإني امرأة ومصيري الزواج ، حسنا أنا مصيري أضيع بالمطبخ والشاب مصيره أين ؟ يضيع بالشارع ؟ ! ، يقولون الوطن أم ، ولكن أم صماء ، بكماء ، تلد ثم تبكي ؛ لأنها لا تفهم لغتنا ! ونحن فقط نعود إليها ، مرفقين بالأصول ؛ كي لا يتهمنا أحد بالفاحشة !
وحتى إذا نامت أمنا علينا ، فكرنا بأن ننسحب من تحت الغطاء ، نهرب كي نجرب صدور أخرى ، تعطينا النفط بدلا من الحنان !
فنجمرك عواطفنا ، ونُهّرب كجهاز الكتروني أقل جودة ، وغذاء ينتهي صلاحيته ! ، وتقبض المسؤولة عن إفلاتنا قاتها أقصد قوتها في فمها !
فيذهب بنا الحال من مواطنه غير شرعية إلى إقامة غير شرعية ، والأولى بها جوع ، والثانية بها الشبع ! الأولى بها فقر ، والثانية بها المال ، حتى ينتهي الأمر العز أمام الوطن ، والمهانة في الإقامة !
ولا تسألوني كم يبلغ تعاسة الوطن حتى لا اضطر أن احسب لكم عدد المهاجرين وعدد المُهربين وعدد الراغبين بالهجرة وعدد الراغبين بالهروب ، وعدد المنتظرين للهروب وللهجرة ، حينها باركوا للوطن أمجاده ، حكومة وحكومة عفوا حكومة وشعبا !