الموضوع: اجتماع الرئيس صالح مع مستشار الأمن القومي الأمريكي ومكافحة الإرهاب في 6 سبتمبر 2009 هذه الوثيقة –المصنفة على أنها سرية- كتبت بتاريخ 15- 9- 2009م من قبل السفير الأمريكي السابق ستيفن سيتش،
نص الوثيقة: 1- الملخص: في اجتماعه بجون برينان مستشار الرئيس الأمريكي لشؤون الأمن القومي ومكافحة الإرهاب في 6 سبتمبر.. تعهد الرئيس صالح بإتاحة الوصول إلى الأراضي اليمنية دون قيود أمام عمليات مكافحة الإرهاب الأمريكية، على أن تتحمل القوات الأمريكية –في هذه العمليات- المسؤولية الكاملة عن نجاح أو فشل الجهود الرامية إلى إضعاف تنظيم القاعدة في اليمن. وعبر الرئيس صالح عن استيائه من المستوى الحالي للمساعدات التي تقدمها الحكومة الأمريكية لمكافحة الإرهاب والعمليات الأمنية، وأصر على أن قوات الأمن الحكومية اليمنية شنت حربها على المتمردين الحوثيين شمال اليمن نيابة عن الولاياتالمتحدةالأمريكية. و أعرب صالح عن تفضيله للسعودية كخيار أفضل من الأردن لإعادة تأهيل المعتقلين اليمنيين العائدين من معتقل جوانتانامو، لكنه زعم أن الحكومة اليمنية كانت مستعدة وقادرة على قبولهم في المعتقلات اليمنية. وفي الاجتماع الثنائي الذي تلي بين برينان وصالح وجه الأول دعوة للرئيس صالح لزيارة أوباما في البيت الأبيض في السادس من أكتوبر.. انتهت الخلاصة. • تفاصيل الوثيقة: "الأرض المفتوحة جواً وبحراً "للضربات الأمريكية ضد تنظيم القاعدة في جزيرة العرب 1- في اجتماعه بجون برينان مستشار الرئيس الأمريكي لشؤون الأمن القومي ومكافحة الإرهاب في 6 سبتمبر.. أصر الرئيس صالح على أن الأراضي الوطنية متاحة لعمليات مكافحة الإرهاب أحادية الجانب كي تنفذ بواسطة الولاياتالمتحدة الإمريكية، معرباً عن استيائه من مستويات التمويل الأمريكية الحالية، والتدريب العسكري من قبل القوات الأمريكية، لتجهيز قوات مكافحة الإرهاب الحكومية اليمنية، وأكد الرئيس صالح بأن الحكومة الأمريكية تقدم "الكلمات فقط" لمشكلة الإرهاب في اليمن "لكنها لا تقدم الحلول". وطالب صالح مراراً بأموال كثيرة، ومعدات وأجهزة لمحاربة تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، على أنه وفي الوقت نفسه فإنه ومنذ الآن ستلقى بالمسئولية عن أي هجمات مستقبلية لتنظيم القاعدة على عاتق الحكومة الأمريكية، كونها تتمتع بالوصول غير المقيد إلى المجال اليمني الجوي والبري، ومياهه الساحلية. (ملاحظة: تشارك الحكومة الأمريكية بشكل نشط، منذ عام 2001 في تدريب عناصر قوات مكافحة الإرهاب اليمنية، بما في ذلك وحدة مكافحة الإرهاب (CTU)، وقوات العمليات الخاصة اليمنية (YSOF)، والحرس الرئاسي، وقوات الحدود اليمنية، وقوات سلاح الجو اليمنية (YAF)، وقوات خفر السواحل اليمنية (YCG)، وقد أنفقت الحكومة الأمريكية أكثر من 115 مليون دولار لتجهيز قوات مكافحة الإرهاب (CT) منذ السنة المالية 2002. وفي عام 2009 وحده قدمت الفرق الأمريكية لقوات مكافحة الإرهاب اليمنية في مجال التدريب ما قيمته 5 ملايين دولار. انتهت الملاحظة.) 2- بينما قدم الرئيس صالح الضمانات بأن الحكومة اليمنية "مصممة على مواصلة الحرب ضد القاعدة كونهم يستهدفون المصالح اليمنية والأمريكية"، إلا أنه استمر بربط زيادة مستوى الوصول الأمريكي لأهداف تنظيم القاعدة في جزيرة العرب بتحمل المسئولية الكاملة لتحقيق أهداف مكافحة الإرهاب. الأمر الذي يؤكد احتمالية أن يقوم تنظيم القاعدة بتنفيذ هجوم على السفارة الإمريكية في المستقبل أو على أهداف غربية أخرى، وأكد صالح قائلاً: "لقد منحتكم باباً مفتوحاً ضد الإرهاب، لذا فأنا لست مسئول" [عن النتيجة].
• حرب صعدة: "الحوثيون أعداؤكم أيضاً" أعرب الرئيس صالح عن استيائه من رفض الحكومة الإمريكية للنظر إلى حرب صعدة ضد الحوثيين في شمال اليمن في نفس الضوء كالمعركة الدائرة ضد تنظيم القاعدة في جزيرة العرب. مطالباً بالحاجة الماسة لزيادة المساعدات والدعم، وأكد صالح أن "هذه الحرب، التي نخوضها هي حرب تخاض نيابة عن الولاياتالمتحدة...الحوثيون هم أعداؤكم أيضاً"، مستشهداً بأشرطة فيديو يظهر فيها أتباع الحوثي وهم يهتفون "الموت لإسرائيل، الموت لأميركا". (ملاحظة: الحوثيون لم يهاجموا مصالح الولاياتالمتحدة أو أفرادها في الجولات الست من القتال بينهم وبين قوات الجيش اليمنية التي انطلقت في العام 2004. الملاحظة انتهت.). وطبقاً للرئيس صالح فإن القصور الأمريكي بالنظر إلى الحوثيين على أنهم إرهابيين وتجهيز قوات الجيش اليمنية لمحاربتهم في صعدة من شأنه أن يقوض مزاعم الصداقة والتعاون الأمريكي مع اليمن. وتعليقا على حالة القوات الحكومية اليمنية في صعدة، قال صالح: "نحن نعاني الكثير من الخسائر البشرية والخسائر المادية". وجدد طلباته لمركبات الأفراد المدرعة والطائرات ومركبات الإخلاء الطبية، وكرر صالح انتقاداته لجهود الولاياتالمتحدة، بالقول "نحن بحاجة للأفعال وليس للأقوال فقط". وفي رده، على ذلك، أكد برينان أن الولاياتالمتحدة محظور عليها بموجب القانون الأمريكي تقديم الدعم العسكري للقوات اليمنية لاستخدامها ضد الحوثيين لكون الحكومة الأمريكية تعتبر الحوثيين عبارة عن جماعة تمرد داخلي. 5 – تكراراً لادعاءات الدعم الإيراني لحركة الحوثي قال مسئولون بارزون في الحكومة اليمنية انهم زودوا المسئولين الإمريكين بملفات تؤيد وجود ارتباط إيراني –حوثي، وأنهم سيزودونهم أكثر إذا لزم الأمر. (ملاحظة: أقر السفير بتلقيه الملف الذي تم استعراضه هنا وفي واشنطن، وعلى الرغم من ذلك، لم يقدم الملف دليلا قاطعاً على وجود صلة إيرانية -حوثية من تلك الملفات أو من سجلات أخرى. وقال برينان إنه سيطلب مسحا جديدا لجميع المعلومات الاستخباراتية المتوفرة للنظر فيما إذا كان ممكناً استنباط أي دليل على وجود تورط إيراني. الملاحظة انتهت). و قال صالح: "إن إيران تحاول تصفية حسابات قديمة ضد الولاياتالمتحدة عبر تدمير العلاقات بين اليمن ودول مجلس التعاون الخليجي والولاياتالمتحدة" كما أنه أيضا أشار عرضياً إلى حزب الله، زاعماً بأن نفوذه في المنطقة عمل هو الآخر على جعل الحرب بين قوات الحكومة اليمنية والحوثي عبارة عن قتال بالنيابة عن الولاياتالمتحدة. مرجعاً إليها أيضاً، الارتفاع في معدل الفقر وتدفق الأسلحة غير المشروعة إلى كل من اليمن والصومال، واختتم صالح حديثه بالقول: "إذا أنتم لم تساعدوا هذا البلد، فإنه سيصبح أسوأ من الصومال". • الرسائل المشوشة حول معتقلي جوانتاناموا 6- وأبدى صالح تفضيله لخيار السعودية القائم، كمكان مناسب لإعادة تأهيل معتقلي غوانتانامو من أصل يمني، كونه أفضل من الخيار الأردني المقترح، مستشهداً بالروابط العائلية الوثيقة والروابط الثقافية في المملكة العربية السعودية بوصفها آليات لمعالجة أكثر فعالية. وعلق صالح أنه يعتقد أن الأردنيين يفتقرون أيضاً لدعم برنامج إعادة التأهيل، ومع أنه لم يرفض الأردن كخيار، إلا أنه -مع ذلك- أشار إلى أن إعادة التأهيل لا يمثل قلقاً بالنسبة له، بل هو بالأحرى "مشكلة الولاياتالمتحدة"، بينما أنه جاهز ومستعد لقبول جميع المعتقلين اليمنيين في السجون اليمنية. (تعليق: صالح، في رأينا، غير قادر على السيطرة على المعتقلين العائدين في السجن لأكثر من بضعة أسابيع قبل أن يجبره الضغط الشعبي أو المحاكم على إطلاق سراحهم. انتهى التعليق). وقد حث الرئيس صالح الحكومة الإمريكية لتصميم وتنفيذ برنامج لإعادة التأهيل والتوعية من أجل المعتقلين، وبناء مركز لإعادة التأهيل في اليمن، لكنه جدد القول بأنه سيتوجب على الولاياتالمتحدة لتمويل هذه المشاريع، ولمرات عديدة تساءل: "كم من الدولارات سوف تقدمها الولاياتالمتحدة؟" ومع ذلك، عندما عرض برينان مبلغ وقدره 500 ألف دولار كاستثمار أولي متاح في الوقت الحالي لخلق برنامج إعادة التأهيل، رفض صالح هذا العرض، واعتبره غير كاف. كما أن صالح أكد لبرينان بأنه التزم ب "تحرير الأشخاص الأبرياء بعد إعادة التأهيل التام والكامل"، وهو ما يوحي إلى عدم الوضوح بشأن سياسته الخاصة، وعلى مكانة أو حالة معتقلي جوانتانامو في النظام القانوني للحكومة اليمنية. • الإصلاح الاقتصادي والفساد 7- رحب صالح برسالة الرئيس أوباما التي سلمها إليه برينان، وأعرب عن تقديره للاهتمام الأمريكي بشأن الاستقرار والمصاعب الاقتصادية التي تواجهها البلد. ثم وافق على المضي قدما وفقاً للخطة المكونة من 10 نقاط، والتي تحدد الإصلاحات الاقتصادية الضرورية (reftel) مع أنها لم تقدم التفاصيل بشأن التواريخ أو أهداف التنفيذ. ورداً على مخاوف برينان حول أن المساعدات الاقتصادية وغيرها من المساعدات الأخرى قد تنحرف عن مسارها عبر المسؤولين الفاسدين لتستهلك في أغراض أخرى لم تخصص لها، فقد حث صالح الولاياتالمتحدة أن تقدم المنح بشكل تجهيزات ومعدات بدلا من الأموال النقدية من أجل كبح جماح الفساد من الوصول إليها. وأخبر صالح المسؤولين الإمريكيين أيضاً أنه سيكون لهم الحق بالوصول الكامل إلى السجلات المالية لضمان الاستخدام السليم للتمويل من الجهات المانحة. (تعليق: تفضيل الرئيس صالح للبنية التحتية والمعدات أكثر من النقدية، يظهر انعدام الثقة في قدرة النظام نفسه على التعامل مع الأصول [الممتلكات] السائلة، ويوفر بالكاد حلا ناجعاً وقابلا للتطبيق للحد من انتشار الفساد في المدى الطويل. انتهى التعليق.).
• جولة إلى واشنطن وقضايا أخرى 8 – طالب صالح مرة أخرى بزيارة الولاياتالمتحدة، بحجة أنه من الضروري حل المسائل المتعلقة بالمعتقلين في غوانتانامو وزيادة المساعدة العسكرية. وأضاف: "إننا نرى بأن هذه الزيارة تعتبر مهمة جدا للوصول إلى فهم مشترك، وحتى يتسنى لكم فهم مطالبنا واحتياجاتنا". وتعهد برينان للنظر في مطالب صالح بخصوص المعدات العسكرية "الموعود بها" والتي لم يتم تسليمها. وفي الجلسة الخاصة بين الاثنين والتي تلت الجلسة الرسمية، وجه برينان الدعوة لصالح للقاء الرئيس أوباما في البيت الأبيض في 6 أكتوبر. كما صرح صالح أنه لن يكون هناك مزيد من التأخير في طلب السفارة الأميركية لشراء الأراضي لبناء المزيد من المرافق السكنية الآمنة، وبأن المجلس التشريعي سيصادق على نقل الأراضي من حالة الوقف (أو المملوكة للقطاع العام) إلى حالة الامتلاك الحر. • تعليق 9 - كان صالح في أحسن حال خلال الساعتين التي قضاها مع برينان، كان في بعض الأحيان متعاليا ورافضا، وتارة أخرى تصالحيا ولطيفا. ويمكن للمرء أن يستنتج أن تأكيده المتكرر بأن الأراضي الوطن اليمنية مفتوحة للولايات المتحدة لتنفيذ عمليات ضد القاعدة في جزيرة العرب إنما يعكس رغبته في الاستعانة بجهود الولاياتالمتحدة الخارجية لمكافحة الإرهاب في اليمن، وبخاصة في عرض ذلك الادعاء المتشائم بعض الشيء، أنه ينبغي أن تحصل هجمات القاعدة في جزيرة العرب في المستقبل، وأن النتيجة ستكون بأن الولاياتالمتحدة ستضطر للتوقف عن العمل بعد أن أخفقت في القيام بما يكفي لإيقاف التنظيم عن العمل. وبالإضافة إلى ذلك، فإن حملة مكافحة الإرهاب الأمريكية المشتركة في اليمن سوف تطلق عنان صالح لمواصلة تخصيص ممتلكاته الأمنية المحدودة للحرب الجارية ضد المتمردين الحوثيين في صعدة. إن التأثير الكلي، وهو أحد ما نتوقعه بشدة أن يقدره صالح، أن كلا من أمريكا والحكومة اليمنية ستطلق العنان ل"القبضة الحديدية" في الوقت نفسه في اليمن وسيكون رسالة واضحة للحراك الجنوبي أو أي طرف آخر متهم بتوليد الاضطرابات السياسية في البلد بأن مصيرا مماثلا ينتظرهم. 10 – تابع التعليق ليس من المستغرب أن صالح كان أقل تفاعلاً عندما حاول برينان تركيز انتباهه على الحاجة لاتخاذ إجراءات فورية للتخفيف من حالة التدهور الاجتماعي والاقتصادي في اليمن، وحصر رده بشكل كبير إلى الدرجة التي تقنع الجانب الأمريكي بأن تحث المانحين العنيدين لتسريع وزيادة مساعداتهم لليمن. بعد التصريح الفج في جلسة المجموعة أنه لم يعد مهتماً في الدعوة إلى البيت الأبيض، أخبر برينان قائلاً إن "علاقتي معك كافية"، وقد تغير مزاج صالح بشكل ملحوظ نحو الأفضل عندما تم تحديد الدعوة وكأنه فاز بالجائزة التي ظل يلاحقها لعدة أشهر. انتهى التعليق. سيش