كم كنت أشتاق لبلدي اليمن وأنا في المهجر وكم كنتُ أسعدُ دائماً كل ما أُتيحت لي الفرصة لزيارتها وبالذات مسقط رأسي عتمة الغالية. ولكن كل مرة اعود فيها لزيارة وطني الحبيب أجد الناس وقد صارت أحوالهم من السيء الى الأسواء فالفقير أزداد فقراً والغني أزداد غنى والطبقة الوسطى تلاشت، والطائفية برزت والثارات في تزايد , وقُطع الطريق أصبحت "رجولة" وخطف الأطفال شجاعة. فلا تعليم متطور ولا مستشفيات تنفع ولا طرقات آمنه ولا مياة نقية ولا أمن ولاعدل ولانظام. فالواسطة والمحسوبية اصبحا الموهل الرئيسي للنجاح والناس ياكلون من أكوام القمامة وغيرهم يلتحفون العراء في طقس قارس البرودة ، يُقتل البعض منهم ومن ينجو لم يغادره المرض والشباب المتعلمون عاطلون والبقية غير المتعلمة اصبحت إما وقوداً للحروب والنزاعات العشائرية او عمال سخرة في مزارع القات المسمومة. فالاميه تفشت والجهل عم والأمراض المعدية والوبائية أنتشرت، والمدن عشوائية وبنيتها التحتيه متهالكة والشوارع منتهية الصلاحية والنظام فيها معدوم فأقسام الشرطة أصبحت وكانها أوكار عصابات والناس اغلبهم مسلحون والفوضى المرورية يعجز اللسان عن وصفها. اما العاصمه فحدث ولاحرج فالفوضى والعشوائية في كل شيءهما مايميزان صنعاء عن بقية عواصم العالم الثالث والرابع والخامس إن وجدا. قررت أن أعود هذة المرة ليس لزيارةٍ عابرة او لجولة سريعة أتفقد فيها أحوال أهلي وأصدقائي الميسورين منهم والمعدمين . هذة المرة بإذن الله عائداً للمشاركة في تخفيف أوجاع هذا الوطن المنهك وأشارك كل من يغار على أهله وماله وأرضه اليمن في بناء وطناً صالحاً للعيش الأدمي وطناً فيه كل مقومات الحياة الشريفة وطناً فيه كل الناس سواسية, وطناً يكون فية عدل ونظام ومساواة وإحترام للجميع وطناً يكون المسئول فية خادما ووكيلاً لإبناء الفقراء والمعدومين لاالعكس. وطناً خالياً من العشوائية والفوضى والسماسرة قباضيين العمولات وناهبيين الأموال العامة. وطناً يكون للمراءة فيه قيمة كتلك التي قال فيها رسول الله ان الجنة تحت أقدامها لا أن تكون سلعه تباع وتشترى لمن يدفع الثمن. وطناً مُدنه تفتح النفس وتشرح الصدر وتشرف أبنائها عند قدوم الزوار والسواح اليها مُدنً يكون فيها تخطيط عمراني متطور يلبي حاجات سكانها من ماء وكهرباء ومجاري وطرقات، مُدنً فيها الشوارع الآمنة والمعبدة بطريقة صحيحة، مُدنً فيها الاشجار والنخيل تزينُ شرفات وجزر شوارعها. نريد وطناً حكومته ملكاً للشعب وليس موظفون لدى الحزب او الفرد, وطناً حكومتة من أصحاب الكفاءات والتخصصات الأداية العالية، نريد حكومةٍ أعضائها يسكنون في بيوت بسيطة وياكلون ويلبسون هم وأولادهم ممايأكل ويلبس العامة من الناس، نريد حكومةٍ عملها كثير وكلامها قليل، نريد حكومةٍ تسهرُ على الإرتقاء بمستوى المواطن والوطن نريد حكومة تخدمنا لاحكومة نخدمها. نريد وطناً جديد ,نظيف, منظم نقي من الفساد والمفسدين ونقي من الغبار والتلوث البييء المستشري، وطناً ترجع اليه العقول المهاجرة للمشاركة في بنائه، وطناً الرئيس فيه لايحكم أكثر من 8 سنوات، وطناً لايرث فيه الأبناء الوزارات والمحافظات والقيادات والأدارات والبلاد والعباد عن أبائهم . نريد وطناً تحكمه وجوه جديدة شابة بسيطة نشطة مؤهلها الوحيد الكفاءة لا المحسوبيه وصلة القرابة. نريد وطناً فيه الكل يحكم نفسه بنفسه لاان تحكمه مجموعة من الأسر والعائلات النافذة او القبائل المغواره المليئة جيوبها بالعمله الاجنبية. نريد وطن تكون فيه السلطه التشريعية ملكاً للشعب وليس للحزب او الفرد نريد وطناً يتيح الفرصة فيه للشرفاء المتعلمون و الغيورين على بلدهم بتأسيس مجلس تشريعي رقابي شريف يمثل كل شرائح المجمتع ويتحمل مسئولية هذا البلد لا البلد يتحمل مسئولية 301 فرد منهم .نريد مجلس نواب لايقتصر عمله على التصويت لصالح حزب الاغلبية في كل شئ، مجلس نواب مهمة أعضاؤة ان يكونوا وكلاء وخُداماً لهذا الشعب وشغلهم الشاغل هو تحسين احوال الوطن والمواطن لاتحسين أحوالهم الشخصية وتحول الكثير منهم من لاشيء الى تُجار وأصحاب مصالح كبرى. نريد بناء مجلس نواب جُل أعضاؤه من حاملي الشهادات الجامعية المعترف بها ومن الكفاءات الشابة النشطة نريد مجلس نواب لا مكان فيه لمن لا يقرأ ولا يكتب او لأشباه المتعلمين نريد مجلس نواب من الاحرار وليس من مجموعة عبيد لمصلحه حزبية أو عشائرية أو مشيخية أو شخصية. نريد مجلس نواب يراقب الحكومة لا ان يتهافت على أعضاءها عند قدومهم للمجلس لتمرير المعاملات وتوقيع الاوراق، نريد مجلس نواب يراقب ويكشف الفساد الحكومي ويعاقبه، نريد مجلس نواب يحمي ثروات الوطن من عبث الشركات الأجنبية التي تغتصب الأرض وتسرق المخزون الطبيعي مقابل عمولات أو رشاوى لبعض الخونة. نريد مجلس نواب يحمي حريه المواطن من إنتهاكات رجال الأمن البواسل نريد دولة لا ديوله نريد بناء أمة تنحني لها كل الامم إجلالاً وتقديراً وإحتراماً، نريد دولة مواطنيها يعاملون بإحترام وتقدير في مطارات العالم لا ان يعاملون كارهابيون ومجرمون. نريد دوله لها قانون يطبق على الكبير والمسئول وإبنه وأخوة وعمه وابناء عشيرتة قبل ان يطبق على المساكين والضعفاء من عامه الناس. نريد وطنا واحدا موحدا ليس فقط على الخريطة بل في كل قلوب اهل اليمن من عدن وصعدة وابين ولحج والحديدة ومارب والجوف وتعز الى سقطره والمهره وحجة ويافع والضالع وكل حارة وحي وبيت في ربوع الوطن. أنني عائداً هذة المرة وفي قلبي ثورة لن تهدأ حتى أرى بلدي اليمن في الف خير وأرى الناس فيه وهم في أحسن حال. نعم هذه المرة أنا عائداً لإنتقم من الفقر والجهل والمرض والظلم والخراب والمحسوبية والفساد، نعم سأنتقم أنا وكل الشرفاء الغيورين على بلدهم من هذا الفساد والخراب ومن كل شئ مس من كرماتك يايمن. مقيم في الولايات المتحدة