مفاجأة الخليج للعالم: الخليج لم يعد خليجا..، هذا لا يعني انه أصبح اسبانيا أو نرويجياً... ولكن من الممكن ان يصبح "الخليج الأطلسي"، أو شرق أوسطى.. فالسلحفاة العجوز "مجلس التعاون" يتحول إلى تكتل للملكيات العربية، ويتقوقع حول ذاته بقرار انضمام المغرب والأردن، لدرع السلحفاة للاحتماء معا، والانضمام للعكاز الخليجي للمشي معا، في طريق يعج بالثورة. رافعا شعار.. "الحلزونة ...ياما.. الحلزونة..." فالثورة مضرة بصحة الخليجي، وهي لا تتوافق وثقافة الكبسة، والملك الخليجي من المخلوقات التي تنتمي لسلالات عريقة، كالديناصورات، ولكنه مخلوق من ذوات الثلاث، فلا يمشي الملك الخليجي دون عكازه. والثورة عادة لا تتعكز ..ولا تتأني. ولكن لها عصا غليظة تضرب مباشرة في أي مكان. وكان العكاز الخليجي المهتز يحاول أن يعرقل مسار الثورة اليمنية، أو المصرية أو حتى التونسية، ولكن لأن الثورة شاب مندفع وممتلئ بالثقة والحماس، وفتاة حرة ، فإن أفخم وأغلظ عكاز لا يوقف الثورة ولا يوقعها. وقد يقع صاحب العكاز قبل ان يوقع الثورة إن فقد توازنه وسقط... لابد ان نعترف، إن السرعة الجنونية للثورة، أمر مربك، ومخيف لمن يضعون أحزمة الأمان، حتى وهم نيام. و"الأمان" الذي لم يوفره درع الخليج، والذي تهزه أخبار "الجزيرة"، خاصة الأخبار القادمة من اليمن يحتاج لمن يطمئنه، فمن يطمئن امن الخليج! فاليمن قادم، واليمن قريب.. واقرب مما يعتقد الخليج ، والثورة في الحدود، ولم تتمكن مبادرة القصور، من صد الهجوم، وجعلها تغادر بعيدا، أو تحصل على تأشيرة خروج. والأرض المقدسة تحولت إلى ارض الثورة. يمن الثورة سينتصر لمشروعه الحضاري، والثورة اليمنية تكمل مسار "الجمهورية " و"الديمقراطية " وهاتين الكلمتين الشيطانيتين اللواتي لم تنفع معها تعويذه ولا رقية ملكية، كانت تجعل الخليجية الأقرب "السعودية"، منذ عقود تحاول حذف وصمة العار من خارطة الخليج السياسية، لأنهما رجس يجب التطهر منه. والآن أصبحت الكارثة مصيبة، بعد ان هلت كلمة "ثورة" . فتعمدت السلحفاة العجوز أن لا تضع كلمة "ثورة" في وثيقتها الرسمية للمبادرة، لأنها تؤمن بتخاريف الكلمات، وطلاسم الشعوذات، ووضعت المبادرة كتميمة وحجاب لتحمي نفسها من اللعنة الثورية، ولكنها الثورة ، يالها من شيطانة... لا يردعها عمل المشعوذون و السحرة. لذا يقول شيوخ الخليج أنها مس من الجن، ويجب ضرب اليمن بعكاز الخليج حتى يخرج .. .. ولكن الثوار يعرفون من الذي عليه ان يضرب ويخرج وينصرف. فاليمن الذي لم يكن يوما خليجيا ولن يكون، كان من حسن حظه أن الخليج بقى طوال هذا الوقت يرفض طلب "صالح" لانضمام اليمن للمجلس الخليجي الفاخر، اليمن طوال عمره كان فقط يمنيا، من قبل أن يكون هناك خليجا عجوزا، وسيبقى اليمن شابا، إلى ما بعد الخليج. سيبقى مختلفا، مستقلا، وقويا، وأول دولة في المنطقة، وحضارة هذه المنطقة وتأريخها، انه قيمتها المنطقية والسياسية. وهذه المنطقة اسمها "جنوب الجزيرة العربية" وليست الخليج العربي على الأقل الآن بعد انضمام المغرب والأردن، واليمن اسمه التاريخي "العربية السعيدة" واسمه الحركي "الجمهورية اليمنية". فلن يتنازل اليمن الفتي عن كونه دوله تاريخيه، عرفت فكرة الدولة، وتعرفت على العالم، قبل أن يعرف العالم دول الخليج الذي صار محترما بتعرفه على سر الطبيعة الأسود، في يوم اسود. عموما المعايرة التاريخية أمر مبتذل لا تلجاء له الدول العريقة كاليمن، وكوننا نمر بظرف استثنائي فلا حرج من استخدام كل الاستثناءات. وحين يعود اليمن ليمنه، ويعود لسيادته، فإن سيادته سيعلن تحرره الكامل لتاريخه ومستقبله وحتى أرضه ..أرضه التي تمتد عمقا في الصحراء.. وتضرب جذور الصفوة العربية، لتعيد خط التأريخ لمساره ..خطا للحرير والبخور، وليس للأسلحة والمخدرات والسلفيين. وسيعفي اليمن العالم العربي من سماع الاسطوانات التي تسببت بتلوث ديني وحضاري وعربي، وحتى فني. واليمن الذي لم يكن ينتظر أن تقف معه عائلة حاكمة بأمر الله، ليس على احد أن ينتظر منه أن يتنازل عن دوره الحضاري والتاريخي باعتباره منارة المنطقة التي أظلمت لعقود بعد استسلام اليمن. اليمن قادم.. اليمن عائد.. كما عادت مصر رغم انف المتقعرين، وأعادت معها عزة العرب، ووحدة فلسطين. واليمن سيتكفل بإعادة الكرامة لهذا الجزء الجنوبي من المنطقة ليعود التنسيق التاريخي الذي لم يغفله التاريخ وعبثت به الأنظمة. ومن يعبث بالتاريخ يضربه المستقبل على رأسه، أو على " ......" .